تعتبر النرويجية "كاترينا اندرسون" واحدة من أصغر المليارديرات في العالم، وعاشت حياتها بين التمتع بحمام شمس على متن اليخت الخاص بها, وقيادة السيارات الفاخرة، وإقتناء أفضل الملابس، ولكن تصّر الفتاة العشرينية, على أنها لم تملك ما ملكته بسهولة.
وتشتكي "كاترينا" من ظروف الطلاب في جامعة أمستردام، وتنشر بإستمرار صور لغرفتها الطلابية الصغيرة, وتعبر عن أسفها لخسارتها الغرفة الكبيرة ومجموعة "البوب" الفنية الخاصة بها وملابسها وأحذيتها، وأن تسكن بدلًا من ذلك في غرفة طلاب صغيرة، المجبرة اليوم على إعتبارها منزلها.
وتمتلك كاترينا مع أختها الصغرى "ألكسندرا" ثروة تبلغ (1.2)مليار دولار من أبيها، ولم تخفي هذه الفتاة حبها لحياة الترف، سواء ان كانت تتسكع في الفنادق الراقية أو تتناول كبد الأرز أو تقتني أجمل المعاطف، فتشارك (2500) متابع لها على "انستغرام" كل الجديد عن حياتها.
وتنشر الأختان صور رحلاتهما بإستمرار على "انستغرام", من بينها رحلة مشمسة على متن يخت هيل وهي سفينة مستأجرة مع ستة من أفراد الطاقم تتسع لحوالي (12)ضيف في خمس غرف، وتكلف الرحلة (53) ألف دولار في الأسبوع في الصيف، وتضم السفينة كل ماهر الترف مثل التلفزيون سينما عالي الجودة, وديكورات داخلية مكسوة بالواح خشبية و"جاكوزي", على سطح السفينة، ونشرت أندرسون صورة لها على متن اليخت وكتبت عليها " نخطط لعطلة الربيع هل من اقتراحات؟"
فأتت الاقتراحات من أصدقائها بين تايلاند ولاوس وسيدني، واستطاعت وريثة الملياردير أن تقضي العطلات في الاكوادور ونيويورك وايطاليا ولندن واكسفورد وجزر "غالاباغوس"، ولديها أيضا هوس بالأحذية الباهظة الثمن وخصوصا "جيمي شو" و"فالنتينو" كما تعشق فن البوب.
وانضمت في عدد من جلسات التصوير لحبيبها عارض الأزياء "مادس مادسن"، الذي يبدو سعيدًا جدًا بإظهار جسمه ذو العضلات سواء على الشاطئ أو أثناء تناول الطعام في مطبخ آل "أندرسون"، وبعد أن ترعرعت في أكثر المستويات فخامة بالقرب من أكبر حديقة في أسلو، أصبحت كاترينا طالبة في جامعة أمستردام لدراسة العلوم الاجتماعية، وتجد صعوبة في التأقلم مع حياتها الجديدة، ونشرت صورة لها من مطار أمستردام وفي يدها من كبدة الأوز والشمبانيا وكتبت تحتها " هل يجوز أن أقول أن (75)% مني أصبح طالب في الجامعة."
وحصلت الفتاتان على تعليم بريطاني جزئي، فدرستا في "فوريس مانور" الاعدادية في "هامبشاير" وهي مدرسة تتقاضى (25) ألف جنيه استرليني في السنة.
وصنفت جامعة أمستردام في عام (2013) في المرتبة الثانية لأدني الجامعات في هولندا، وقد حرص والدهما الا تذهب ثروته لأيدي البنات مباشرة، ففي الوقت الذي سمح لهما باقتناء سيارات جميلة على سبيل المثال فقد اشترطت عليهما دائما أن تكون مستعملة، وتمتلك كاترينا ذكاء خارق للرد على منتقديها، فعندما كتب لها أحدهم على "انستغرام" أن وريثة تاجر التبغ هذه تنتمي الى عائلة تقتل الناس وتزيد من إدمانهم، فردت عليه قائلة " هذه واحدة من الأسباب التي بعنا الشركة من أجلها عليك ان تدقق في كلامك قبل أن تقوله."
وتظهر في احدى صورها معززة صورتها المستبدة من خلال إرتدائها لمعطف فرو وتحمل في يدها سيجارة وزجاجة شمبانيا وكتبت تحتها " المديرة"، وعملت كاترينا في شركة العائلة وركزت بشكل خاص على ذراعها الخيري، وصرحت لمجلة شركتهم مرة " كان بإمكاني ألا أعمل أو لا أقوم ببعض الأشياء، ولكني سآخذ دوي في الشركة وسأعمل على تطويرها." وفي مقابلة لها مع التلفزيون النرويجي العام الماضي تحدثت عن صعوبات النشوء مع هذه الامتيازات.
وأشارت الى أنه خلال استراحة الغداء في مدرستها الابتدائية في احدى ضواحي أسلو الغنية تفاجأ زملائهما عندما رأوا في حسابها (1200) جنسه استرليني وتقول " عندما رأي الأولاد المبلغ شعروا بالصدمة، فكان علي ألا أخبرهم بكم نحن أغنياء، فلا أريد أن يصادقني الناس بسبب النقود.
"وأتت فتاتي أندرسون على لائحة "فوريس" للمليارديرات العالم لأول مرة، وكانت مرتبتهما ( 1475 و 1476 ) بين أكثر الناس غنى في العالم، بعد أن نقل لهما والدهما يوهان أندرسون حصته في شركة فيرد القابضة وهي أكبر شركة نرويجية في عام (2007)، وكانت ثورتهما بقيت مخفية حتى بلغتا سن الـ(17)، وهو السن القانوني الذي يبدأ فيه الإنسان بنشر إقرارات ضريبية خاصة به، مما أدى الى نشر تفاصيل ثروتهما الضخمة.
وبنيت تجارة عائلة أندرسون على تجارة التبغ مع الأجداد الأوائل الذين امتلكوا أكبر مصنع للسجائر في النرويج، وتم بيعها مقابل (500) مليون دولار في عام (2005) وذهبت هذه الأموال في العقارات ومشاريع اخرى، وبعد عامين أعطى يوهان أندرسون (80)% من أسهمه في الشركة لبناته.
وأكد مساعد مدير التحرير في مجلة "فوربس", "كيري دولان" أن ثروة العائلات تنقل إلى الجيل الشاب بسهولة أكبر في الدول الإسكندنافية وربما يعود السبب للضرائب، فيما أخت كاترينا ألسكسندرا أندرسون فهي فارسة ماهرة وسميت أصغر مليارديرة في العالم، وبالرغم من ثروتها الضخمة, فيبدو أن الاخت الأصغر تميل الى البقاء أكثر في مزرعة الخيول في ألمانيا حيث تخوض مسابقات الفروسية.
وحصلت على العديد من الجوائز على متن حصانها "بيلامور" في بطولة "رايدرز" الأوروبية، وهي مرتبطة ببطل فنون الدفاع عن النفس "يواكيم تولفيسون" من النرويج أيضا، وفي مقابلة معها على موقع شركة العائلة، أشارت إلى أن المال لا يضمن بالضرورة النجاح، وتابعت " أشعر بمسؤولية عظيمة، بطريقة ما أعتقد أنني لا أستحق كل ما أنا فيه، في الوقت الذي أريد أن أساعد في تطوير الشركة وجعلها أفضل، وحقيقة أن عائلتي تمتلك المال الذي أعطاني الكثير من الفرص خصوصا في ركوب الخيل، فهو أمر يحتاج إلى الكثير من المال ولكن لا يكفي أن يملك الانسان المال لكي ينجح."
أرسل تعليقك