توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد الإشاعات عن إعجاب المشير بها وترحيل ميادة الحناوي بسببها

الذكرى الخامسة لرحيل وردة الجزائرية تُعيد أسباب ارتباطها بشخصيات أمنية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الذكرى الخامسة لرحيل وردة الجزائرية تُعيد أسباب ارتباطها بشخصيات أمنية

الفنانة الجزائرية وردة
بيروت - غنوة دريان

تدور الكثير من الإشاعات عن انطلاقة الفنانة الجزائرية وردة وبداياتها في مصر خلال ستينيات القرن الماضي، وفي ذكرى رحيلها الخامسة، يستدعي الذهن بعض الأسماء بعينها التي ارتبطت كثيرًا بالفنانة وردة، بعض هذه الأسماء فني بحكم أنها مطربة وهم بليغ حمدي، ومحمد عبدالوهاب وميادة الحناوي، ولكن في اللائحة اسمان إضافيان لا يمكن إغفالهما. الأول المشير عبد الحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، والذي انتهت حياته عقب هزيمة/ نكسة حزيران/يونيو 1967، بعد أن لقي حتفه وسط روايتين كلتيهما أكثر مرارة من بعضهما البعض. الأولى تفيد بانتحاره، والثانية تفيد بقتله. ومرارة الثانية أن المتهم الأول، لو صحت، سيكون صديق عمره الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا.أما الاسم الثاني، فهو صلاح نصر، أشهر وأخطر رئيس لجهاز المخابرات المصرية، والمنسوبة له عملية التأسيس الفعلي لجهاز المخابرات العامة، بعدما نقل له خبرات هائلة من وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومن أجهزة الاستخبارات الغربية الأكثر نضجاً وتبلوراً في ذلك الوقت المبكر من خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

وثمة إشاعات تربط وردة، حيث الصوت العذب والألحان والأغاني، برجلين مهمتهما إدارة الجيوش وفرق العمل السري وتدبير شؤون التجسس والاستخبار؟ ثمة إشاعة ذائعة يسمعها كل مراهق مصري حين يفتش في تاريخ بلاده عن نكسة 67، وهي أن المشير عامر كان على متن طائرة واحدة مع الفنانة وردة الجزائرية، وبينما يتمايل على أنغام صوتها العذب كانت إسرائيل تدمر طيران الجيش المصري وتكبده الهزيمة الأكثر مرارة في تاريخ العرب المعاصر.

لكنها تظل ككل الروايات التي تحيط بشخصية المشير عامر في ذلك الوقت، حيث تختلط الحقيقة بالتهويل، وحيث تلوك الألسنة سيرة عدد من الفنانين بوصفهم أصدقاء المشير المهزوم. وفيما يخص وردة، تتنوع الروايات المتاحة، ولكن بعض  الفنانين لم يتطرقوا إلى هذا الموضوع .

الرواية الأولى وهي التي يرددها النقاد المصريون، وخلاصتها أن وردة لم تتعرف على المشير ولم تربطها به علاقة تذكر. الثانية أن عامر حين جاء ليسلم على وردة وهو مع عبد الناصر بعد أدائها أوبريت "الوطن الأكبر" قال لها بتلطف: أهلاً بالجزائر! وهي جملة، إذا قرأناها في سياق ما أشيع عن شخصية عامر وحبه لمجالسة المطربات والممثلات، لن تبدو ترحيبًا عاديًا على الأرجح.

أما الرواية الثالثة فهي أن سيارة وردة قد تعطلت يومًا ما أثناء مرور موكب المشير، فأمر بإصلاحها ونقل وردة إلى وجهتها، الأمر الذي استثمرته وردة في السعي الدؤوب لشكره بنفسها، وربما لمحاولة نسج علاقة مع الرجل الثاني في الدولة. أو هي على الأقل كانت بحاجة لإشاعة تفيد بأن هناك "مودة" ما، وإن كانت عادية، تربطها بالمشير.

ورغم الضباب الذي يكتنف هذه النقطة تحديدًا فإن الروائي المصري طلال فيصل صاحب رواية "بليغ" التي تتقصى سيرة الملحن المصري بليغ حمدي في نمط يراوح بين التوثيق والخيال، يقول لرصيف22 أنه يميل إلى أن وردة لم تكن على علاقة بعامر، لكنها على الأرجح استغلت مثل هذه الإشاعات كي توطد وجودها في الوسط الفني المصري آنذاك. ويقول فيصل الذي يعمل طبيبًا نفسيًا، وتتصدر روايته "بليغ" قائمة الأكثر مبيعًا في مصر الآن:"يبدو هذا الطرح لائقًا على شخصية وردة". ولكن لم تحتاج وردة أن تربط اسمها بعامر لكي يتوطد وجودها في مصر؟.

الاسم الثاني الذي يكتنف مسألة وردة هو صلاح نصر بوصفه رئيس المخابرات الذي آمن بضرورة تجنيد الفنانات والنساء الجميلات عمومًا لصالح أعمال التجسس والحصول على المعلومات. وعلى هامش علاقاته بالفنانات، كان يرتب جلسات وسهرات تجمعهن مع شخصيات نافذة آنذاك، كاستعراض لقواه ولعلاقاته وتحكماته في الجميع. وبالطبع كان على رأس مدعويه المشير عامر، الذي تعرف على زوجته الثانية الفنانة برلنتي عبد الحميد في إحدى هذه الحفلات الخاصة.

ويشير يوسف حسن يوسف في كتابه المشير عامر العسكري والإنسان، والذي يزعم أن علاقة جمعته ببرلنتي عبد الحميد وابنها من المشير عمرو عبد الحكيم عامر، أن عبد الناصر وبَّخ صلاح نصر لأنه هو الذي أفسد عامر الذي كان على حد تعبير ناصر: "قطة مغمضة". في هذا الوقت، والذي سيسميه عبد الناصر فيما بعد "حقبة فساد دولة المخابرات"، هرب فنانون مصريون بارزون إلى لبنان للعيش بعيدًا عن جحيم صلاح نصر ومحاولات استغلاله للجميع. حتى أن اسمًا بحجم فاتن حمامة غادر مصر إلى أن انهار سلطان صلاح نصر وتبددت هيمنته على الفنانين وخضع للمحاكمة.

ولم يكن من اليسير أن تحظى فنانة بوجود مقبول على الساحة المصرية "الأبرز عربيًا" حينئذ ما لم يكن على الأرجح مرضيًا عنها من صلاح نصر أو أن يرحمها الله فتكون خارج حسابات نصر. أو كحل وسط داخلة في حماية شخصية كبرى بحجم المشير عامر. وسط هذه التجاذبات والتنافرات خضعت سيرة الفنانة وردة لإشاعات وأخبار مضادة.

غير أن انفصالها الفني عن الملحن بليغ حمدي في ذلك الوقت كان بحجم زلزال، عظم كثيرون من مقداره. لذا فقد حُملت ألحانه التي أبدعها للفنانة السورية ميادة الحناوي فيما بعد على عدة محامل. وقيل إنه يعتصر ذهنه ويبدع لها ويستنطق جموحها الفني بألحانه نكاية في وردة. وقيل العكس، إنه يبحث عن صوت حالم عذب يحمل مشاعره لوردة، بخاصة حين لحن للحناوي أغنية "فاتت سنة"، بعد سنة من انفصاله عن وردة.

ومن هنا بدأت إشاعات جديدة تلاحق وردة، بأنها استغلت نفوذها لترحيل ميادة الحناوي من مصر. وكأنها تهيمن على الجميع من عبد الحكيم عامر في الستينيات حتى رؤساء الأجهزة الأمنية في الثمانينات. لكن رواية تتردد بخفوت في الكواليس تفيد بأن الأمر جاء بسبب حب الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب لميادة الحناوي، على نحو أوشك أن يخل بوقاره، وهو شيخ طاعن في السن، ما دفع شخصًا مهمًا في الدولة المصرية لترحيلها حفاظًا على شكل الموسيقار في أيامه الأخيرة. ورغم قاعدة الشهرة الواسعة التي وفرتها مصر لوردة، إلا أن الإشاعات ظلت تحاصرها وتخاشنها أمور السياسة والحكايا المتداولة عن كيد النساء، وجنون الفنانين.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكرى الخامسة لرحيل وردة الجزائرية تُعيد أسباب ارتباطها بشخصيات أمنية الذكرى الخامسة لرحيل وردة الجزائرية تُعيد أسباب ارتباطها بشخصيات أمنية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon