دمشق - جورج الشامي
أكدت "الأمم المتحدة" أن "4 ملايين سوري أي خُمس السكان لا يستطيعون إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء لاحتياجاتهم" وإن "الوضع يمكن أن يتدهور العام المقبل إذا استمر الصراع"، الذي بدأ منذ عامين، وعقب زيارة لسورية بين أيار/مايو وحزيران/يونيو، قالت "منظمة الأغذية والزراعة
للأمم المتحدة" وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير إن "الإنتاج المحلي على مدى الأشهر الـ12 المقبلة سينخفض بشدة على الأرجح"، وقدرت المنظمتان أن سورية ستحتاج إلى استيراد 1.5 مليون طن من القمح في موسم 2013-2014. وانخفض إنتاج القمح إلى 2.4 مليون طن أي أقل بنسبة 40 في المائة من متوسط المحصول السنوي قبل الصراع الذي كان يتجاوز 4 ملايين طن.
وحذّر تقرير مشترك بين منظمة "الأمم المتحدة للأغذية والزراعة" "FAO" وبرنامج الأغذية العالمي "WFP" من تدهور كبير في أمن سورية، منبِّهاً إلى أن إنتاجها الزراعي الوطني سوف يتفاقم أكثر فأكثر على مدى الأشهر الـ12 المقبلة في حالة استمرار الصراع الجاري.
وأورد التقرير المعدّ كحصيلة لبعثة تقييم مشتركة للمحاصيل والأمن الغذائي أوفدها كل من منظمة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي خلال أيار/مايو وحزيران/يونيو، أن "الإنتاج الحيواني والمحصولي، وتوافُر الغذاء، وقدرة الحصول عليه تكبّدت جميعاً خسائر فادحة وعلى نحو متزايد في غضون السنة الماضية".
وذكر التقرير المشترك أن آفاق الأمن الغذائي خلال عام 2014 في سورية قد تتفاقم أكثر مما هي الآن في حالة تواصُل النزاع الراهن، وكشف عن أن "العديد من العوامل المضادّة تتراكم آثارها على قطاعي الماشية والإنتاج المحصولي، وعلى افتراض أن الأزمة الراهنة لن تحسَم بعد، فسوف يتعرّض الإنتاج الداخلي على مدى الأشهر الـ12 المقبلة إلى أضرار حادة".
ويسعى برنامج الأغذية العالمي إلى تعبئة ما يتجاوز 27 مليون دولار بصفة أسبوعية، لتلبية الاحتياجات الغذائية للسكان المتضرّرين من جرّاء الصراع الجاري سواء داخل سورية أو في البلدان المجاورة. وبموجب خطّة الاستجابة الإنسانية المُراجَعة لمساعدة سورية "SHARP"، يحتاج برنامج الأغذية العالمي، لعملياته داخل سورية وحدها حتى نهاية عام 2013 إلى ما مجموعه 490 مليون دولار. وبالنسبة للفترة تموز/يوليو - أيلول/سبتمبر ، لا تغطي الموارد المتاحة إلى هذه اللحظة أكثر من 48 بالمائة من عملياته المطلوبة في سورية.
أرسل تعليقك