لا يختلف اثنان بشأن أهمية الغذاء الصحي المتوازن للطفل في مراحله العمرية الأولى، وذلك لحاجة وضرورة الغذاء للنمو وبناء واكتمال نضج الأعضاء، فضلًا عن أهميته لبناء منظومة المناعة الطبيعية التي تقي من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، ويمد الطفل بمصادر الطاقة اللازمة للحيوية والنشاط والقوة، كما يضمن الغذاء الجيد تأدية أعضاء الجسم لوظائفها المختلفة بالطرق السليمة والصحية، ومن هنا، فإن غذاء الطفل يجب أن يكون متنوعًا بحيث يحتوي على مختلف العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها، هذا إلى جانب تحسين أداء الأطفال العقلي والإدراكي.
وتحدد الدكتورة أماني كامل، اختصاصية التغذية، 9 مبادئ أساسية يجب توافرها في الغذاء الأمثل للطفل، وهي:
1 - لكل "قضمة" طعام أهميتها
لا يجدي ما يتناوله الطفل من أطعمة غير مغذية، لا سيما أن شهية الطفل محدودة في أعوامه الأولى، وكذلك ذائقته، لذا يجدر بالأم أن تحرص على عدم إعطائه طعامًا غير مفيد، كأن تتيح له دائمًا البسكويت المسكر بأنواعه، أو الكيك، والحلوى على حساب البسكويت المصنوع من الدقيق الأسمر، أو تحرمه من العصائر الطازجة التي تحتوي على فيتامينات ومعادن داعمة لغذاء الطفل.
2 - السعرات الحرارية ليست متساوية
السعرات الحرارية الموجودة في قوالب الكيك أو الشوكولاته، لا تعادل نظيرتها مثلًا في الموز، ولا تعادلها في القيمة الغذائية نفسها.
3 - مخاطرة إسقاط بعض الوجبات
لا يجوز أن تسقط أو تلغي الأم إحدى وجبات الطفل التي تحتوي على مواد غذائية متنوعة هو في حاجة إليها، لأي سبب من الأسباب، لأن عدم تناول الوجبات بانتظام يضعف طاقته، ويتسبب في تعكير مزاجه، لأن نقص السكر مثلًا قد يتسبب في سلوكيات غير عقلانية له، بل إن الطفل يحتاج ما بين الوجبات الرئيسة الثلاث، وجبات إضافية خفيفة متنوعة.
4 - للكفاءة أثرها
تبدأ مشاكل وزن الطفل عادة في الصفوف الأولى، إنْ زاد وزنه عن الحد المعياري، ويجب على الأم ألا تفرض عليه "رجيمًا" معينًا، بل عليها أن تتخير بعناية ما تقدم له من أطعمة ذات قيمة غذائية عالية، وتحتوي على سعرات حرارية قليلة مثل الخضراوات والفواكه الطازجة والخبز الأسمر- دون دهنه بالزبد- وفي حالة نقص وزن الطفل عن المعدل الطبيعي أو زيادته ببطء ملحوظ، اختاري له الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية، بالإضافة إلى كثير من السعرات الحرارية.
5 - الكربوهيدرات "النشويات" مسألة مركبة
يفضل الصغار عادة النشويات والسكريات، على حساب البروتينات الموجودة في اللحوم والبيض والأسماك، وقد لا يقبلون عليها لفترة طويلة، إلا أن هناك أنواعًا من الكربوهيدرات تعرف بالكربوهيدرات المركبة التي تمد الطفل بالفيتامينات والمعادن والبروتين والألياف والسعرات الحرارية مثل الخبز الأسمر، البازلاء، اللوبيا، الفول، الفواكه والخضراوات، أما أطعمة الكربوهيدرات الأخرى التي تعرف بالسكريات البسيطة والنشويات الخالصة، فلا تمد الطفل إلا بالقليل إلى جانب السعرات الحرارية مثل السكر والعسل والأطعمة المصنوعة من الحبوب التي تمت تنقيتها من الألياف مثل الدقيق الأبيض.
6 - الأطعمة المحلاة تسبب مشاكل للطفل
السكريات "الكربوهيدرات الفارغة" لا تشبع الطفل، ولا تترك مساحة كافية لشهيته، أو ما يحتاجه من مواد غذائية أخرى، فضلًا عما يسببه السكر من تشوهات ومشاكل في الأسنان، إلى جانب تسببها في كثير من الأحيان ولو بشكل غير مباشر بإصابته بالسكري أو السمنة، فالأطفال يميلون إلى الأطعمة حلوة المذاق، وكلما تناول الطفل كثيرًا منها، فإنه يتوق إليها باستمرار، ويمكن للأم أن تحد من صناعة الأطعمة المحلاة بالسكر، إلا أنه يجب عدم منع السكر على الإطلاق، ويمكن أن تستعيض عنه ببعض الحلوى المصنوعة منه بمواصفات ومقادير أقل، وأن تستخدم خلاصة عصائر الفواكه الطازجة في صناعة أصناف الحلوى للطفل بقدر الإمكان حتى يعتاد عليها بشكل متدرج.
7 - الاعتماد على الأطعمة معروفة المصدر
من الثوابت المهمة أنه كلما اقترب الغذاء من حالته الطبيعية التي كان عليها قبل تصنيعه أو تجهيزه للتناول، كلما كانت قيمته الغذائية أعلى، إلا أن هناك كثيرًا من الصناعات الغذائية تعتمد على إدخال مواد وتركيبات كيميائية عديدة، ومنها ما هو مشكوك في سلامته وفائدته، كمكسبات اللون والطعم والرائحة، ومواد أخرى لتغيير الشكل والقوام وحالتي السيولة واللزوجة، وكثير من هذه التركيبات قد لا تخضع للرقابة الغذائية، ومنها ما يسبب الكثير من الأمراض. لذا ننصح الأم بالحد من تناول أطفالها تلك الأطعمة التي تغرق الأسواق، وتتوافر أمام الطفل بمغريات تثير شغفه واهتمامه وولعه بها لأغراض تجارية، ومن ثم تعرض صحته للخطر، فضلًا عن كونها سببًا لتقليل إقباله على الطعام الصحي.
8 - لا لتقويض قواعد التغذية السليمة
الأطعمة الجاهزة والتجارية مثار جذب وشغف للأطفال، وعلى الأم أن تحذر أن تصبح مثل هذه الأغذية، الطعام المفضل والمتاح والسهل لأطفالها مهما كانت الأسباب، فلا تستسهل شراء البسكويت أو الشيبسي أو المياه الغازية أو الحلويات والوجبات الجاهزة لمجرد أن أطفالها يقبلون عليها، ويكون ذلك على حساب كوب الحليب، وعلبة الزبادي أو اللبن الرائب أو الحبوب الكاملة والبيض واللحوم والبقوليات والحساء والخضراوات والفواكه.
9 - التغذية الصحية ثقافة أسرية
كثير من الأمهات من ينجحن في فرض ثقافة غذائية صحية على أطفالهن منذ وقت مبكر، وذلك من خلال اعتمادهن على أساليب صحيحة - قدر الإمكان - في كل ما يقدم لأفراد العائلة من طعام، فالطفل قد ينشأ ويصبح عمره عامين أو ثلاثة ولا يعرف عن تلك الأصناف الضارة من الأطعمة شيئًا، فمعظم عادات الغذاء تتكون بالاعتياد عليها، وهناك طرق كثيرة يمكن أن تنجح فيها الأم لاعتماد نمط غذاء صحي لأطفالها.
أرسل تعليقك