توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"علكة السجائر" تهدد الأطفال وتثير الجدل في مصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علكة السجائر تهدد الأطفال وتثير الجدل في مصر

التدخين
القاهرة- مصر اليوم

في مشهدٍ درامي، أصيب أحد الآباء بالهلع، بعد رؤية علبة سجائر في يد ابنه، الذي لم يتجاوز السابعة من العمر، وقبل أن يصب عليه جام غضبه، تحول الغضب إلى دهشة، بعدما اكتشف أنها مجرد علكة على شكل لفافة من التبغ، جذبت نجله ليتشبه بمن هم أكبر ويمارسون التدخين.ورغم طمأنينة الأب، ما زال داخل صدره شيءٌ من الخوف، أن تكون تلك العلكة هي خطوة البداية لابنه في عالم التدخين، سواء الآن أو في المستقبل.

هذا المشهد يتكرر في عديد من البيوت المصرية، بعد انتشار منتج مجهول المصدر في الأسواق، خلال الفترة الأخيرة، في عدد من المحافظات، خاصةً الأماكن الشعبية، وهو عبارة عن عبوات من "اللبان" على شكل سجائر تباع داخل علبة كرتونية تصميمها والعلامة التجارية المطبوعة عليها، تطابق تمامًا، واحدة من أشهر العلامات التجارية العالمية للسجائر.وأثار هذا المنتج، غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصةً الأهالي، خوفًا على أبنائهم من الوقوع في حب التدخين.

ويتزامن ظهور هذا المنتج، مع إعلان وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، قبل أيام، عن نسبة المدخنين في مصر، والتي وصلت إلى 27.9 في المائة، مما يسلط الضوء على ضرورة توعية المجتمع، وخصوصًا الأجيال الصغيرة بخطورة التدخين، لتنخفض تلك النسبة مستقبلًا.تعليقًا على تلك الأزمة، يقول رئيس جهاز حماية المستهلك الأسبق، دكتور راضي عبد المعطي، إن الدولة لا تتهاون في منع وجود مثل تلك المنتجات مجهولة المصدر في الأسواق، خوفًا على صحة وسلوكيات المستهلكين سواء كانوا صغارًا أو كبارًا.

وأضاف عبد المعطي: "توجد قوانين رادعة تمنع تداول تلك المنتجات، وتكون العقوبة المشددة في حالة تعرض المستهلكين للخطر عن طريقها".كما أشار عبد المعطي إلى أهمية دور المواطنين في مواجهة الأزمات الشبيهة، "يجب على أي مواطن إبلاغ الجهات المسؤولة عند رؤية أي منتج مجهول المصدر أو يعرض المستهلك للخطر، لأن هذا يسهل من مهمة القضاء على وجوده في الأسواق".

وتابع: "الجهات المسؤولة وعلى رأسها جهاز حماية المستهلك، تقوم بدوريات مفاجئة بشكل منتظم، لمتابعة المنتجات الموجودة في الأسواق، ومعاقبة المتاجرين في المواد المخالفة للمعايير، ومجهولة المصدر، لما تشكله من خطورة على المستهلكين بمختلف أعمارهم".جدير بالذكر أن قانون حماية المستهلك ينص على أن من حق المستخدم أن يجد على السلعة أو المنتج البيانات التي توجبها المواصفات القياسية المصرية وذلك بشكل واضح تسهل قراءته، ويضمن أن المنتج مطابق للمعايير، ومعلوم المصدر.

كما تنص المادة رقم 4 من قرار وزير التموين والتجارة الداخلية رقم 113 لسنة 1994 بحظر تداول السلع مجهولة المصدر أو غير المطابقة للمواصفات على أن عقوبة الاتجار في تلك المواد تصل إلى الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى جميع الأحوال تضبط الكميات موضوع المخالفة ويحكم بمصادرتها.

على الجانب الآخر، يأتي الخوف الأكبر من الأهالي على ذويهم ممن أقبلوا على شراء على هذا المنتج، على أنه علامة واضحة لانجذاب هؤلاء الأطفال إلى التدخين، بعد إعجابهم بهيئة علبة العلك التي تشبه في مظهرها الخارجي علب السجائر.من جانبها، تقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، دكتور نوران فؤاد، إن انجذاب الأطفال لمنتج يشبه السجائر، يبرز تأثرهم بالمحيطين بهم من المدخنين، ورغبتهم في تقليد سلوكهم، خاصةً إذا كان ممارس التدخين هو الأب أو الأم.

وأضافت فؤاد: "لا يمكن لأي أب أو أم نهي ابنه عن سلوك يمُارس حوله بالفعل، خاصةً إذا كان القائم به، من ضمن الدوائر القريبة من الطفل، فعلى سبيل المثال، سيكون من الصعب أن ينهي أب مدخن أبناءه عن التدخين".وترى أستاذ علم الاجتماع أن على أهالي الأطفال الذين قاموا بشراء "علكة السجائر"، مناقشة أبنائهم حول الأسباب التي جذبتهم للإقبال على هذا المنتج، وما الذي يعجبهم في الظهور كمدخنين؟ ومناقشتهم بحكمة حول أضرار شراء منتج مجهول المصدر.

وأردفت: "الأمر المباشر وردود الأفعال الغاضبة من الأهالي، تزيد الموقف سوءًا، وربما تدفع الأطفال إلى العند، وممارسة الأفعال التي أجبروا على التوقف عنها، لإثبات ذواتهم، وأنهم أصحاب قرار، لذا يجب أن يشعر الأبناء بأنهم مسؤولون بشكلٍ كافي عن الحفاظ على أنفسهم من كل ما هو مضر".وختمت: "في الأغلب، يتأثر الأبناء بسلوكيات الأهالي، لذا على كل أب وأم يقوم أبناؤهم بسلوكيات خاطئة، محاسبة أنفسهم في المقام الأول، ومراجعة الأحداث والمشاهد المحيطة بالطفل، الذي دفعته إلى القيام بذلك، حيث يكونوا المحيطون بالأبناء هم مرآتهم للتعرف على الحياة في بواكير أعمارهم".

قد يهمك أيضا : 

أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

 العلماء يوضّحون الرابط بين التدخين ووباء "كورونا"

 
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علكة السجائر تهدد الأطفال وتثير الجدل في مصر علكة السجائر تهدد الأطفال وتثير الجدل في مصر



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon