دبي ـ علاء عبد الغني
تتابع مؤسسة "صندوق الزواج" الإماراتية مبادراتها هذا العام بموازنةٍ تخطت عتبة الـ 218 مليون درهم، إذ تستحوذ منح الزواج وتطوير الخدمات والبرامج الاجتماعية على النسبة الكبرى منها، وفقًا لمدير عام المؤسسة بالإنابة حبيبة الحوسني، التي كشفت عن
تنفيذ "الصندوق" عددًا من المبادرات لحل المشاكل الأسرية بين المتزوجين حديثًا أو بين الأزواج الذين وصلت الخلافات بينهم إلى أروقة المحاكم، انطلاقًا من أهمية التوعية الأسرية والاجتماعية، وضرورة تطوير الوعي الاجتماعي بشأن قضايا الزواج ومشكلاته، وعمل كل ما من شأنه للتقليل من نفقاته.
وأوضحت الحوسني أن هناك دفعة جديدة من المنح سيتم الإعلان عنها منتصف شهر آذار/ مارس الجاري، وتضم أكثر من 200 شاب مواطن، ضمن آلية جديدة لسرعة صرف منح الزواج للمستفيدين، وعلى أساسها سيكون هناك 11 دفعة صرف خلال العام الجاري، بدلاً من 9 دفعات العام المنصرم.
ويشهد هذا العام تنوعًا في الحملات التي ينفذها "الصندوق"، فحملة "دائمًا هناك حل"، تستهدف المتزوجين حديثاً، وتهدف إلى خفض معدلات المشاكل الأسرية في السنة الأولى للزواج، وذلك بعد أن أثبتت نتائج الدراسات العلمية أنها من أكثر السنوات حدوثًا للطلاق، كما سينظم "الصندوق" حملةً أخرى بعنوان "وفاق"، تستهدف الأزواج الذين لديهم مشاكل أسرية وصلت إلى المحاكم، وتوجيههم للإرشاد الأسري وأخذهم للحج أو العمرة، حيث أثبتت النتائج التجريبية جدوى المعالجات المقترحة من قبل الصندوق، وستقوم المؤسسة كذلك بابتعاث عددٍ من الأزواج ممن يواجهون مشاكل في حياتهم الزوجية إلى أداء مناسك الحج، بغرض جمع الزوجين في المشاعر المقدسة على الطاعة والعبادة لمعالجة الخلافات بينهما.
ولا تقتصر مبادرات المؤسسة على الأزواج، بل تتسع دائرة اهتماماتها لتشمل الأبناء، الحلقة الأضعف التي تتمخض عنها شراكة الزواج، إذ يعتزم الصندوق تنظيم حملةٍ لتربية الأبناء، وكيفية تعاون الزوجين في تنشئتهم بصورٍة صحيحةٍ، باعتبار تربية الأبناء من أهم نقاط الصراع المحتدمة في أي خلافٍ ينشب بين الزوجين.
وتجدر الإشارة إلى أن الإستراتيجية الجديدة التي تتبناها المؤسسة وسّعت مساحة برامج التوعية الخاصة بالمجتمع، بعد أن كانت بنسبةٍ كبيرةٍ جدًا منها، تستهدف المستفيدين من المنحة فقط، حيث تقوم المؤسسة حاليًا بـ 6 مبادراتٍ رئيسية، و26 مبادرةٍ فرعية أو ما يعرف بالأنشطة والخدمات التكميلية بهدف بناء أسرةٍ إماراتيةٍ متماسكةٍ تسهم في استقرار المجتمع،
فيما تقوم رسالة الصندوق على تقديم الدعم المادي والمعنوي من أجل الارتقاء بالوعي الأسري، لأن الأسرة هي نواة المجتمع، واللبنة الأولى والأساسية في بنائه، فمتى كان الأساس سليمًا يرتقِ المجتمع لمزيدٍ من الازدهار الإنساني والعمراني.
أرسل تعليقك