توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علماء ألمان يحللون آلية طريقتين جديدتين لعلاج التهاب الجلد التأتبي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علماء ألمان يحللون آلية طريقتين جديدتين لعلاج التهاب الجلد التأتبي

علاج التهاب الجلد التأتبي
برلين ـ مصر اليوم

في الرابع عشر من سبتمبر من كل عام يتم الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الجلد التأتبي، وهو المرض الذي يعاني منه نحو 5ر3 مليون شخص بينهم نحو 3ر1 مليون طفل في ألمانيا. وهو مرض معروف باسم "الإكزيما التأتبية"، وهو من أكثر أمراض الجلد شيوعا كما أنه ليس له علاج حتى الآن، غير أن هناك شكلين جديدين للعلاج ظهرا حديثا ويمكن لهما أن يخففا من حدة أعراض هذا الداء ولاسيما للحالات المتوسطة والشديدة. وقدم علماء ألمان تحليلا لآلية عمل هاتين الطريقتين الجديدتين.

وتتمثل أعراض المرض في إصابة البشرة بالجفاف الشديد واحمرار الجلد مصحوبين بتقشير وشعور لا يطاق بالحكة، ويظهر هذا الداء في سن مبكرة ويتحسن وضعه عند معظم المرضى في مرحلة لاحقة، وثمة سلسلة من العوامل المحفزة التي تهيئ الظروف للإصابة بهذا المرض، منها ما يتعلق بالمناخ حيث تساعد قلة الرطوبة في الهواء على جفاف الجلد يصحبه شعور بالحكة، ويسهل على البكتريا والفيروسات والفطريات اختراق الجلد مع الحك.

وفي النهاية، يؤدي هذا إلى الإصابة بالحساسية حيث يكثف نظام المناعة من رد فعله بإنتاج الأجسام المضادة حتى في مواجهة مسببات الحساسية غير الضارة.

وتؤجج الأجسام المضادة بدورها من عملية الالتهاب عن طريق تحفيز خلايا مناعية أخرى لإفراز مواد تساعد على الالتهاب، ويلخص بيتر السنر مدير مستشفى الأمراض الجلدية التابعة لمستشفى ينا الجامعي شرقي ألمانيا هذه الحالة قائلا: "هذا يؤدي إلى حلقة مفرغة من الحكة والهرش تعتمد من ناحية على اضطراب الحاجز الواقي للجلد ومن ناحية أخرى على اضطراب الجهاز المناعي".

وأضاف السنر الذي يعمل أيضا متحدثا باسم الجمعية الألمانية للأمراض الجلدية (دي دي جي) أن هذا الاستعداد للإصابة بمرض التهاب الجلد التأتبي منتشر على نحو واسع في ألمانيا " فنحو ثلث من هم هنا في بلادنا لديهم مثل هذا الاستعداد للإصابة بالمرض".

وأوضح طبيب الأمراض الجلدية أن "التهاب الجلد التأتبي الخفيف المصحوب بشعور حكة وجفاف يمكن علاجه في الغالب بشكل جيد بطريقة علاج أساسية تعتمد على استخدام كريم عناية بسيط، يحتوي على اليوريا أو الجلسرين، وكذلك عن طريق الأشعة فوق البنفسجية".

وفي المقابل، تحتاج الحالات الأكثر شدة إلى علاج منهجي فعال داخليا " وقد كان هناك خياران فقط للعلاج قبل ما يتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، الخيار الأول يعتمد على استخدام الكورتيزون الداخلي، والخيار الثاني يعتمد على استخدام السيكلوسبورين المثبط للمناعة والمأخوذ من طب زراعة الأعضاء". وذكر السنر أن كلا العلاجين يحرزان نجاحات جيدة في مواجهة المرض غير أنهما مرتبطان بآثار جانبية بعضها قوي "ودائما ما كنا نتمنى توافر وسائل لها تأثير مباشر على عمليات الالتهاب".

وأوضح السنر أن هذا بالضبط ما توفره الطريقتان الجديدتان للعلاج والتي تعتمد إحداهما على أجسام مضادة من نوع خاص والأخرى على ما يعرف بالجزئيات الصغيرة. ومن بين الأدوية التي يشلمها العلاج بالأجسام المضادة والمعروف أيضا باسم "بيولوجيكا"، دواء "دوبيلوماب" الذي تم التصريح باستخدامه منذ سبتمبر 2017 لعلاج البالغين ومنذ نوفمبر 2020 لعلاج الأطفال اعتبارا من سن ست سنوات، الذين يعانون حالات متوسطة إلى شديدة.

وتعمل المادة الفعالة في هذا الدواء على منع عنصرين أساسيين من بروتينات الاستجابة المناعية، وبالتالي تحييد تأثيراتهما المساعدة على الالتهاب. وثمة دواء آخر يعتمد على طريقة الأجسام المضادة وهو ترالوكينوماب والذي تم التصريح به في الاتحاد الأوروبي في حزيران/يونيو الماضي كمستحضر دوائي.

من جانبه، قال رئيس جمعية "دي دي جي" ومدير مستشفى الأمراض الجلدية والحساسية في مستشفى ماربورج الألمانية، ميشائيل هيرتل، في بيان بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الجلد التأتبي إن" ميزة دوبيلوماب تكمن في أنه وفر لنا خيارا يتسم بفعالية جيدة جدا بالنسبة لما يتراوح بين 60 و70% من أصحاب الحالات المرضية الشديدة ".

ويكمل السنر قائلا إن أدوية بيولوجيكا التي تم التصريح بها حتى الآن يمكن احتمالها بشكل كبير "فنحو 20% من المرضى أفادوا بحدوث لسعة أو التهاب في العينين كآثار جانبية مزعجة لكنها ليست ضارة، وقد أقبل الكثيرون على تحملها بعدما اختفت الحكة المؤلمة إلى الأبد". ويقول رئيس الرابطة المهنية لأطباء الجلد الألمان (بي في دي دي)، رالف فون كيدروفسكي، إن أعراض الإصابة الشديدة بالمرض يمكنها في الواقع أن تقلل من استمتاع المرضى بحياتهم، فهي تؤرقهم ليلا بسبب الحكة والآلام كما أن التغييرات الملحوظة على الجلد يتم النظر إليها في بعض الأوساط الاجتماعية على أنها "مثيرة للاشمئزاز".

وأظهرت دراسات من الدنمارك والولايات المتحدة أن التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال يتسبب في اضطرابات في التعلم وضعف النجاح الدراسي، وقال السنر إن "الالتهاب التأتبي مرض يتجاوز الجلد على نحو واسع".

وأضاف السنر أنه رغم السعادة بظهور إمكانيات جديدة للعلاج مثل بيولوجيا التي يلزم إعطاؤها عن طريق الحقن، فإن هناك شكوكا في إمكانية استخدام هذه الطريقة بالنسبة لكل المرضى "وهنا يظهر لنا الخيار الجديد الآخر للعلاج باستخدام مثبطات جانوس كينيز" مشيرا إلى أن هذه الجزئيات الصغيرة تمنع انتقال الإشارات داخل الخلية ما ينجم عنه هدوء حدة الالتهاب. وكتب السنر أن "هذه المثبطات أظهرت فعالية خاصة جدا مع تأثيرات جانبية ضئيلة" وتابع أن المادة الفعالة التي تم التصريح بها للبالغين يمكن أن يتم تناولها في صورة أقراص.

وقال السنر إن كلتا الطريقتين –بيولوجيكا والجزئيات الصغيرة- مناسبتان بالدرجة الأولى للحالات الشديدة لمرضى الالتهاب التأتبي وتحرزان نجاحات في علاج هذه الحالات وفي بعض الحالات بسرعة شديدة "، وبعض المرضى أفادوا بحدوث انخفاض هائل في الشعور بالحكة في غضون أيام قليلة حتى إنه أمكنهم الاستغراق في النوم لأول مرة منذ فترة طويلة".

ورأى السنر ان النجاح في هاتين الطريقتين يعود على وجه الخصوص إلى تحسن فهم العلماء لآليات حدوث الالتهاب، كما أن الدراسات عن هذا الموضوع في هذه الأيام لم تعد تستغرق أسابيع قليلة بل إنها صارت تتم في شكل دراسات طويلة الأمد يستغرق بعضها ما يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، وهو إجراء ضروري في حالة المرض الذي يعمل مساره على مدار مراحل " وصار من البديهي في العلاج حاليا زيادة الاهتمام بالعوامل النفسية والاجتماعية".

قد يهمك أيضا:

تعرّف على مراحل الإصابة بالالتهاب الرئوي والمضاعفات المحتملة
جامعات صينية تخبر الطلبة المغاربة بتأجيل السفر و إلغاء الدراسة بسبب "كورونا"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء ألمان يحللون آلية طريقتين جديدتين لعلاج التهاب الجلد التأتبي علماء ألمان يحللون آلية طريقتين جديدتين لعلاج التهاب الجلد التأتبي



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon