c تعرّف على أهم المراحل الفنية في حياة الراحل محمود مرسي - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 11:02:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبرزها فيلم "الباب المفتوح" ومسرحية "أوديب"

تعرّف على أهم المراحل الفنية في حياة الراحل محمود مرسي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تعرّف على أهم المراحل الفنية في حياة الراحل محمود مرسي

الفنان الراحل محمود مرسي
القاهرة ـ مصر اليوم

 تحل الأربعاء، ذكرى وفاة الفنان الراحل محمود مرسي، الذي رحل عن الدنيا، في مثل هذا اليوم، 24 أبريل/ نيسان عام 2004.

الميلاد والمدرسة الداخلية

كان والده مرسي بك محمود نقيب محامي الإسكندرية في عشرينيات القرن العشرين، الذي له شارع باسمه في محرم بك، عضو مجلس الشيوخ وصاحب الصالون الأسبوعي كل خميس لأصدقاء الفن والأدب والثقافة والسياسة والطرب، وكان من المترددين الشيخ سيد درويش، وكان النقيب العاشق يتحمل ضغوطا منزلية هائلة من جانب الزوجة أم أولاده الذكور الستة، لدفعه دفعـًا إلى تطليق زوجة السر الصغيرة الحسناء التي انكشف أمرها، والتي كانت قد جاءته زبونة لإقامة دعوى على الجيران فوقع في هواها وتزوجها لتنجب له محمود وتحديدا في يوم 7 يونيو عام 1923، ولم تمكث المطلقة الحسناء طويلًا في بيت أبيها لتنتقل إلى بيت الزوج الجديد لاشين بك نصار، الذي أنجبت له إسماعيل وصلاح ومصطفى لتغدو فاتحة خير وفير عليه.

ومكثَ محمود مع زوجة الأب بعد طلاق الأم، فما كان منها إلا أن أوعزت لزوجها كي يضعه في مدرسة داخلية وهو لم يتجاوز الخامسة حتى لا يتاح له الخروج من أسوارها إلا مرتين في العام بعيد الفطر وعيد الأضحى. وكانت والدته تزوره يومي الخميس والأحد، وكانت ذكرياته عن القسم الداخلي في المدرسة الإيطالية في الإسكندرية، تفوق ذكرياته عن باقي العالم الخارجي في تلك الفترة، وبعد سنوات توفت والدته سيدة المجتمع، وهي التي ورث محمود عنها التمثيل، فقد كانت لديها موهبة بارعة في تقليد كل من تلاقيه ولو جلست إليه لدقائق.

بداية رحلة الفن

من ثروة أمه الطائلة، لم ينل محمود سوى مبلغ 5 آلاف جنيه، ليشق بعد ذلك طريقه بعصامية، إذ حصل على البكالوريا (الثانوية العامة) من المنزل ونجح بتفوق ليغدو الأول على القُطر، وفي آداب الإسكندرية قسم الفلسفة التي يعشقها وينكب على قراءتها من أمهات الكتب حتى غير المترجمة، قام ببطولة مسرحية "أوديب" لسوفوكليس، ترجمة طه حسين، أول رئيس لجامعة الإسكندرية، الذي استحضر للفرقة الجامعية جورج أبيض للإخراج، وحلمي رفلة للماكياج، وجميع المناظر والديكورات من الأوبرا.

أقرأ أيضًا:

نجوى فؤاد تُعرب عن سعادتها بفيلم حد السيف مع محمود مرسي

ونجحت المسرحية التي شاركت فيها إلى جوار محمود مرسي "الجوقة"، التي أصبحت فيما بعد كوكبة علماء ومفكري مصر، حيث كان منهم مصطفى صفوان، أستاذ علم النفس بفي باريس، والدكتور أحمد أبو زيد، عميد آداب الإسكندرية، ورائد علم الأنثربولوجيا في الشرق الأوسط، والكاتب الكبير إدوارد الخراط، والدكتور محمد زكي العشماوي، أستاذ الأدب العربي ورئيس جامعة الإسكندرية، الذي قام مع محمود مرسي بترجمة كتاب "إعداد الممثل" للمخرج الروسي الشهير "ستانسلافسكي"، الذي أصبح مقررًا على جميع طلبة المعاهد المسرحية في مصر، والدكتور محمد مصطفى بدوي، أستاذ كرسي في جامعة أكسفورد، والدكتور عبد الحميد صبره، أول باحث في تاريخ العلوم عند العرب، والدكتور حسن عثمان أستاذ التاريخ الحديث.

وسافر على نفقته الخاصة ليكمل تعليمه في الإخراج السينمائي في معهد "الإيديك" بباريس، وأمضى خمسة أعوام في فرنسا حتى انتهت أمواله، فغادرها إلى لندن وعمل هناك بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وبعد سبعة شهور من تعيينه وقع العدوان الثلاثي، ليقرر العودة إلى مصر.

العودة

عاد محمود ليلتقي على سلم الإذاعة بالوزير فتحي رضوان صديق والده، الذي توسط له للعمل مخرجًا في البرنامج الثاني، فيقدم العديد من المسرحيات العالمية، ويخرج للتلفزيون أكثر من مسلسل وسهرة منها "القطة" لإحسان عبد القدوس، و"الحب الكبير" الذي يدور حول مفهوم الولاء للوطن.

وسافر مرسي في مطلع الستينيات إلى إيطاليا، في بعثة قصيرة لدراسة الإخراج التلفزيوني، وبعدها عاد إلى مصر، ليعمل مدرسـًا في معهدي السينما والفنون المسرحية، إلى جانب استمراره في عمله كمخرج. اشتهر محمود مرسي أيضـًا بالإلقاء وكان يؤدي الأدعية الدينية بالإذاعة المصرية.

أنا الهارب

ومن خلف الكاميرا كمخرج إلى الوقوف أمامها كممثل، ففي عام 1962، بدأ العمل السينمائي في فيلم "أنا الهارب" للمخرج نيازي مصطفى، ورغم قصر الدور فإنه لفت الأنظار، بسبب أدائه المتميز لهذا الدور، فتهافت عليه المخرجون وتوالت أعماله الناجحة.

وكان دوره في الفيلم شريرًا، وتقاضى عنه 300 جنيه، يومها اعتقد محمود مرسي أنها المرة الأولى والأخيرة التي يقدم فيها دور شرير، ولكنه أصبح نموذجًا جديدًا للشرير على شاشة السينما.

واختير فيما بعد لتقديم عدد من الأدوار الشريرة لكن بشكل مختلف عن صور الشر التي كانت متداولة في ذلك الوقت في السينما المصرية، حيث قدم فيلم "الباب المفتوح" عام 1963 أمام الفنانة فاتن حمامة، وكان الدكتور الجامعي "فؤاد" الذي يحافظ على المظهر رغم أنه يملك جوهرًا سيئـًا، ثم قدم فيلم "الليلة الأخيرة"، في العام نفسه، وأمام "فاتن" أيضًا، وأدى فيه دور "شاكر" الزوج الذي خدع أخت زوجته لسنوات أقنعها فيها أنها زوجته.

لتتوالى بعد ذلك أعماله الناجحة، حيث قدم "عتريس" في "شيء من الخوف" وعامل الفنار "الريس مرسي" في "زوجتي والكلب"، و"عبد الهادي" في مسلسل "زينب والعرش"، وضابط السجن "فتحي عبد الهادي" في "ليل وقضبان"، و"بدران" في "أمير الدهاء"، والأب المعلم في مسلسل "العائلة"، والمؤلف في "بنات أفكاري"، والنصاب في "الثعلب فات" و"السيد عبد الجواد" في "بين القصرين" التلفزيونية، و"السيد أبو العلا البشري" في رحلته التلفزيونية المدهشة، وهو أيضًا المناضل المهزوم في "السمان والخريف" والمواطن المكافح في "حد السيف" والإنسان فوق العادة في "الرجل والحصان".

الحرية

وطوال 40 عامـًا لم يمثل سوى 25 فيلمـًا اختارها بعناية بالغة لتغدو بدورها أهم أفلام تاريخ السينما المصرية، يدافع فيها عن الحرية، من حرية المرأة في "الباب المفتوح" عام 1963 إلى حرية الوطن المحتل في "ثمن الحرية" عام 1964، إلى حرية الوطن الذي يعاني الاحتلال الإسرائيلي في "أغنية على الممر" عام 1972 و"أبناء الصمت" في 1974، إلى حرية الإنسان كما يجسدها الإسلام في "فجر الإسلام" عام 1971.

قائمة أفضل 100 فيلم

عندما تم اختيار أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، كان نصيب محمود مرسي منها سبعة، "الباب المفتوح" هنري بركات، و"الليلة الأخيرة" كمال الشيخ، و"السمان والخريف" حسام الدين مصطفى، و"شيء من الخوف" حسين كمال، و"زوجتي والكلب" سعيد مرزوق، و"أغنية على الممر" علي عبد الخالق، و"ليل وقضبان" أشرف فهمي.

وتقول عنه زوجته الوحيدة سميحة أيوب، والدة ابنه الوحيد الدكتور علاء محمود مرسي: "كان نموذجـًا لن يتكرر فنيـًا وأخلاقيـًا وثقافيـًا، وكان زاهدًا وعازفـًا عن ضجيج المجتمع وطبوله الجوفاء، كما أنه كان خليطًا من عزة النفس والكبرياء والتواضع الشديد أمام العلم والمعرفة".

وتوفي محمود مرسي في الإسكندرية، مسقط رأسه، السبت 24 أبريل/ نيسان عام 2004، إثر أزمة قلبية حادة، عن عمر يناهز 80 عامًا أثناء تصوير مسلسل "وهج الصيف".

وقد يهمك أيضًا:

محمود مرسي أبرز 5 فنانين أدّوا دور الجد في "السينما والتليفزيون"

نجوم مصريون برعوا في تجسيد دور المحامي على شاشة السينما العربية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرّف على أهم المراحل الفنية في حياة الراحل محمود مرسي تعرّف على أهم المراحل الفنية في حياة الراحل محمود مرسي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon