لندن ـ كاتيا حداد
يتميَّز البشر بكونهم مخلوقات اجتماعية، فالعلوم تخبرنا أن وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن يكون لها بعض الفوائد على صحتنا العقلية، لكن هذا الإحساس الذي تشعر به في معدتك عندما ترى صديقك ينشر صورة له مع نجمة مثل بيونسي، يخبرك بأن هناك شيئا خادعًا بشأن "إنستغرام".
تشير الدراسات الحديثة إلى أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ليس محبطا، إلا إذا أثارت الحسد، وتشك المعالجة الدكتورة سوزان كراوس-وايتبورن والدكتور جيمس روبنسون في أن الصور التي ينشرها الأشخاص الذين يتمتعون بحياة تبدو أكثر مرحا وسعادة أكثر منك هي الوسيط الرئيسي للحسد، وإذا كان هذا هو الحال فإن "إنستغرام" و"فيسبوك" ما هما إلا سموم منشطة ومنصة للمقارنة الجماعية، لكن لا يجب أن يكون الأمر كذلك، تؤكد الدكتورة كراوس-ويتبورن وروبنسون لصحيفة "ديلي ميل" أن قراءة بضع صفحات من كتاب العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والابتعاد قليلا عن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "إنستغرام" قد تساعد في محاربة حسدك الساحق.
وحين أن وسائل التواصل الاجتماعية لا تظهر أي علامات على التباطؤ، ترتفع قضايا الصحة العقلية في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، ويمكن لمنصات مثل "تويتر" و"سناب شات" و"فيسبوك" و"إنستغرام" أن تدمر جيلا بمفردها، يبنما يقول البعض إنه ليس خطأ وسائل التواصل الاجتماعية، والبعض الآخر يقول إن وسائل الإعلام الاجتماعية انعكاس لأزمة الصحة العقلية العالمية، فالذي لا يمكن إنكاره أن وسائل التواصل الاجتماعية في كل مكان. ففي هذا الصيف، بلغ عدد مستخدمي "إنستغرام" النشطين مليار مستخدم، ويقضي هؤلاء الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما ما يعادل 32 دقيقة في اليوم في التنقل عبر المشاركات والقصص، وهذا هو "الاستهلاك السلبي"، كما يصفه العلماء، والذي يمكن أن يكون أكثر حسدا وإلحاق الضرر بنوعنا.
يبثّ "إنستغرام" الصور إلى شبكة واسعة من المستهلكين السلبيين، وعادة لا تأتي المشاركات بجميع المعلومات، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تشويه الواقع.
ويقول روبنسون، وهو معالج في معهد كول في نيويورك، إن "المشكلة أن ما ينشر على "إنستغرام" لا يتم تصويره بالكامل وليس حقيقيا بالكامل.. في بعض الأحيان يعيش بعض الأشخاص على "إنستغرام" حياة غير حقيقية"، لكن الأخصائية النفسية الدكتورة سوزان كراوس-وايتبورن، وهي أستاذة متفرغة في العلوم النفسية والدماغية في جامعة ماساتشوستس أمهرست، والدكتور ربنسون يقولان إن "إنستغرام" لا يجب أن تكون أرضا خصبة للحسد.
تقول الدكتورة سوزان والدكتور ربنسون أن هناك 3 خطوات يجب اتّباعها للتخلص من هذا الحسد.
1- تُغيّر وجهة النظر والرؤية
استعمل "إنستغرام" ومستخدميه كمصدر إلهام لك بدلا من ممارسة الحسد تجاههم، "عندما ترى شخصًا يسافر حول العالم أو لديه القدرة على القيام بهذا العمل وأنت معجب به، حاول أن تفهم كيف وصل إلى هناك فتعلم من قدرات هؤلاء الأشخاص وما فعلوه"، أو أقر بأنك مختلف عنهم، وربما لا ترغب في الحياة التي يعيشوها مهما كانت مثالية لك.
2- تحدّث إلى أشخاص تعرفهم بالفعل
يتم تحطيم أوهام الحياة المثالية التي يتم رسمها عبر "إنستغرام" بسرعة أكبر عندما يمكنك الحصول على مزيد من المعلومات بشأن ما كان يحدث بالفعل عندما تم التقاط هذه الصورة، لإضافة إلى ذلك، وكما توصلت إليه دراسة كارنيجي ميلون فإن التواصل المباشر بين الأفراد يمكن أن يعزز من إحساسك بقيمة الذات ويكافح الحسدو الأفكار السيئة.
3- تعرّف على أنواع الصور التي تجعلك تقوم بالحسد
يمكن للصور، لا سيما عبر "إنستغرام" أن تخلق فئات مختلفة من الأوهام، ومن المحتمل أن يكون لديك صديق واحد يقوم بنشر لقطات لمغامراته الفردية بشكل مختلف كل يوم، ويبدو أن أعماله دائمًا ما تحتوي على تسميات توضيحية تبدأ بـ"أنا مُكرم جدا"، لكن يؤكد ربنسون أن هذا ليس صحيحا في الغالب وما هو إلا أن الأشخاص يخلقون عالما عاطفيا كاذبا لهم ليشعروا بالتقدير، يؤكد أن هذه الصور كاذبة.
4- اتّبع نظاما غذائيا وبدنيا صحيا
اتبع نظاما صحيا جيدا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، إذ يعزز ذلك الثقة في النفس ويخرج جميع الطاقات السلبية التي نلتقطها من وسائل التواصل الاجتماعي.
أرسل تعليقك