c "أصحاب ولا أعز" دراما بديعة عن شخصيات تعيش حياتين نال - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"أصحاب ولا أعز" دراما بديعة عن شخصيات تعيش حياتين نال هجوماً لا يستحقه واتُهم بما لم يطرحه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أصحاب ولا أعز دراما بديعة عن شخصيات تعيش حياتين نال هجوماً لا يستحقه واتُهم بما لم يطرحه

بوستر فيلم أصحاب ولا أعز
القاهره - مصراليوم

بعد زوبعة فيلم «ريش» ثم عاصفة في «أميرة» ها هو إعصار جديد يضرب أوساط المتابعين ذوي المصادر المختلفة والاتجاهات المتعددة اسمه «أصحاب. ولا أعز».‬بالنسبة لفيلم «ريش» كان الاتهام الموجه إليه أنه ليس واقعياً. مصر أفضل من الصورة الماثلة فيه. هي بالفعل أفضل، لكن هذا لا يعني أن الفيلم بحد ذاته جيد أو رديء، والنقد الفعلي هو من ينطلق من تحديد مستواه الفني قبل أي اعتبار آخر.‬

 بالنسبة لفيلم «أميرة» كانت التهمة الموجهة إليه، أنه يُهين الفلسطينيين «بوضوح»، كما ذكر البعض، بسبب حكايته التي تروي كيف يهرّب السجناء الفلسطينيون نطفهم إلى زوجاتهم. من دون مشاهدة الفيلم بعد ليس هناك من معرفة لكيف يمكن أن يكون ذلك موضوعا إيجابيا أو سلبياً، لكن الفيلم تعرّض لهجوم حاد أدّى إلى منعه وسحب ترشيح الأردن له في سجالات الأوسكار الأولى (كما لو كان من المؤكد أنه سيفوز بالترشيحات الرسمية أساساً). بعض الكتّاب ذهب إلى حد التجريح الشخصي واصفاً محمد دياب بـ«الحقير»!‬

الآن، هناك فيلم ثالث، فيما يبدو أنه أصبح تياراً يتبناه المتشددون والرافضون الذين رأوا فيه عملاً مخلاً بالآداب يستورد ثقافة أجنبية ليزرعها في عقول مشاهديه العرب. يتبنى مفاهيم غربية موجهة صوب الجيل الجديد فتنشُر وتنتشِر. من يقرأ ذلك قد يعتقد أن السماء أمطرت بذوراً تسطو على البشر حين ينامون وتحوّلهم في اليوم التالي إلى أشرار، كما كان الحال في فيلم دون سيغال Invasion of the Body Snatchers سنة 1956.‬
طبعاً هناك أصوات عديدة أيّدت هذا الفيلم تحديداً وعارضت ما قيل بشأنه؛ وهذا ما زاد من حرارة النقاش الذي لم يستحق أن يقع على غير أسسه. هو فيلم ترفيهي ذو قيمة فنية جيدة، وهذا كل ما علينا البحث فيه. ‬
هناك صِنف درامي يقوم على الحبكة التالية: أفراد عائلة واحدة، أو مجموعة من عائلات أو من أصدقاء، يلتقون في مناسبة غداء أو عشاء في جو منشرح وسعيد وتبقى الكاميرا معهم في داخل البيت ترقب سلوكياتهم وتفاعلاتهم عندما ‪تنفك العقد من معاقلها‬ فينكشف المستور وتبرز الخلافات وينقلب الجو المرح إلى أزمات شخصية عاصفة.
ما زلت أحتفظ بذكريات جميلة عن فيلم «الدعوة» للسويسري كلود غوريتا (1973)، وهناك بالطبع فيلم لوي بونييل «السحر الخفي للبرجوازية» (Le Charme discret de la Bourgeoisie) قبل فيلم غوريتا بعام واحد. بعد ذلك هناك «الاحتفال» (The Celebration) للدنماركي توماس ڤنتربيرغ (1993)، والكثير من الأفلام التي تأسست على هذه الثيمة بعضها - بطبيعة الحال - أنجح وأفضل من بعضها الآخر. وكان المخرج اللبناني لوسيان بورجيلي حقق فيلمه الأول (والأخير للآن) «غداء العيد» على هذا النحو سنة 2017.
في سنة 2016 قام المخرج الإيطالي باولو جينوڤيزي بتحقيق فيلم بعنوان Perfetti Sconoscuuti تضمّن حكاية بسيطة القوام حول مجموعة من الأصدقاء وزوجاتهم بقبول حفل عشاء، ودلفوا إلى لعبة مفادها فتح الهواتف على أي اتصال بحيث يسمع الجميع من اتصل بمن ولماذا. فكرة سخيفة لفيلم وسخيفة كلعبة داخل الفيلم، لكن العمل كان جيداً فيما أحب أن يكون عليه واهتم بطرحه. صوّره فابريزيو لوتشي الذي صوّر بعد عام فيلماً آخر لجينوڤيزي عنوانه «المكان» (The Place) كان تحويراً للموضوع السابق إلى حد ملحوظ.
نال «غرباء مثاليون» رواجاً من نوع فريد: اشترت حقوق تنفيذه شركات فرنسية ويونانية وإسبانية وبولندية وتركية (ونحو عشرة سواها)، وكل منها حققته بلغتها ولجمهورها. النسخة العربية هي إنتاج لبناني - مصري قامت «نتفيلكس» بشرائه وانقسم حوله، كما هو معروف، الجمهور العربي ما بين معجب ومُهاجم.

هناك سبعة أشخاص في البيت: صاحبا البيت مي (نادين لبكي) وزوجها وليد (جورج خبّاز) والزوجان المصريان مريم (منى زكي) وزوجها شريف (إياد نصّار) والزوجان جانا (دايامان أبو عبّود) وزياد (عادل كرم) والصديق ربيع (فؤاد يمّين) منفرداً. جو البداية بطبيعته دافئ وأنيس يتوتّر بعد قليل مع بدء العشاء وقرار ممارسة لعبة في جوهرها سخيفة، لكن الجميع موافق عليها، ولو بدرجات. هذا ما سيكشف للجميع أسراراً تنسف الاستقرار البادي وتهز الثقة بين كل زوجين مع تبادل فضائح كانت خافية عن الجميع. كل واحد منهم كان يخفي سرّاً اضطر إلى البوح به، لكن شريف يقع في معضلة أكبر شأناً من الآخرين عندما يحاول أن يتحاشى تسلم صور خليعة يعلم أنها ستصله على هاتفه في الساعة العاشرة؛ ما يجعله يستبدل هاتفه بهاتف ربيع (الشبيه بهاتفه) دون أن يتوقع شريف أن لربيع صديقاً يرتبط معه بعلاقة مثلية سيتصل به. جزء كبير من الفيلم يتمحور حول هذا الإشكال بعدما اتصل الصديق وباح بحبه ما جعل شريف يواجه إحراجاً كبيراً لأن زوجته مريم وباقي الموجودين (باستثناء ربيع) اعتقدوا أن شريف مُثلي وهو بريء من التهمة، وأن صعب عليه الإدلاء بالحقيقة.

الفيلم يقول كل شيء بخصوص شخصياته التي لديها ما تخفيه وحول مجتمع يؤمن بإخفاء الحقائق أو مزاولة حياتين معاً، لكن الكتابة لا تدعو لأي شيء. بالتأكيد ليس للانحراف والخيانة والمُثلية ولا تذهب لتبني رأي أخلاقي مع أو ضد أحد. ليس هناك رسالة واحدة في هذا الفيلم تحبّذ توجّهاً غير أخلاقي. ما يقوله لا يُنظر إليه من هذه الزاوية لأنه غير موجود في هذا الإطار. إن كان هناك ثمة رسالة فيه فهي عن واقع نعيشه وهي تغليف حياة الشخص الواحد منّا بما يناسبه من ادعاءات ليبدو نزيهاً ونظيفاً وخالياً من العثرات والشوائب.
الفيلم لبناني اللهجة يتحدّث عن لبنانيين، لكن هذه الرسالة لها صدى عربي كما كان للنسخة الإيطالية صدى غربي.
ما توقف عنده كثيرون أن الفيلم يدعو للخيانة الزوجية وللمثلية. لا هذا صحيح ولا ذاك، لكن الصحيح أن الخيانات من قِبل الطرفين موجودة بطبيعة التكوين الإنساني والمُثلية كذلك. من المضحك أن نعتبر أن هناك دعوة لوضع موجود. الرأي الشخصي هنا لا علاقة له بالمسألة المطروحة في الفيلم.
كذلك قال المنتقدون إن الفيلم نسخة كاملة من الفيلم السابق. البعض وصفه بأنه Cut and Paste. ولنا أن نتصوّر المخرج وسيم سْميره وهو يجلس كل يوم وليلة على الكومبيوتر يفحص كل لقطة ليصوّر في اليوم التالي مثلها. ربما معه في الغرفة الممثلون وهم يمعنون في كيف قام جيسيبي باتستن وآنا فوغلييتا وماركو جيالي وباقي الطاقم الإيطالي من الممثلين بتحريك أيديهم وأبدانهم والتعبير بوجوههم وأصواتهم لتكون نسخاً أمينة للأصل.
الشيء الوحيد الذي أبقاه المخرج حاضراً هو أن لحى بعض شخصياته الرجالية تشبه لحى بعض شخصيات الفيلم الإيطالي. بطبيعة الحال، المكان في الفيلمين مغلق والحكاية واحدة، لكن تحريك الكاميرا، على سبيل المثال، مختلف تماماً ووراء ذلك كيفية معالجة كل من المخرجين (سْميرَة و جينوڤيزي) للعلاقة بين الصورة والموضوع.
تمثيل الجميع، بلا أي استثناء، كان رائعاً في ارتداء الشخصية قلباً وقالباً. كل واحد من الممثلين تعايش مع شخصيته بطريقة طبيعية وباحتراف رائع. لم يكن هناك داعٍ للتمثيل بوتيرة درامية عالية تنضوي تحت سطح المتوقع لفيلم يريد كل شيء على مستوى طبيعي من التصرفات والسلوكيات.
في هذا الإطار، يا له من دور مختلف للممثلة المصرية منى زكي. كانت هناك خشية من ألا تتأقلم مع ممثلين معظمهم لبناني. لكن قبضة المخرج على الجميع كانت متساوية. لم يسمح بأي خلل من أي نوع في هذا الشأن.
الأمر ذاته منسحب على عنصري التصوير (لسفيان الفاني) والتوليف (لشيرين دبس) حيويان بلا هفوات. هذا ليس فيلماً للفن لكي نتوقع لقطات ذات بؤرة عميقة أو لعب على الإضاءة والظلال، ولا لنتوقع مشاهد ذات إيقاع يختلف عما اختاره المخرج بعناية.
النهاية وحدها هي التي تمر في أزمة. حال خروج الجميع مغادرين المنزل يعود إليهم صفاء سريع غير واضح السبب. هناك اعتقاد بأن النهاية رمزية وأن اللعبة لم تقع أو ربما كانت لعبة محسوبة (لعبة داخل لعبة). الواضح أن اللعبة وقعت بأزماتها لأن هذا هو جوهر الفيلم بأسره. لكن الالتباس الحاصل نتيجة مشكلة لم ينجح المخرج وكاتبه (غبريال يمّين) في تفاديها: أكثر من مرّة يركض الجميع لمراقبة القمر وهو في حالة خسوف. الرغبة هنا هي تأكيد دور الخسوف في الحكاية. حال يقع تنطلق الأزمات. حال ينتهي تنتهي الأزمات.
«أصحاب... ولا أعز» إضافة جيدة لتجارب شبابية مبهرة. الحكم ليس على ما نريده نحن من الفيلم بل على ما أراده المخرج وإذا ما نجح فيه أو لا. الباقي آراء شخصية ووجهات نظر تُحترم لحق أصحابها في إبداء الرأي، لكنها ليست نقداً، خصوصاً إذا ما كان المنتقد لم يشاهد النسخة الأصلية وربما لم يشاهد النسخة العربية أيضاً.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

منى زكي تعلق على لعبة فيلم أصحاب ولا أعز

أول تعليق من نتفليكس على أزمة فيلم «أصحاب ولا أعز»

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصحاب ولا أعز دراما بديعة عن شخصيات تعيش حياتين نال هجوماً لا يستحقه واتُهم بما لم يطرحه أصحاب ولا أعز دراما بديعة عن شخصيات تعيش حياتين نال هجوماً لا يستحقه واتُهم بما لم يطرحه



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon