القاهرة - شيماء مكاوي
تُعتبَر مصرُ الموطنَ الثاني لكثير من الفنانين والمطربين اللبنانيين من قِدم التاريخ، حيث كانت المكان الذي يكتب شهادة ميلاد العديد من نجوم الفن والطرب، وهذا ليس وليد اليوم بل منذ انتشار الفن والطرب، وكانت مصر دائمًا تفتح بابها للجميع، ومن ضمن هؤلاء النجوم كانت المطربة الشحرورة صباح، وكانت بدايتها في مصر
، حيث لفتت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر، والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول، ويرتفع السعر تدريجيًا.
وذهبت الشحرورة إلى مصر في رفقه والدها ووالدتها، ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها في القاهرة، وكُلّف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم جانيت الشحرورة، وحل مكانه اسم صباح في فيلم "القلب له واحد"، ويقال إن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء، لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسورية، وبعد ذلك ذاع صيتها وانتشرت، وقدَّمت العديد من الأفلام والأغنيات الطربية، حتى إن كثيرين في البداية كانوا يعتقدون أنها مصرية للهجتها المصرية.
وأيضًا الفنانة إيمان، وهي التي ظهرت في عدد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية في مصر ولبنان، وتخرجت من كلية الصيدلة في الجامعة الأميركية في بيروت.
وعملت في المسرح بعد أن اكتشفها الفنان شكيب خوري، مثلت في السينما اللبنانية باسمها الحقيقي، إلا أنها بعد أن اتجهت إلى مصر قامت بوضع اسم فني لها وهو إيمان، واشتهرت وقدَّمت العديد من الاعمال التليفزيونية والسينمائية والمسرحية.
وهناك أيضًا المطرب وليد توفيق الذي بدأ العمل وهو صغير ليساعد الأسرة لعدم كفاية راتب الوالد، فتعلم مهنة إصلاح أجهزة الراديو وبرع فيها، مما جعله يستمع إلى كثير من الأغاني وهو صغير، ثم تعلَّم العزف على آلة العود وأتقنه وهو فى السابعة عشر من عمره، وتقدم الى برنامج الهواة في "أستوديو الفن" مع الفنانة ماجدة الرومي، وغنى وقتها أغنية (عيون بهية) للمطرب محمد العزبي، وسمعه المخرج السينمائي حسن الإمام، الذي كان يصور وقتها في لبنان فيلم (هذا أحبه وهذا أريده) للفنان هاني شاكر، فرشحه لثلاثة أفلام استعراضية، ولما رفض الانصياع لأوامر حسن الأمام بأن يرقص في الفيلم باعتبار الرقص لا يتفق مع التقاليد الشرقية ضاعت منه فرصة الاشتراك في أفلام حسن الإمام.
ولكنه بعد ذلك نجح في مصر بصورة كبيرة، حيث شارك في العديد من الأفلام السينمائية الناجحة منها "قمر الليل" مع ليلى علوي، "أنا والعذاب وهواك" مع صابرين, "وداعًا للعزوبية"، "ساعي البريد"، إلا أن أنجحها كان فيلم "من يطفئ النار" مع فريد شوقي وآثار الحكيم ورغدة، وإخراج محمد سلمان مخرج غالب افلام وليد وصانع نجاحه في السينما، وتطرق هذا الفيلم للحرب الأهلية، وغنى فيه أكثر اغنياته جماهيرية على الإطلاق "انزل يا جميل على الساحة"، والتي تعتبر الأغنية الأولى على مستوى أغاني الميلاد في تاريخ الأغنية العربية.
ويمتاز وليد توفيق بالإضافة إلى موهبته في الغناء بموهبة متميزة في التلحين، بدليل نجاح الأغاني التي لحنها لنفسه مثل "وحدك حبيبي" و"انزل يا جميل ع الساحة", "عشقك عذاب".
وحصدت كثير من أغاني وليد توفيق نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير، وتركت علامة مميزة في تاريخ وليد الفني، وفي وجدان وذاكرة الجمهور العربي، منها "أبوكي مين يا صبية", "بهية"، لفيت المداين، "عظمة على عظمة"، "وآه وآه", "تيجي نقسم القمر", "محلاها السمرة"، "غجرية"، "وحدك حبيبي"، "أدوب في دباديبو"، "كوبري 6 أكتوبر"، "يا ليل"، "أكبر جرح"، "لمن هذا الجمال"، "متعود عالسهر.....إلخ".
ومن ضمن المطربين أيضًا المطرب راغب علامة، فعلى الرغم من أن موهبته ظهرت في لبنان، وأصدر ألبومه الغنائي الأول في لبنان إلا أنه عندما جاء إلى مصر كتبت له الشهرة بشكل أوسع، وعلى نطاق الوطن العربي بأكمله، فكان ألبومه (توأم روحي) الذي تجاوزت توزيعاته في مصر حاجز الـ300 ألف نسخة (ست طبعات)، وارتبطت جماهير الشباب بمجموعة من أغنياته الجميلة مثل "آسف حبيبتي"، "الوقت فات"، و"نقطة ضعف".
إلا أنه من انجح البومات راغب علامة على الإطلاق ألبوماه الشهيران: (قلبي عشقها)، الذي تخطت توزيعاته حاجز المليون نسخة في مصر، وتربع على قمة التوزيعات وقت صدوره، وكذلك الأمر ألبومه الشهير (علمتيني)، الذي تخطت توزيعاته حاجز الـ 700 ألف نسخة، وتربع بها أيضًا على قمة التوزيعات لفترة طويلة، مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام خاصة بالسوق المصري فقط، بالإضافة الى ما تحقق من نجاح وتوزيعات لهذه الألبومات في جميع الأسواق العربية الأخرى.
ومن المطربات أيضًا المطربة نانسي عجرم اللبنانية الأصل، فعلى الرغم من أن بدايتها كانت في لبنان في الثانية عشرة من عمرها، حيث شاركت في برنامج "نجوم المستقبل"، وأخذت الميدالية الذهبية في فئة الطرب، بعدها اختفت عن أعين الجمهور، وبدأت في دراسة فن الصوت والموسيقى، وكان عمرها آنذاك أقل من 18 عامًا، وقبِلَتها نقابة الفنانين اللبنانيين المحترفين كعضوة و"أن تكون استثنائية".
وبدأت شهرة نانسي في مصر بعد تصويرها لكليب "أخاصمك آه"، والذي كتب لها الشهرة في مصر، وحقق طفرة في عالم الفيديو كليب، وتوالت الألبومات بعد ذلك.
ومن المطربات أيضًا الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، والتي كانت مصر بداية شهرتها بعد إطلاقها لأغنية "رجب"، وبعدها توالت الأغنيات، وهي الآن اقتحمت عالم التمثيل بعدما اشتركت في فيلم من إخراج المخرج خالد يوسف، وهو فيلم " دكان شحاته".
وليس هم هؤلاء فقط، بل هناك كثيرون، وتبقى مصر مركز الشهرة والنجومية لكثير من نجوم العرب.
أرسل تعليقك