واشنطن - رولا عيسى
قد يُصبح فحص القولون بالمنظار أمرًا من الماضي بعد إعلان علماء أميركيين تطويرهم نوعًا من اللبن الزبادي المعدل وراثيًا يمكنه، إضافة إلى تحليل عينات من بول المرضى، الكشف عن سرطان القولون والمستقيم.
وستغني هذه الوسيلة الجديدة والرخيصة، التي ستكشف عن السرطان في بداياته الأولى، عن الفحص المزعج للقولون، وتحوله إلى عملية بسيطة مقاربة في سهولتها مع سهولة استخدام المرأة طقم الكشف عن الحمل، كما ستغني عن عمليات تصوير الجسم بأشعة الرنين المغناطيسي.
وقد وضعت البروفسورة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنغيتا بهاتيا، تصوراتها عن الوسيلة الجديدة بتصنيع جزيئات صناعية تدخل في الجسم وتتفاعل مع الخلايا السرطانية فيه، ثم الكشف عنها بسهولة فيما بعد.
وكانت الباحثة طوَّرت في الماضي جسيمات نانوية (النانو: واحد من المليار) متناهية في الصغر، نجحت في إيصالها إلى الخلايا السرطانية، حيث قامت الإنزيمات التي تفرزها تلك الخلايا بتفكيكها إلى أجزاء أصغر تمكّنت من الوصول إلى الكلى والخروج مع
البول.
وطوَّرت الباحثة حديثًا وسيلة ورقية لتحليل البول شبيهة بالورقة المستخدمة في الكشف عن الحمل، بهدف رصد سرطان المستقيم والقولون لدى الفئران، وكذلك حالات تشمُّع الكبد.
وفي البحث الجديد الذي سينشر قريبًا، نجحت الباحثة في تطوير جسيمات نانوية تحمل نوعًا معدلًا وراثيًا من البكتيريا الموجودة في اللبن الزبادي، وتنتج هذه البكتيريا حال تفاعلها مع الخلايا السرطانية علامات خاصة يمكن رصدها. وهي تأمل أن تحدث هذه الوسيلة الجديدة "تحولًا كبيرًا في التشخيص"، وفقا لمجلة "تكنولوجي ريفيو" الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وأوضحت الباحثة أنَّ الوسيلة التشخيصية الجديدة لرصد السرطان لا تتطلب استخدام أي أجهزة طبية معقدة، ولذلك فإنَّها ستكون عظيمة الفائدة للبلدان الفقيرة، التي لا يخضع سوى عدد قليل من المرضى فيها للفحوص الطبية.
وأضافت أنَّ الرصد المبكر لسرطان المستقيم والقولون يتيح إنقاذ 90 في المائة من المصابين وإبقاءهم على قيد الحياة لمدة 5 سنوات على الأقل، ويهدد هذا السرطان واحدًا من 20 شخصًا في الولايات المتحدة، ولا يتمكن الأطباء من رصده مبكرًا إلا لنحو 40 في المائة من المصابين به وفقا لإحصاءات جمعية السرطان الأميركية.
أرسل تعليقك