لندن - مصر اليوم
عادت "الإنفلونزا" بمعدل أسرع إلى أوروبا مقارنة بالشتاء الماضي، حيث اختفت نتيجة انتشار فيروس كورونا بمعدلات قياسية. هذه الحالات المزدوجة أثارت المخاوف بشأن "الوباء المزدوج" لفترات طويلة مع وجود كوفيد_19 وطرحت تساؤلات وشكوكاً بشأن فعالية لقاحات الإنفلونزا.
ساعدت الإجراءات الوقائية المتخذة خلال جائجة كورونا، ومنها ارتداء الكمامة والإغلاق والتباعد الاجتماعي، في القضاء على الإنفلونزا في الشتاء الماضي، ما أدى إلى السيطرة مؤقتاً على الفيروس الذي تسبب بوفاة 650 ألف شخص سنوياً حسب إحصاءات الاتحاد الأوروبي.
ولكن هذه الحالة تغيرت بعد تبني بعض الدول إجراءات أقل صرامة لمواجهة كوفيد خصوصاً بعد حملات التطعيم.
وأمام هذا الواقع، أصدر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها ECDC تحذيراً بسأن التهديد المزدوج لفيروس كورونا والإنفلونزا عبر الاتحاد الأوروبي.
ومنذ نصف شهر كانون الأول، بدأ فيروس انفلونزا ينتشر في أوروبا بمعدل أعلى من المتوقع وفق ECDC، حيث ارتفع عدد حالات الانفلونزا في العناية الفائقة إلى 43 في الأسبوع الأخير من العام حسب بيانات منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
في مقارنة لأرقام العام الماضي، تبدو واضحة الزيادة في عدد إصابات الإنفلونزا حيث تم الإبلاغ عن حالة واحدة فقط العام الماضي مصابة، ولكن في مقاربة للواقع الاستشفائي في العام 2018 ما زالت الأرقام منخفضة جداً، إذ بلغت حالات الإنفلونزا الأسبوعية في وحدات العناية المركزة ذروتها عند أكثر من 400 حالة في نفس المرحلة في عام 2018.
وفي هذا الصدد، أعرب كبير خبراء الإنفلونزا في ECDC باسي بينتينن في حديثه عن قلقه من أن تكون "عودة الفيروس بداية موسم طويل غير عادي للإنفلونزا قد يمتد حتى الصيف". مضيفاً أنه في ظل رفع الاجراءات في بعض البلدان، ما يقلقني أن تتحول الحالات التحذيرية بعيداً عن الأنماط الموسمية العادية، وعليه وقد تؤدي إزالة قيود "كوفيد" قبل نهاية الربيع إلى إطالة أمد الوباء مع كوفيد والإنفلونزا إلى ما بعد شهر أيار".
وقد سجلت فرنسا في هذا الموسم 72 حالة خطيرة من الإنفلونزا و6 وفيات.
وقد أبلغت 6 دول وهي أرمينيا وبيلاروس وصربيا وفرنسا وجورجيا وإستونيا عن نشاط للإنفلونزا الموسمية أعلى من الحد الطبيعي.
أما الذي يزيد الأمور تعقيداً فهو انتشار سلالة الانفلونزا السائدة هذا العام وهو فيروس "H3" من فيروس A الذي يعرف بأنه يتسبب بحالات شديدة عند كبار السن. وأكد بينتينن أنه "ما زال مبكراً تقييم لقاحات الإنفلونزا لأننا بحاجة إلى عدد أكبر من المرضى لمقاربة النتائج وتحليلها، ولكن الاختبارات المخبرية تظهر أن اللقاحات المتاحة هذا العام لن تكون الأمثل ضد H3. "
ويعود سبب ذلك إلى أن انتشار الفيروس في العام الماضي كان ضئيلاً جداً وشبه معدوم في بعض الدول، وبالتالي يصعب على صانعي اللقاحات التبنؤ بالسلالة التي ستكون سائدة في الموسم الجديد، وهذا ما نشهده اليوم.
وأقرت شركة لقاحات أوروبا، التي تمثل كبار صانعي اللقاحات في المنطقة، بأن "اختيار السلالة أصبح أكثر صعوبة بسبب الانخفاض الشديد في انتشار الإنفلونزا العام الماضي".
قد يهمك أيضأ :
طرق تقوية جهاز المناعة في موسم البرد والإنفلونزا
دراسة تؤكد زيادة جرعة فيتامين سي يقلل المعاناة من البرد والإنفلونزا
أرسل تعليقك