لندن ـ كاتيا حداد
أشار تقرير جديد نشرته "الديلي ميل" البريطاني، إلى أنه على الرغم من أن الناس الذين يعانون من القلق قد يتناولون مضادات الاكتئاب أو دواء آخر لعلاج أدمغتهم، فإن دراسة جديدة كشفت أن بكتيريا الأمعاء تلعب دورًا رئيسيًا في الشعور بالقلق، حيث اكتشف فريق من العلماء أن بعض الجينات في الدماغ – تسمى ميكرورناس - تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز ذلك الشعور، لافتين إلى أن تلك البكتيريا تتأثر بمستويات البكتيريا في القناة الهضمية.
وتعتبر تلك الدراسة، التي قامت بها جامعة كورك، واحدة في مجموعة متزايدة من الدراسات عن بكتيريا الأمعاء وعلاقتها بالصحة البدنية والعقلية، وفي تجارب معملية وجد الباحثون أن الميكرورناس تغيرت في أدمغة الفئران بسبب الميكروبات الذين قاموا بتربيتها في فقاعة خالية من الجراثيم، حيث أظهرت تلك الفئران أصابتها بالقلق بشكل غير طبيعي، كما أظهرت بعض السلوكيات مثل الاكتئاب.
وكشف البحث وتلك التجارب أن الميكروبات الهضمية تؤثر على ميرناس في جزأين محددين من الدماغ – وهم اللوزة، التي ترتبط عادة بالمشاعر عند الإنسان، وقشرة الفص الجبهي، التي تلعب دورًا في سلوكيات الشخصية.
وقال الدكتور غيرارد كلارك، واحد من المؤلفين للدراسة، إن هذا أمر مهم لأن ميرناس قد تؤثر على العمليات الفسيولوجية التي تعتبر أساسية لأداء الجهاز العصبي المركزي في مناطق الدماغ، وتعتبر ميرناس سلسلة قصيرة من النيوكليوتيدات - التي هي لبنات بناء الحمض النووي الذي يتحكم في كيفية التعبير عن الجينات، مضيفًا "إذا حدث خلل في تلك الميرناس فإنه يسهم بشكل كبير في الاضطرابات النفسية المرتبطة بالإجهاد، وأمراض الأعصاب والتشوهات العصبية".
وأكد الدكتور كلارك أن الدراسة الجديدة تشير إلى إمكانية تعديل الميرناس في الدماغ، وذلك لعلاج الاضطرابات النفسية، ولكن الأبحاث في هذا المجال واجهت العديد من التحديات، على سبيل المثال، العثور على مركبات آمنة ومستقرة بيولوجيا، متابعًا "تشير دراستنا إلى أن بعض العقبات التي تقف في طريق استغلال الإمكانات العلاجية للميرناس يمكن تخطيها".
ونظر فريق من العلماء في التفاعل بين بكتيريا الأمعاء ومستوى الميرناس في اللوزة وقشرة الفص الجبهي لمجموعة مكونة من 12 فأرًا، على وجه التحديد بحثوا في 103 ميرناس في اللوزة و31 في قشرة الفص الجبهي، التي تم تربيتها في "فقاعة"، وتمت مقارنة مستويات تلك البكتيريا مع ميرناس في مجموعة من الفئران نشأت بشكل تقليديًا..
ووجد الباحثون أن استنفاد الكائنات الحية الدقيقة في الفئران المضادات الحيوية في كلتا المجموعتين أثرت على الميرناس، مما يشير إلى أنه حتى لو كان هناك بكتيريا صحية موجودة في الأفراد خلال مرحلة البلوغ يمكن أن تسبب القلق، وتشير النتائج إلى أن التوازن الصحي لبكتيريا الأمعاء ضروري لتنظيم الميرناس، والتي وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن بعض التلاعب في توازن البكتيريا في القناة الهضمية يمكن أن تؤثر على السلوك وتسبب القلق.
وتعد تلك الدراسة هي الأولى التي تربط هذا التوازن بالميرناس الموجود في اللوزة وقشرة الفص الجبهي، وكشف المؤلفون أن الآلية الدقيقة التي من خلالها البكتيريا المجهرية تكون قادرة على التأثير على الميرناس في الدماغ لا تزال غير واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث في العلاقة المحتملة بين البكتيريا الأمعاء.
أرسل تعليقك