أكد وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبد النور، أن المرحلة المقبلة ستشهد خطة تحرك لخفض عجز الميزان التجاري المصري مع كافة دول العالم ومن بينها الصين حيث بلغ العجز حوالي 6.5 مليار دولار خلال عام 2013.
وأوضح عبد النور إلى أن هذه الخطة ستشمل التنسيق مع الجانب الصيني للسماح لبعض المحاصيل الزراعية المصرية في النفاذ إلي السوق الصيني بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات الصينية في مصر، ومشاركة الشركات الصينية في تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية في مصر خاصةً في مجالات الطاقة بكافة أشكالها وكذلك المشروعات القومية التي يُجري إنشاؤها حاليًا، فضلًا عن أهمية إيفاد الجانب الصيني لبعثات مشتريات صينية إلى مصر للتعرف على السلع والمنتجات المصرية المتميزة والمؤهلة للتصدير إلى السوق الصيني .
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الثنائية التي عقدها الوزير عبد النور، صباح اليوم الخميس مع سفير الصين في القاهرة سونج إيقوه، والتي تناولت بحث تنمية العلاقات التجارية والصناعية بين البلدين، حضر اللقاء رئيس جهاز التمثيل التجاري محمد داوود.
وذكر الوزير عبد النور أن اللقاء استعرض الترتيبات الخاصة بعقد اجتماعات الدورة السادسة للجنة التجارية المشتركة بين مصر والصين والتي من المقرر أن تُعقد في بكين مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل، لافتًا في هذا الصدد إلى أن هناك وفد رفيع المستوى من وزارة التجارة الصينية سيزور القاهرة خلال النصف الثاني من شهرتشرين الثاني/نوفمبر الجاري للترتيب لهذه اللجنة وإجراء لقاءات مع مجتمع الأعمال المصري بهدف خلق شراكات تجارية وصناعية طويلة الأمد بين رجال القطاع الخاص في البلدين .
وأشارعبد النور إلي أن قرار الحكومة المصرية بإنشاء وحدة لدعم التعاون مع دولة الصين هو تأكيد بحرص الحكومة على تنمية علاقاتها الاقتصادية مع الصين باعتبارها أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إلى جانب العمل على تذليل كافة العقبات التي تواجه الاستثمارات الصينية في مصر خلال المرحلة الماضية وكان آخرها افتتاح أكبر مصنع لإنتاج "الفايبر غلاس" في العين السخنة والذي وضع مصر كأكبر ثالث دولة منتجة لـ"الفايبر غلاس" بعد الصين والولايات المتحدة.
ونوّه عبد النور أن اللقاء تناول أيضًا رغبة مصر في مراجعة الإجراءات الخاصة بإصدار شهادة الـ "سي أي قيو" مع الجانب الصيني والتي باتت لا تعبر عن مدى جودة ومطابقة المنتج الصيني للمواصفات القياسية المعمول بها في مصر.
وأكد السفير سيونغ إيقوه، أهمية مصر كدولة محورية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ مما يؤهلها كي تصبح الدولة الأكثر تنافسية في المنطقة من حيث جذب الاستثمارات والتبادل التجاري، مشيرًا إلي الطاقات والإمكانات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي تملكها مصر خاصة موقعها المتميز ومواردها البشرية المؤهلة.
وأشار السفير إيقوة إلى أهمية زيادة المشروعات المشتركة بين البلدين واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لزيادة انسياب وتدفق رؤوس الأموال الصينية للسوق المصري خلال المرحلة المقبلة خاصةً وأن هناك 1198 شركة صينية تعمل في مصر في قطاعات الملابس والكيماويات والصناعات الغذائية والأدوية والتعدين والأثاث والاتصالات.
وقال إيقوة أنه سيتم تشغيل الخط الثاني لأكبر مصنع لإنتاج "الفايبرغلاس" والمقام في منطقة العين السخنة باستثمارات صينية تصل إلى 230 مليون دولار حيث يعمل حاليًا الخط الأول بطاقة إنتاجية 80 ألف طن سنويًا قيمتها 500 مليون جنيه وسيتم تشغيل الخط الثاني قريبًا بنفس القيمة الإنتاجية ليصل إجمالي إنتاج المصنع الأول إلى 160 ألف طن سنويًا، كما يتيح المصنع ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، لافتًا إلي أن المصنع الجديد يعتمد على أحدث التكنولوجيات المستخدمة عالميًا في إنتاج "الفايبرغلاس" سواء من خلال أحدث الماكينات أو من خلال العمالة الفنية المدربة والمؤهلة حيث تم إيفاد عدد 100 مهندس وعامل مصري للتدريب في الشركة الأم في الصين لإكسابهم الخبرة اللازمة للعمل فى هذا المجال، لافتًا إلى أن 90% من إجمالي إنتاج المصنع مخصص للتصدير للسوق الأوروبي .
ويُذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ 8.5 مليار دولار خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر 2014، منها 922 مليون دولار صادرات مصرية و 7.6 مليار دولار واردات من الصين.
وتتضمن أهم الصادرات المصرية للسوق الصيني القطن والرخام والأمونيا والبلاستيك فيما تتضمن الواردات الملابس والسفن والتليفونات المحمولة والمنتجات النسيجية والجلدية .
أرسل تعليقك