حذّرت دراسة طبية حديثة من الخطر الناجم عن تلوث الهواء داخل المنزل نتيجة جراثيم العفن، وحبوب اللقاح، وغاز الرادون، وأول أكسيد الكربون والوبر, التي تتسرب من خلال شقوق الجدران والألواح الأرضية, فضلًا عن مواقد الغاز والمنظفات.
وأكدت الدراسة التي أجراها خبراء بريطانيون، أنَّ تلوث الهواء في المنازل، يُعرّض الناس لخطر الإصابة بأمراض القلب, والسرطان, فضلًا عن مشاكل في التنفس، مشيرة إلى أنَّ متلازمة المنزل السامة تسيطر على حوالي 15.3 مليون منزل في المملكة المتحدة.
وحذر العلماء من أن الغسيل وطهي العشاء, يعرض العائلات لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية, وسرطان الرئة , والربو، مشيرين إلى أنَّ السعال، والعين المدمعة، والدوخة، والعطس، والشعور بالتعب, والمعاناة من الصداع من أبرز العلامات المشتركة لسوء نوعية الهواء في الأماكن المغلقة.
وأوضحت الدراسة أنَّ سوء التهوية يشتمل على أعراض أكثر شدة مثل تهيج العين، والطفح الجلدي، وآلام العضلات، ومشاكل في الجهاز التنفسي, والربو, والحمى ، وفقدان السمع، ونزيف الأنف، وأمراض الرئة.
وتنص منظمة الصحة العالمية على أنَّ للجميع الحق الكامل غير المنقوص في بيئة سكنية صحية, ويعتبر تلوث الهواء العامل الرئيسي لعبء الأمراض في أوروبا، ودعا العلماء البريطانيون، الناس لضمان تهوية منازلهم بشكل صحيح, وحثت السلطات لجعله إلزامًا للمباني الجديدة لتأتي وفقًا لمعايير صحية.
ومن جهته، أكد المتخصص في الحساسية والطب التنفسي في جامعة "ساوثامبتون"، البروفيسور بيتر هوارث, ضرورة زيادة الوعي بما تم تسميته بـ"متلازمة المنازل السامة"، مضيفًا إنَّ "متلازمة المنزل السامة تحدث عندما يتعرض الأفراد والعائلات إلى مزيج قوي من الملوثات المحمولة جوًا داخل البيت والناجمة عن سوء التهوية, متسببة في حدوث متكرر لأمراض الجهاز التنفسي والجلد".
وكشفت دراسة أوروبية أجراها، المعهد الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية، تأثير المواد المسببة للحساسية في الأماكن المغلقة على المرض ومتوسط العمر المتوقع.
واكتشف الباحثون وجود صلة بين التعرض الداخلي للملوثات وأمراض القلب والأوعية الدموية, وتقدر الدراسة بأنَّ تلوث الهواء في الأماكن المغلقة يمكن أن يسهم في إحداث حوالي 128.666 حالة وفاة في المملكة المتحدة كل عام، مشيرين إلى أنَّ 57% من العبء الكلي تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية, و23% بسرطان الرئة, و12% بالربو, وترتبط الـ8% المتبقية بحالة الجهاز التنفسي.
وصرَّح البروفيسور هوارث فيما يتعلق بالربو، قائلًا "إنَّ حساسية العفن, التي تنتج من جملة الأمراض التي يسببها الهواء في المنازل, تترافق مع ربو أسوأ يصعب السيطرة عليه, فوجود حساسية العفن في المنزل تعكس مدى فقر التهوية فيه وزيادة الرطوبة".
وأضاف إنَّ "عدم وجود التهوية الكافية داخل المنزل يمكن أيضًا أن ترتبط بتراكم الأبخرة السامة غير المسببة للحساسية المضرة بالصحة".
وحث هوارث الناس على تقييم النظم الموجودة في منازلهم، داعيًا إلى بناء المنازل الجديدة بمواصفات صحية آمنة, في إشارة منه إلى التهوية الجيدة,
وتابع "أريد أيضًا أن أرى "علامة المنزل الصحي" على المنازل الجديدة للتأكد من أنَّ لديهم أنظمة التهوية الميكانيكية مع أجهزة التبادل الحراري الفعال المثبتة للمساعدة في الحد من المخاطر الصحية للأجيال المقبلة, فهناك حاليًا 2% فقط من منازل المملكة المتحدة لديها أنظمة مثبتة للتهوية الميكانيكية".
واختتم هوارث كلامه، "إنَّه إذا تعرض الناس لتركيزات عالية من الملوثات على مدى فترات طويلة من الزمن، فحتى الأفراد غير الحساسة كيميائيًا يمكن أن تكون عرضة لمخاطر صحية كبيرة"، مشيرًا إلى أنَّ دورة تجديد الهواء تشمل أكثر من 900 مادة كيميائية, من جسيمات ومواد بيولوجية لها آثار صحية كبيرة.
أرسل تعليقك