القاهرة ـ مصر اليوم
غنَّت الفنانة الراحلة ليلى مراد كلمات تعصف بأحساسينا، وتمنح قلوبنا الدفء، تلمس الروح وتغمر الوجدان بالحنين للمشاعر المقدسة، للقاء المولى عز وجل في علاه، وزيارة قبر أشرف خلق الله، فيهدأ روع الخائفين، وتسكن نفوس المعذبين، لكن لتلك الكلمات التي غنتها الفنانة الكبيرة ليلى مراد سرا دفين.
تقول كلمات الأغنية "يا رايحين للنبي الغالي.. هنيالكم وعقبالي.. يا ريتني كنت وياكم.. وأروح للهدي وأزوره"، ولدت ليلى مراد بالديانة اليهودية وكان اسمها ليليان، في الإسكندرية، ولكن عقب امتهانها للفن تدرجت سريعا وأصبحت من أكبر نجوم الفن في مصر، ليحدث ما غير حياتها تماما، في احدى ليالي رمضان في عام 1946، فتحت الفنانة عينها من النوم على صوت أذان الفجر، فلم يكون وقع صوت الأذان على مسامعها مثل ذي قبل بل شعرت بشيء يدعوها ويجذبها لصوت الأذان.
أسرعت ليلى مراد وأيقظت زوجها حينها الفنان أنور وجدي لتخبره أنها تريد أن تعتنق الإسلام، ليبادر الأخير ويخبرها أن تنطق الشهادة ويعود إلى نومه سريعا ظنا منه أنها تمزح، ولكن نطقت ليلى مراد الشهادة ليغير الإسلام من حياتها تماما.
شوقها للقاء رب العزة، وحاجتها لراحة الحرم، وأداء ركن الإسلام الخامس، كل ذلك زاد من رغبة ليلى مراد ودفعها للتفكير في الذهاب للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، ولكن صدم أحلامها قطار الرفض من جانب إدارة استوديو مصر حينها، التي طالبتها بالانتظار والانتهاء من فيلم "ليلى بنت الأكابر" الذي أدت فيه دور البطلة حينها.
ورغم إذعانها لطلبات إدارة الاستوديو فإنها طلبت من المؤلف أبوالسعود الإبياري إعداد أغنية لها تودع فيها المسافرين للقاء الرحمن في الأراضي المقدسة لتأدية فريضة الحج، فكانت أغنية "يا رايحين للنبي الغالي"، التي لحنها رياض السنباطي.
يستمع الملايين من المسلمين من جميع أنحاء الوطن العربي كل عام في موسم الحج لكلمات "يا رايحين للنبي الغالي"، لتكون تلك الأغنية أكبر دليل على حد الشوق الذي وصلت إليه ليلي مراد في ذلك الوقت وحزنها الشديد على عدم قدرتها على تأدية الحج
قد يهمك أيضاً :
نجوم الفن في احتفالية كبرى بمئوية ليلى مراد الإثنين المقبل
مهرجان الإسكندرية السينمائي يُكرم ليلى مراد بمناسبة مئوية ميلادها
أرسل تعليقك