القاهرة ـ أكرم علي
بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد، مع رئيس مجموعة شركات "بلومبرغ" الأميركية فيليب بلومبرغ، ثلاثة مشروعات رئيسية، تتضمن إنشاء الشركة لأول مصنع لتكنولوجيا التخزين واللوجستيات في الشرق الأوسط، والذي سيخدم السوق المحلية، ويستهدف التكامل مع المشروع الوطني العملاق الخاص بتنمية محور قناة السويس، فضلاً عن توفير فرص التصدير للدول العربية والأفريقية، حيث سيعد المشروع الأكبر على مستوى العالم في مجاله، وباستثمارات مباشرة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار.
وتضمنت المناقشات أيضًا المشروع الخاص باستبدال الشون الترابية بشُون حديثة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، والتي أُعدت خصوصًا لتناسب ظروف الإنتاج والتداول، حيث تستخدم فى تخزين الحبوب والأقماح، بما يوفر أكثر من 30% من محاصيل الحبوب، أي 1.2 مليون طن، والتي كان يتم إهدارها نظرًا لظروف سوء التخزين والتداول، وذلك بتكلفة إجمالية 1.7 مليار جنيه.
أما المشروع الثالث، فيستهدف إقامة عشر مناطق لوجستية، كمرحلة أولى، بغرض تجهيز وتخزين وحفظ المنتجات الزراعية من الحبوب والخضراوات والفواكه، لتجنب إهدار 40% من هذه المحاصيل، فضلاً عن إتاحة الفرصة للتحكم في الأسعار عبر تخزين هذه المنتجات، وإعادة طرحها في الأسواق لضبط الأسعار ومكافحة الغلاء، علمًا بأن هذه المشروعات الثلاثة كانت محل دراسة في وزارة التموين والتجارة الداخلية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأبدى السيسي ترحيبه بهذه المشروعات، معربًا عن تطلعه لتنفيذها في أقرب وقت ممكن، ولاسيما مشروع إنشاء الشون المتطورة الذي يتعين تنفيذه قبل انتهاء موسم الحصاد الحالي (نهاية آذار/مارس- أوائل نيسان/أبريل 2015)، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تخدم القطاع الزراعي، وتصب في صالح المواطن المصري البسيط والوفاء بمتطلباته من الغذاء، فضلاً عن توفيرها لفرص العمل وضبط الأسعار، وتوفير مختلف أنواع الأغذية على مدار العام، وتجنب إهدار الحاصلات الزراعية بسبب سوء التخزين والتداول.
ويتم تنفيذ هذه المشروعات الثلاثة في إطار منظومة متكاملة تستهدف أيضًا استضافة مصر لأول بورصة سلعية للشرق الأوسط، بما يجعل من مصر مركزًا لتداول الحبوب والأقماح والمنتجات الزراعية، وذلك على غرار بورصات السلع العالمية الموجودة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشاد رئيس مجلس إدارة مجموعة "بلومبرغ" بالقرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها في الآونة الأخيرة، سواء فيما يخص تخفيض الدعم أو تنظيم إجراءات الطعن على عقود الدولة، مؤكدًا أنها قرارات إيجابية وجاذبة للاستثمار، وكانت ضمن الأسباب المباشرة التي شجعت مجموعة "بلومبرغ" على المضي قدمًا في تنفيذ مثل هذه المشروعات العملاقة في مصر.
أرسل تعليقك