انضم عضو جديد إلى عائلة المشروبات الغازية "كوكاكولا"، باسم "كوكاكولا لايف"، والتي صمّمت لتريح ضمير المستهلك؛ حيث يتمّ تسويقها على أساس احتوائها على نسبة سكر أقل من المشروب العادي، فيما يُشكّك بعض خبراء الصحة في دوافع الشركة وأبدوا قلقهم من الآثار الصحيّة الناجمة عن تناول هذا المشروب الغازي؛ حيث لا يصُب أي نوع من تلك المحليات الصناعية بشكل متزايد في صالح من يُقبلون على تناول الكولا الخاصة بالحمية الغذائيّة.
ويحتوي المشروب الجديد المحلى طبيعيًا على سعرات حرارية وسكر أقل بنسبة الثلث من "الكولا" العادية، وقد صمِّمت وسط دعوات الشركة لبذل المزيد من الجهد لمعالجة وباء السمنة العالمي.
واختير اللون الأخضر ليكون لون الزجاجة الجديدة وهي قابلة لإعادة التدوير، ومتوافرة في المملكة والمتحدة والولايات المتحدة الأميركية وتشيلي والأرجنتين، ومن المحتمل وصولها إلى أستراليا في نيسان/ أبريل المُقبل.
ولكن المنتقدين يؤكدون إنَّ المنتج يتمّ تسويقه على أنه صحي، من أجل تحسين الوضع المالي للشركة وليس سعيًا إلى صحة المستهلك.
و"الكولا" الجديدة محلاة بمزيج من مستخلصات نبات السكر ستيفيا، والتحلية خالية من السعرات الحرارية التي هي أكثر حلاوة من سكر المائدة بنسبة 200 إلى 300 مرة، وقد تم استخدام النبات لعدة قرون من قِبل هنود غواراني في باراغواي، وقد استخدمته شركة كوكاكولا ودانون في غضون بضع سنوات.
وتستخدم "كوكاكولا" المملكة المتحدة مستخرج النبات المُحلى كمادة للتحلية في المشروب الغازي "سبرايت" و"غلاسيلاو"، أحد منتجات المياه المزودة بالفيتامين ومشروبات الطاقة، على الرغم من الانتقادات الخاصة بمرارة المياه والتي يُشبِه طعمها "العرقسوس".
و330 مللي من "كوكاكولا لايف" تحتوي على 89 سُعر حراري، مقارنة بـ139 سُعر حرارية في علبة "الكوكاكولا" العادية.
يُذكر أنَّ منتجات "كوكاكولا" الأخرى مثل: الدايت وزيرو محلاة بمنتجات الاسبارتام الاصطناعية، وتحتوي على سعرات حرارية واحدة لكل منها، ولكن الشركة تواجه رد فعل عنيف ومتزايد ضد المحليات الاصطناعية وسط مطالب بزيادة المنتجات الطبيعية، ولذلك كان الحل هو "كوكاكولا لايف" بشكل أكثر صحة للمستهلكين، وهو النظام المعروف باسم "طالبي التوازن".
ويؤكد مدير التسويق لشركة "كوكاكولا" في المملكة المتحدة، بوبي بريتين: "نحن نعلم بالضبط من يطالب بكوكاكولا لايف، هي الفئة العمرية من العشرينيات والثلاثنيات التي بدأت تدرك أنها مسئولة عما تستهلكه".
ويُشكّك بعض خبراء الصحة في دوافع "كوكاكولا" وأبدوا قلقهم من الآثار الصحيّة الناجمة عن تناول المشروب الغازي، الذي يتم تسويقه تحت مسمى صحي في مغلف أخضر.
وأوضحت مدير مركز الصحة والبحوث الاجتماعية في الجامعة الكاثوليكية الأسترالية، البروفيسور ساندرا جونز: "ستفيا آمن للمستهلك، ولكن لاحظ خبراء التغذية أنَّ إزالة بعض السكر واستبداله بستيفيا لا يجعل الطعام أو الشراب صحيًا؛ حيث إنَّ "كوكاكولا لايف" لاتوال تحتوي على الألوان والكافيين وحمض الفوسفوريك، و19% من نسبة السكر الموصى بها يوميًا".
وتضيف: "في الواقع، شرب الكولا ذات السعرات الأقل قد يكون جزءًا من المشكلة وليس الحل للحدّ من مقاسات الخصر؛ فالناس يميلون أكثر لاستهلاك كميات أكبر من الأطعمة التي يعتقدون أنها صحية، والترويج للطعام الصحي يقودهم إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية".
وعن اختيار اللون الأخضر، تؤكد البروفيسور جونز: "يرتبط اللون الأخضر بالصحة، ولهذا السبب الخفي قرّرت "كوكاكولا" الابتعاد عن وضع العلامة الحمراء على هذا المنتج؛ حيث وجدت دراسة أوروبية حديثة أنَّ الناس يشربون مشروبات باردة أقل عندما تكون في كوب ذو اللون الأحمر مقارنة بكوب أزرق، فعلى مستوى اللاوعي اللون الأحمر يعمل بمثابة إشارة توقّف".
ولفتت "كوكاكولا" أنَّ إصدارها للمشروب الجديد كان جزءًا من تعهداتها للمستهلكين بتقديم خيارات أقل أو عديمة السعرات الحرارية، مضيفة أنَّ الأمثلة الأخيرة هي مبادرات من الشركة لإلهام المستهلكين ليصبحوا أكثر سعادة وصحة في حياتهم.
ووقّعت الشركة صفقة مسؤولية الحكومة والتي بموجبها تتعهد بالترويج لاتباع نظام غذائي صحي وإجراء تغيرات على منتجاتها، وقد التزمت كوكاكولا للحدّ من متوسط السعرات الحرارية في كل لتر من مشروبتها الغازية بنسبة 5% بحلول نهاية العام 2014، ولكن البروفيسور جونز تشكّك حول ما إذا كانت "كوكاكولا لايف" تتسق مع وعود تعزيز أنماط الحياة الصحية، مضيفة: "في نهاية المطاف من المرجح أنَّ تلك القرارات تمّ اتخاذها لزيادة صحة مكاسب الشركات أكثر من صحة المستهلك".
وتشير جونز إلى النتائج المالية لشركة "كوكاكولا" في العام 2013، والتي تظهر أنَّ أرباح المشروبات الغازية العادية آخذة في الانخفاض والخيارات الصحية آخذة في الأزدياد.
وتابعت: "ربما الخيار الأكثر واقعية لهذا وللشركات هو خفض إنتاج وتسويق المشروبات الغازية المُحلاة والتركيز على بيع المنتجات التي هي بالفعل جيدة للمستهلكين".
أرسل تعليقك