توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيرلسكوني يدعو إلى المكاشفة والتحرر من هيمنة الاتحاد

إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي

سيلفيو بيرلسكوني يدعو للمكاشفة وتصفية الحساب مع ألمانيا ودول الشمال قبل أن تخسر إيطاليا صناعاتها
روما ـ مالك مهنا

شهدت إيطاليا حالة من التبرم والسخط خلال الأسبوع الماضي إزاء عدم قيام البنك المركزي الأوروبي بأي مساعدة لمكافحة الأزمة الائتمانية التي تخنق الأنشطة التجارية الصغيرة في إيطاليا وقيامه بنفض يده من أزمة الانكماش التي تعتري المنطقة.   كما تشهد إيطاليا حالياً اعتراضاً كبيراً على سياسة التقشف التي تمليها ألمانيا ودول الشمال عليهم ويسود جدل مرير يشير إلى عمق صدام المصالح داخل منطقة اليورو فيما بين دول الشمال ودول الجنوب الأوروبي وذلك على نحو لم يكن مريراً بهذا الشكل من قبل.
  وعلى الفور طالب رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني بعملية مكاشفة وتصفية حساب مع دول الشمال الأوروبي وذلك قبل أن تخسر إيطاليا على حد قوله قدراتها الصناعية في مجال الصلب والسيارات والكيماويات.
  وقال بيرلسكوني في حديث له مع صحيفة إل فوغليو إن الحكومة الإيطالية التي يشارك بحزبه في ائتلافها، متورطة في جريمة التعاون مع القوى التي تعمل حالياً على تحطيم إيطاليا. وأضاف أنها بدلاً من ذلك كان ينبغي عليها أن تواجه الشمال الأوروبي وبخاصة ألمانيا بقيادة أنغيلا ميركل وأن تضعهم أمام خيارين، إما بالدعوة إلى وقف عمليات الانكماش النقدي والمالي واستبدال ذلك بعمليات إنعاش اقتصادية مقاومة للانكماش والتقشف أو عليهم أن يتوقعوا قيام الضحايا بالفرار بمصيرهم.
 وقال أيضاً إن هذه المعركة لابد وأن يتم شنّها في هدوء ولكن على نحو عنيد لا يعرف التساهل أو الهدوء، لافتا إلى أن إيطاليا لا يمكنها أن تترك قاعدتها الإنتاجية لمزيد من الضمور ولا ينبغي أن تستسلم لأساليب الهيمنة التي يمارسها أصحاب اليد العليا، وأكد أن هذا بالضبط ما يقصده بالمكاشفة والمواجهة وتصفية الحساب وأنه يجب على إيطاليا أن تجد بنفسها حلولها القومية والإقليمية الخاصة بها من خلال إنهاء الآليات الأوروبية.
  وعلى ما يبدو فإن لوبي النشاط التجاري في إيطاليا المعروف باسم كونفيداستيريا لم يبعد كثيراً عن تلك اللهجة التي تحدث بها بيرلسكوني، حيث قال رئيس اللوبي جورجيو سكوينزي "لقد أعربنا عن رغبتنا في التضحية ولكن يجب أن نقول لا لأساليب التقشف التي تحد وتقلل من شركاتنا وتضطرها إلى الخضوع وإتاحة الفرصة للآخرين كي ينهشوا أصول تلك الشركات بأسعار بخسة. ووصف تعليمات الاتحاد الأوروبي بأنها جاهلة وتفتقد إلى المعرفة، وطالب بضرورة إرغام الاتحاد الأوروبي على تغيير سياسته وإلا فإن إيطاليا لن تخرج من هذا المأزق أبداً.
 إن ما يُعقّد الجدل الدائر في إيطاليا الآن هو أن خبراء الاقتصاد فيها هم أنفسهم أصحاب مبدأ علاج المشكلة بالصدمات. فهم من يدعمون قدرات إيطاليا التنافسية من خلال خفض تكلفة الأيدي العاملة والأجور على المستوى الداخلي بهدف سد الفجوة العمالية التي تفصل بينهم وبين ألمانيا.
وتقول صحيفة الغارديان إن خطأ أوروبا الكبير هو أن المال بات عزيز المنال ووصل الاقتصاد إلى حالة يصعب فيها تأمين القروض الائتمانية بالإضافة إلى فشل البنك المركزي الأوروبي في تعويض عمليات الخفض المالي بكل ما يتوفر له من إمكانيات.
 وبالنسبة لإيطاليا فقد انهار الطلب المحلي بنسبة 5.3 في المائة في عام واحد، كما أنه لايزال يواصل الانهيار، وانخفض الاستثمار في الآلات والماكينات بنسبة 9.9 في المائة، وانخفضت القروض التجارية بنسبة 6 في المائة، كما أن إجمالي الناتج القومي الأسمي انخفض بنسبة 1.2 في المائة بما يعني أن قاعدة الانكماش لابد وأن تحمل معها ارتفاعاً في عبء الدين وهذا في حد ذاته يمثل سخافة ما يسمى بخفض تكاليف العمالة والأجور داخلياً من أجل دعم المنافسة في البلدان التي تعاني من ديون ضخمة.
  وتقول الصحيفة إن دورة الائتمان العالمية تواصل انخفاضها كما أن أميركا لازالت لم تستوعب بعد انضغاطها المالي بكامل طاقته كما وصلت الصين إلى حالة من الاستنزاف الائتماني فهي تواصل النفخ في قربة مقطوعة أو بالون مليء بالثقوب. كما أن الصعوبات التي تواجهها الأسواق الناشئة تهدد بالارتداد إلى أوروبا في شكل صدمة انكماشية. وفي ظل هذه الأحوال تواجه إيطاليا حالياً خيارات مرعبة. وسواء استطاعت إيطاليا يوما ما أن تستعيد سياستها السيادية أمام سياسات الاتحاد الأوروبي أم لا فإن ذلك لا يمكن أن يقرره سوى الإيطاليون أنفسهم. 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي إيطاليا على شفا مواجهة اقتصادية صارمة مع ألمانيا والشمال الأوروبي



GMT 21:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يرتفع بعد توقف إنتاج حقل بالنرويج وتصاعد حرب أوكرانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon