توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركت مشاعر اليُتم في نفسه ندوبًا كان يتحدث عنها في معظم لقاءاته

"كورونا" يفرض أجواء العزلة على ذكرى رحيل "العندليب الأسمر"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كورونا يفرض أجواء العزلة على ذكرى رحيل العندليب الأسمر

العندليب عبد الحليم حافظ
القاهرة - مصر اليوم

خيمت حالة العزلة التي فرضها فيروس كورونا المستجد - لعنة العالم الجديدة - على الذكرى الـ43 لرحيل أحد أرق الطيور المُغردة على الإطلاق، عبد الحليم حافظ، الذي منحه محبيه لقب "العندليب الأسمر"، الذي لا يزال صوته حارسًا لحكايا الحب وأقدارها وظلمات التيه وشمس الأوطان، وبالرغم من سنوات عمره الـ47، إلا أن رصيد إنجازاته يُجاوز هذه العمر القصير الذي قضاه في عالمنا.

وتحل ذكرى العندليب في خفوت، متأثرة بالمناخ الفني والثقافي العام الذي تسبب فيروس «كورونا» في ركوده. تمر الذكرى من دون صخب، فلا احتفالات تنظمها وزارة الثقافة المصرية ككل عام في دار الأوبرا المصرية احتفالاً بالذكرى، علاوة على عدم تمكن ورثة عبد الحليم من إحياء ذكراه التي يجتمع فيها محبوه لزيارة منزله في مثل هذا اليوم، فيما خصصت الإذاعة والتلفزيون المصري ضمن خريطتها البرامجية برامج لمواكبة ذكراه، أبرزها «العندليب لا يغيب»، و«في ذكرى وفاة المطرب عبد الحليم حافظ»، و«ذكريات الكبار»، و«أوراق الزمن الجميل».

وعبر الراحل عبد الحليم حافظ أبواب الشهرة الواسعة في الغناء والتمثيل، إلّا أن تفاصيل حياته العادية لعبت دوراً في حال القرب الوجداني التي منحته مكانة خاصة بين جمهوره، تلك الحياة التي اتخذت طابعاً درامياً منذ ولادته في قرية «الحلوات» بمحافظة الشرقية، يوم 21 يونيو (حزيران) عام 1930، بعد أن اختبر مشاعر اليُتم وقسوتها، إذ وُلد يتيم الأم التي توفيت في أثناء ولادته، ولحق بها والده عقب أسبوعين على رحيلها، فتولت خالته تربيته ورعايته.

وتركت مشاعر اليُتم في نفسه ندوباً، كان يتحدث عنها في معظم لقاءاته الصحافية والتلفزيونية بكثير من المرارة، وتبع اليتم الكثير من الفصول القاسية لعل أشهرها قصة الحب التي جمعته بفتاة وانتهت بموتها المفجع، لتظل جرحاً لم تبدده الشهرة ولا الأضواء، مروراً بمسلسل المرض الذي تقاطع مع مسيرة حياته القصيرة، حتى تمكن منه على الرغم من لجوئه في السنوات الأخيرة إلى أكبر المستشفيات العالمية، فمات بتليف الكبد الذي تسبب فيه داء البلهارسيا الذي أُصيب به وهو صغير، كعديد من المصريين في ذلك الوقت، وهو الخبر الذي نزل على جمهوره آنذاك كالصاعقة، حتى إن بعض الفتيات أقدمن على الانتحار من الشرفات، وشهدت مصر وقتها جنازة مهيبة شارك فيها أكثر من مليوني شخص، ضجّت بالنحيب والعويل لرحيل «العندليب الأسمر».

لم ينسَ عبد الحليم كيف لم يُرحب به الجمهور في بدايات مشواره، فلم يتحمسوا لأولى أغنياته «صافيني مرة» ولم يستسيغوا لونها وأداءه الغنائي الجديد في تلك الفترة، كما لم ينسَ كيف استقبلته واحدة من أشهر المُنتجات في تلك الفترة وهي ماري كويني، التي رفضت إسناد دور له باعتبار أن وجهه غير سينمائي، غير أن تلك الإحباطات المُبكرة كانت مقدمةً لعشرات الأغنيات العاطفية والوطنية والأفلام السينمائية التي قاد عبد الحليم قاطرتها في فترة الخمسينات والستينات في مصر.

الصوت المُرهف والمميز لعبد الحليم ليس وحده السبب وراء رسوخ ظاهرته، وفق الناقد الفني المصري محمود قاسم، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «كان شديد الذكاء، لديه اختيارات غنائية متميزة، لعل ذلك ما ظهر مع أولى القصائد التي غناها وكانت قصيدة من كلمات الراحل صلاح عبد الصبور وهي (لقاء)».

كما كان عبد الحليم من أبرز من واكب الحال السياسية التي مرّت بها مصر بداية من عام 1954 عبر سلسلة من الأغنيات الوطنية مثل (الله يا بلادنا)، و(احنا الشعب)، و(يا جمال يا حبيب الملايين)، وكان مع كل حفل لعيد الثورة يطرح أغنيات جديدة، وقدّم مع النكسة في يونيو 1967 أغنيته المريرة (عدى النهار)، وفق قاسم.

فيما كانت محطة السينما مهمة جداً في مشروع عبد الحليم الغنائي، لا سيما أنّه كان ممثلاً جيداً، له طلة وروح خفيفة، حسب قاسم، وكانت من أبرز محطاته السينمائية فيلم (البنات والصيف)، و(معبودة الجماهير) و(الخطايا)، و(أبي فوق الشجرة)، وفيلم (دليلة) الذي خاض فيه تجربة الإنتاج رغم أنّه كان من أوائل أفلامه، ما يدل على أنّه كان قادراً في عمره الفني المبكر على المغامرة وإنتاج أفلامه، وهو دليل آخر على تعامله مع مشروعه الفني بذكاء كبير.

غناء «العندليب الأسمر» للقصائد كان من أبرز ما قدمه خلال مشوره الفني، وكان يرى وفق تصريحات تلفزيونية له أنّه يغنّي أكثر من أغنية داخل الأغنية الواحدة على غرار «مداح القمر»، ومن بين القصائد التي صدح بها قصيدة «ليالي الغرام» للشاعر محمود حسن إسماعيل، و«لست قلبي» للشاعر كامل الشناوي، و«رسالة من تحت الماء» للشاعر نزار قباني، فيما تعدّ قصيدة «قارئة الفنجان» من أبرز ما قدّمه خلال سنوات عمره، وفق قاسم الذي يرى «أنه كان سيخسر كثيراً لو لم يقدم هذه الأغنية الرائعة، فتلك القصيدة المُبكية عندما غناها، صارت كأنّها هي نفسها مُحاكاة لحياة عبد الحليم وحاله الإنسانية في مواجهة القدر، قبل أن يرحل عن عالمنا في 30 مارس عام 1977».عبد الحليم حافظ

قد يهمك أيضا

شارك في العديد من المعارض ونال الكثير من الجوائز

حفيدتا الفنان عبدالرحمن أبوزهرة تفوزان بأرقى الجوائز في أوروبا

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يفرض أجواء العزلة على ذكرى رحيل العندليب الأسمر كورونا يفرض أجواء العزلة على ذكرى رحيل العندليب الأسمر



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon