c مسلسل " دور العمر" قصة مثيرة يلُفها الغموض ومتعة الفنون - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسلسل " دور العمر" قصة مثيرة يلُفها الغموض ومتعة الفنون السبعة من خلال كاميرا سينمائية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مسلسل  دور العمر قصة مثيرة يلُفها الغموض ومتعة الفنون السبعة من خلال كاميرا سينمائية

مسلسل «دور العمر»
القاهرة - مصر اليوم

وأنت تشاهد مسلسل «دور العمر» من بطولة سيرين عبد النور وعادل كرم، كتابة ناصر فقيه وإخراج سعيد الماروق، تدرك منذ اللحظة الأولى أنك أمام عمل درامي لا يشبه غيره. عليك أن تشد الأحزمة وتستعد للانطلاق في رحلة شيقة، فكل تفصيل في المسلسل ينقلك إلى واحد من الفنون السبعة مجتمعة. تلميحات وإشارات تستشفها حتى من الديكورات، مسكوبة عليها فنون الأداء والسينما والرسم والعمارة والموسيقى وغيرها. تستوقفك الألغاز ومواقف غامضة، تقطع أنفاسك، مشاهد مثيرة وتستفزك، وأخرى مشبعة بالعنف والدماء. لكنها كلها مجتمعة تؤلف «الـماستر بيس» التي لطالما انتظرناها في صناعة محلية لدراما الإثارة والتشويق.

عبارة واحدة قد تختصر موضوع العمل «خلص وقت الحكي وإجا وقت الحساب». فصاحب شخصية أمير (عادل كرم) ويقدمها في مسلسل تلفزيوني ناجح (الجلاد)، أخذ على عاتقه محاسبة كل مجرم من باب عدالة شرعها لنفسه. وتحت تأثير حبيبته شمس مطر (سيرين عبد النور) يبدأ فارس (اسم أمير الحقيقي في الحياة) في تطبيق الأمر نفسه في حياته الطبيعية. فيتحول الرجل إلى قاتل متسلسل يتلقى أوامره من هذه الشخصية المضطربة نفسياً، راسماً بذلك علامات استفهام كثيرة. الشخصية تملي عليه أسماء المجرمين، فينفذ مهمته مستمتعاً بوضع حد لحياتهم. فهو سبق وذاق طعم مر غطرستهم من خلال زوج والدته الذي كان يشبههم. يكفي أن يتخيله يبرحه ضرباً بحزام جلدي عندما كان طفلاً، حتى ينكب على مهمته من دون أن يرف له جفن، مستخدماً الحزام نفسه كأداة جريمة يخنق بها ضحاياه.

هو دور العمر لكل من شارك في العمل، فالمخرج سعيد الماروق حرك كاميرته ودقق في نظرته للأمور، بحيث أعاد خلطة كل ممثل، وكأنه نفخ فيه الموهبة من جديد. فسيرين عبد النور تتألق كعادتها مستخدمة خبرتها في التمثيل، وتقدم شخصية لم يسبق أن لامستها في أعمال سابقة، فتذوب بدورها إلى حد الانصهار. تضحك وتحزن وتواسي وتخطط، ضمن شخصية هائمة على هامش حياة عانت فيها الكثير بسبب والدها (علي الخليل). تجسد دور مريضة نفسية بجرأة، فيصدق المشاهد عدم توازنها العقلي. تستخدم مرات أداء إيمائياً، ومرات أخرى تعابير وملامح وجه نافرة، فتمارس قوة الإقناع بسهولة.

أما عادل كرم فزوده الماروق بنكهة تمثيل ذات نكهة غربية. يأخذنا بأدائه مرات إلى البطل «رامبو»، وأحياناً أخرى إلى أسطورة الملاكمة مارفن هاغلر، وكذلك إلى أسلوب هيتشكوك الغامض. فهو يحلق ضمن شخصية متناقضة حنون ودافئة، لكنها في المقابل تقتل وتأمر وتهدد. وفي النهاية يقبع «فارس» في قعر بركة السباحة، ليغسل أوجاع الطفولة التي لا يزال يعاني منها. تكر سبحة الأداء المحترف لتشمل ريموند عازار وجان دكاش وطلال الجردي ونوال كامل ويارا فارس وغيرهم. عملية كاستينغ متقنة سبقت العمل، إذ شكل حضور كل ممثل في المكان المناسب، جوهرة المسلسل. انتظر الماروق نحو 15 عاماً ليقدم عملاً درامياً تطبعه الإثارة. وعندما عرض عليه زميله ناصر فقيه قراءة نص أول حلقتين من المسلسل، وافق على إخراجه من دون تردد، ويقول في حديث، «إنه عمل يشبهني، وأعرف تماماً كيفية التحكم بخيوطه. حلقت في عالم أحبه، وأخذت المشاهد إلى دراما الأكشن. ربما لو كانت الفرصة سانحة بشكل أكبر، لكنت تماديت بأدائي المجنون».

الجنون الذي يتحدث عنه الماروق بدا واضحاً في سياق العمل. فهو لم يترك فرصة خلال تصويره المسلسل من دون تحفيز المشاهد على تشغيل حواسه السبع. وعلى هذا الأخير أن يتمتع أيضاً بسرعة البديهة كي يتلقف إشاراته مكتملة. فهو يخاطبه بكاميرا متحركة وسريعة، وبفلاشات متكررة تجمع بين الماضي والحاضر من دون مبالغة. يأخذنا المسلسل إلى فن الهندسة الداخلية والمساحات الشاسعة، وكذلك إلى مناظر طبيعية غير مستهلكة. وضمن اللعبة السينمائية التي يتقنها، تتحرك كاميرا مطواعة بين يديه. تمر فواصل سوداء حيناً نلتقط معها أنفاسنا، وتخرج شرارة أداء محترف من وجوه الممثلين في لقطات قريبة حيناً آخر. فجمالية المشهدية لدى الماروق توازي إطلالة امرأة تنقط أنوثة، ولكنها بالوقت نفسه ذكية ومتألقة في حضورها.

ضمن هذه الحبكة الدرامية البوليسية التي تعتمد على الأكشن والإثارة، وعلى نص عادي يمكن القول إن الكلمة الأخيرة كانت للصورة.يحصد «دور العمر» نجاحاً باهراً منذ عرض حلقاته الأولى، ويتصدر نسب المشاهدة على منصة «شاهد»، ليس في لبنان فقط، بل في دول عربية وأجنبية. ونحن على مشارف النهاية، إذ عرض من المسلسل حتى اليوم 8 حلقات من أصل 10، يبقى أن نكمل أحداثه وننتظر نهايته. فهي قد تحمل أيضاً المفاجآت للمشاهد، كما ندرك في الحلقتين 7 و8، عندما ينقلب السحر على الساحر. وسيكون المشاهد على موعد مع جزء ثان منه، كما أعلنت مؤخراً الشركة المنتجة له «روف توب برودكشن».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

سيرين عبد النور تحتفل بعيد الاب "مرتين" مع والدها وزوجها

سيرين عبد النور بشعر أشقر يغير من ملامحها

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلسل  دور العمر قصة مثيرة يلُفها الغموض ومتعة الفنون السبعة من خلال كاميرا سينمائية مسلسل  دور العمر قصة مثيرة يلُفها الغموض ومتعة الفنون السبعة من خلال كاميرا سينمائية



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon