توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرغبة بالانتحار تُنهك اللبنانيّين وعلاج الاكتئاب "مهمّة مستحيلة"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الرغبة بالانتحار تُنهك اللبنانيّين وعلاج الاكتئاب مهمّة مستحيلة

شعور عميق بالاكتئاب.
القاهرة - مصر اليوم

لا يهدأ "خط الحياة" المخصّص للدعم والوقاية من الانتحار في منظمة "إمبرايس" للصحة النفسية في لبنان عن الرّنين. يهدّد متصل بقتل نفسه لأنه عاجز عن تأمين قوت أولاده، ويتحدّث آخر عن فقدانه الأمل بالحياة بعدما بات مشرداً. بينما يعبّر مراهقون عن شعور عميق بالاكتئاب.خلال العام الحالي، تضاعف عدد الاتصالات التي تلقتها المنظمة عبر خطها الساخن. بلغ عددها 1100 شهرياً، أي العشرات في اليوم الواحد، مع تسارع الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ عامين والذي انعكس شحاً في الأدوية وبينها تلك المخصصة للاكتئاب ونوبات قلق.بعد انهيار اقتصادي بدأت ملامحه قبل عامين ثمّ فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من آب 2020، وجد عشرات الآلاف أنفسهم عاطلين عن العمل أو باتت رواتبهم لا تساوي سوى القليل بعدما فقدت الليرة اللبنانية نحو 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار.

وتقول إحدى مؤسسي المنظمة ميا عطوي: "استيقظنا في أحد الأيام عند الساعة الخامسة والنصف فجراً على اتصال من رجل مشرّد في الـ31 من العمر يريد أن ينتحر" عند تقاطع الرينغ المزدحم بالسيارات في وسط بيروت.وتضيف: "قبل ذلك، تلقّينا اتصالاً من أب يعيش في منطقة البقاع أراد أن يقتل نفسه لأنه لم يعد قادراً على إطعام أولاده الأربعة (...) نتلقّى اتصالات مشابهة كل يوم بعدما فاقمت الأزمة الوضع سوءاً بشكل كبير".اضطرّت المنظمة إلى تمديد وقت تلقّي الاتصالات من 17 ساعة إلى 21 ساعة يومياً، مع احتمال أن يصل إلى 24 ساعة. أما عيادتها النفسية فمواعيدها محجوزة حتى نهاية تشرين الأول. ولا يزال مئات الأشخاص على لوائح الانتظار.  لا يقتصر طلب الدعم النفسي على البالغين، إذ باتت المنظمة تتلقى اتصالات من قصّر دون 18 عاماً. وشكلت هذه الفئة العمرية 15 في المئة من اتصالات شهر تموز مقارنة مع عشرة في المئة خلال الأشهر السابقة. وتقول عطوي: "فقد كثر الأمل".

في بلد يبلغ فيه الحدّ الأدنى للأجور 675 ألف ليرة، أي ما يعادل 45 دولاراً وفق سعر الصرف في السوق السوداء، ارتفعت أسعار الموادّ الغذائية بنسبة 700 في المئة. ويجد اللبنانيون أنفسهم مضطرين لدفع ما لا يقل عن مليون ليرة (66 دولاراً) شهرياً للمولدات الخاصة جراء انقطاع التيار الكهربائي المزمن.وتفاقمت معاناة اللبنانيين مع تفشي فيروس كورونا وتأثيراته على الصحة النفسية ثم صدمة انفجار المرفأ الذي أودى بحياة 214 شخصاً على الأقل وتسبب بإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، ودمر أحياء في بيروت. ويشير مدير قسم الطب النفسي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت فادي معلوف إلى ارتفاع أعداد المرضى الذين يتوافدون إلى عيادات الطب النفسي. ويقول: "نشهد بالطبع حالات اكتئاب ونوبات قلق وحالات متقدمة منها"، مشيراً إلى أن الوضع تفاقم أكثر لسببين: هجرة الكثير من الأطباء النفسيين تاركين خلفهم مرضى يعانون من أجل إيجاد البديل، والشحّ في الأدوية المهدئة وتلك المضادة للاكتئاب والقلق، ما يؤدي في حالات معينة إلى الانتحار.

وقد اضطرّ بعض المرضى، وفق قوله، إلى "تخفيف العلاج للحفاظ على أكبر قدر من الأدوية المخزنة لديهم لمدة أطول وتكون النتيجة أن حالتهم النفسية تسوء أكثر".ويشرح: "رأينا مرضى قرروا التوقّف تماماً عن تناول الأدوية ما فاقم حالة الاكتئاب لديهم وباتوا أكثر ميلاً للانتحار، إلى أن انتهى الأمر بالبعض منهم في غرف الطوارئ"، مشيراً إلى أنّ "هؤلاء هم المرضى الذين كانت أوضاعهم مستقرة سابقاً".

إسعاف أوّلي نفسي
مع تزايد الطلبات من أجل حجز المواعيد، تعمل الأخصائية النفسية نينار إيكناديوسان 13 ساعة في اليوم. تنتهي من جلسة لتبدأ أخرى.وترى أنّ تسارع الأزمات في لبنان يتطلب من الأطباء النفسيين أن يجدوا مقاربات تطرح حلولاً سريعة ومركزة. وتقول: "كأننا نقوم بإسعاف أوليّ نفسيّ... كل ما نفعله هو السيطرة على الأضرار".لكن في بلد بات فيه نحو 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر، لا يستطيع كثر تأمين قوتهم اليومي، فكيف لهم أن يدفعوا كلفة جلسات علاج نفسي؟تقول مغالي عيد (23 عاماً) المتطوعة للردّ على الاتصالات الواردة إلى "إمبرايس": "تلقّينا الشهر الماضي اتصالاً من أرملة لا تستطيع أن تؤمن الطعام لأطفالها. بدت تائهة، وتسأل ما اذا كان عليها أن تقتل نفسها وأولادها أو تقتل نفسها فقط؟". وترى بشرى (26 عاماً) المتطوعة أيضاً في "إمبرايس"، أنّ عملها بات اليوم أشبه بـ"مهمّة مستحيلة" لإنقاذ المتصلين الذين تخنقهم الأزمات. وتقول: "يجدر بنا أن نمنحهم الأمل في بلد لم تعد فيه مساحة للأمل".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مستشار الرئيس يكشف الوضع الوبائي لـ كورونا في مصر

الصحة المصرية تسجل 692 حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا و27 وفاة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرغبة بالانتحار تُنهك اللبنانيّين وعلاج الاكتئاب مهمّة مستحيلة الرغبة بالانتحار تُنهك اللبنانيّين وعلاج الاكتئاب مهمّة مستحيلة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon