لندن - مصر اليوم
استبدلت صالونات التجميل في السعودية برائحة اللافندر وبخور العود التي كانت تستقبل بها عميلاتها، رائحة المعقمات والمطهرات، وقد يعتقد من يرى العاملات أنّهن موظفات ضمن طاقم صحي في أحد المستشفيات، حيث تختفي ملامحهن داخل دروع الوجه والأقنعة الطبية، اتباعًا للإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس "كورونا" المستجد.
وعمدت صالونات عدة إلى نشر صور عاملاتها الملتزمات بالزي الوقائي، في رسائل تسويقية تهدف إلى طمأنة عميلاتها وإعادة إحياء النشاط الذي عاد قبل أقل من أسبوعين للعمل بحذر... وهو ما اتبعته خبيرة التجميل إيمان الجامع، قائلة: "هذا يشعرهن بالراحة والأمان أكثر".
وبسؤال الجامع عن أثر ذلك على المدى البعيد، تقول: "حتى بعد انتهاء الأزمة؛ أعتقد أن كثيرًا من الصالونات ستستمر بالإجراءات نفسها واستخدام الأدوات لمرة واحدة فقط"، مؤكدة أن إجراءات الوقاية من تفشي فيروس "كورونا" أوجدت ثقافة جديدة لعمل الصالونات، من حيث استخدام فرش الشعر والمقصات وغيرها لمرة واحدة فقط، بدلًا من إعادة استخدامها بعد التعقيم.
وتطبيقًا لمفهوم التباعد الاجتماعي، وضعت الصالونات مسافة بين مقاعد تصفيف الشعر، وطبقت قياس درجة الحرارة عند الدخول، والتوقف عن تقديم خدمات الضيافة، والحد من مساحة كراسي الانتظار إلى أدنى مستوى، للتقليل من انتظار الزبونات داخل الصالون. إلا إن هذه الإجراءات المشددة لم تستطع كسر حاجز الخوف لدى كثيرات ممن ما زلن يخشين الذهاب إلى صالون التجميل تحرزًا من "كورونا"، وهي إشكالية جديدة تواجه عددًا من الصالونات.
وتقترح خبيرة التجميل شعاع الدحيلان، وهي رئيسة "اللجنة الوطنية لمشاغل وصالونات التزيين النسائية" في "مجلس الغرف السعودية"، عقد شراكات بين صالونات التجميل، أو اللجوء إلى عمل ما تسمى "الاتحادات" لقطاع الصالونات ومراكز التزيين، بحسبان أن هذا حل منطقي وواقعي للنهوض بالقطاع في الفترة الحالية.
وتفيد الدحيلان بأنّ حجم نشاط صالونات التجميل في السعودية يصل إلى 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار). وبسؤالها عما إذا كانت الفترة الحالية أشبه بتصفية لبقاء الصالونات الأفضل وخروج الأقل قدرة على المنافسة، تجيب قائلة: "الصالونات المميزة والناجحة وغيرها سيكون لها فرصة البقاء في حال اتباع سياسات جديدة".
يذكر أنّ الحكومة السعودية أقرت بروتوكولات للعودة وتطبيق الأنشطة، حيث تضمنت إرشادات واشتراطات تتعلق بحماية العميلات والموظفات، وتشمل: استقبال العميلات بالحجز المسبق؛ إن أمكن، وغسل العاملات أيديهن بالصابون والماء الدافئ بشكل متكرر، وتنظيم منطقة الانتظار بما يضمن التباعد على مقاعد الانتظار، وإبلاغ العميلة بأهمية غسل الشعر مسبقًا قبل الحضور للصالون.
ومن ضمن الاشتراطات أيضًا الحد من التواصل وجهًا لوجه مع العملاء، ومنع التجمعات داخل المحل، وإلغاء استخدام جهاز البصمة في "تحضير" الموظفات واستخدام طرق بديلة، ومنع مرافقي الزبائن داخل المحل. وأوضحت البروتوكولات أن أدوات السلامة والحماية الشخصية اللازمة تتمثل في الكمامة، ودرع الوجه أو النظارة، والقفازات، ورداء القص، وشريط الرقبة. وشددت البروتوكولات على التخلص من الأدوات المستخدمة بعد كل عميلة، واستخدام أدوات جديدة لكل عميلة، والتزام العاملة بلبس كمامة عند غسل شعر العميلات.
وتشمل الإجراءات استخدام دروع الوجه أو النظارة خلال الغسل، وتنظيف الشعر والبشرة، وإلغاء جميع خدمات المساج أو حمامات البخار في الصالونات، وتقديم الخدمة للعميلة من قِبَل عاملة واحدة، ومنع التناوب في الخدمة.
قد يهمك أيضا :
مصابو كورونا بدون أعراض هم الأخطر والسر يكمن في المناعة
أسرار تدافع النساء على صالونات التجميل في أفغانستان
أرسل تعليقك