القاهرة - مصر اليوم
يحظي الهيدروجين الأخضر باهتمام عالمي كبير باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب، وهو أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة 100% بدون أي انبعاثات ضارة على الغلاف الجوي والأرض. ويعتبر الهيدروجين الأخضر وقودًا خاليًا من الكربون ومصدر إنتاجه الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئاته عن نظيرتها من الأوكسجين في الماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة، ما يسهم في إنتاج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وأصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بـ مجلس الوزراء، تقريرًا معلوماتيًا حول "الهيدروجين" تناول خلاله "رحلة الهيدروجين منذ اكتشافه، وآفاقه المستقبلية"، حيث أكد أن للهيدروجين حاليًا سوقًا ضخمة مع تطور استخداماته التي تقوم عليها العديد من الصناعات، إلا أنه لا يزال ينحصر استخدامه كمادة خام لتلك الصناعات مثل صناعة الأمونيا والميثانول، حيث تتميز هذه الصناعات بأن لها استثمارات باهظة والطلب عليها مرتفعًا.
وأشار المركز إلى أن الحديث عاد مجددًا عن الهيدروجين وبقوة خلال السنوات الماضية، في إطار الجهود الرامية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث شهد الهيدروجين نموًا في مجال استخداماته كمصدر للطاقة، وتنامي الحديث بقوة عن هذه الاستخدامات وقدرته على خلق مستقبل للطاقة منخفض الكربون للوصول لأهداف تحييد الكربون.
وتناول التقرير حجم إنتاج الهيدروجين خلال عام 2021 والذي بلغ نحو (120) مليون طن سنويًا على مستوى العالم، بزيادة تُقدر بنحو 56% عن عام 2018؛ الذي بلغ فيه الإنتاج نحو (77) مليون طن، كما ألقى التقرير الضوء على نسبة إنتاج الهيدروجين خلال الفترة (2018- 2021)؛ حيث بلغت مساهمة الوقود الأحفوري في إنتاج الهيدروجين خلال عام 2018 نحو 99%؛ معظمها من الغاز الطبيعي الذي يُهيمن على نحو 76% من مصادر إنتاج الهيدروجين، يليه الفحم بنسبة 23%، ومع ارتباط الهيدروجين بقضايا حماية المُناخ؛ انخفضت مساهمة الوقود الأحفوري (الغاز الطبيعي والفحم) تدريجيًّا لتصل لنحو 95% عام 2021؛ وهو ما يعني زيادة نسبة الهيدروجين صديق البيئة من 1% إلى نحو 5%.
وأكد التقرير أن للهيدروجين آفاقًا مستقبلية واسعة، حيث ارتفع الطلب العالمي عليه خلال الفترة (1995-2018) بنسبة 109%، ومن المتوقع أن يشهد الطلب على الهيدروجين نموًا سنويًّا خلال الفترة (2020-2044) قدره 35% وبمعدل سنوي 28% حتى عام 2050. وأشار التقرير إلى أن مصر تأتي ضمن قائمة الدول التي بدأت بالفعل في إعداد استراتيجية للهيدروجين؛ حيث تم تشكيل لجنة تضطلع بمسؤولية إعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين، كما أعلنت عن العديد من مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء، وذلك في سبيل تحقيق رؤيتها بأن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة. وعقدت الحكومة اتفاقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بكميات تتراوح بين 50 – 100 ميجاوات، كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء، وبالشراكة بين كل من صندوق مصر السيادي، وشركة سكاتك النرويجية للطاقة المتجددة، وشركة فيرتيجلوب المملوكة لشركتي أوراسكوم الهولندية OCI N، وأدنوك الإماراتية.
وبموجب الاتفاقية، تتولى شركة "سكاتك" النرويجية إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 – 100 ميجاوات، حيث سيتم توريدها لـ "الشركة المصرية للصناعات الأساسية EBIC" المملوكة لشركة "فيرتيجلوب"، الرائدة في مجال إنتاج الأمونيا، والتي ستقوم باستخدام الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة تكميلية لإنتاج أكثر من 45 طنا متريا من الأمونيا الخضراء سنويًا بموجب عقد شراء طويل الأجل. من جانبه أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أنه تم توقيع 5 مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات ذات الخبرات التكنولوجية المتعددة للبدء فى المناقشات والدراسات الخاصة بتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال وصولا إلى إمكانية التصدير، مؤكداً أن الهيدروجين الأخضر سيكون وقود المستقبل خلال الـ10 سنوات المقبلة.
وأضاف شاكر في تصريحات صحفية له، أنه يجرى التعاون من خلال إجراء دراسة حول المشروعات المشتركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك إنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون فى حقول الغاز الطبيعى المتقادمة، وتشمل الدراسة أيضًا التعرف على استهلاك السوق المحلي المحتمل للهيدروجين وفرص التصدير المتاحة، وكذلك تقييم الخطط والأعمال اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة. وكشف شاكر عن أهمية الدعم الذي توليه الدولة المصرية والتعاون القائم لإيجاد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والاستفادة من مزاياه، مشيرا إلى أن مصر تتمتع بفرص هائلة لتوليد الكهرباء من الطاقات المتجددة، وأنها تسعى بكل قوة لاستغلال ذلك اقتصاديا والدخول والمنافسة بقوة في مجال إنتاج الهيدروجين.
يساهم الهيدروجين الأخضر في انخفاض أسعار الطاقة الكهربائية.
الهيدروجين الأخضر متجدد بنسبة 100% ولا يتسبب في انبعاث الغازات الملوثة خلال الإنتاج والاستهلاك.
يسهل تخزينه مما يسمح باستخدامه بشكل متعاقب للعديد من الأغراض.
يمكن تحويله إلى كهرباء أو غاز اصطناعي.
يمكن مزج الهيدروجين الأخضر مع الغاز الطبيعي بنسب تصل إلى 20%، ونقله عبر نفس الأنابيب والبنية التحتية المُستخدمة لنقل الغاز.
يساهم في التصدي للتغير المناخي وتحديات المناخ العالمية من خلال خفض الانبعاثات الكربونية
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مشروع الهيدروجين الأخضر سيجعل مصر من أكبر الدول المصدرة للأمونيا واليوريا
وزارة الكهرباء المصرية تعلن توقيع 5 مذكرات تفاهم مع شركات عالمية لإنتاج الوقود من الهيدروجين الأخضر
أرسل تعليقك