لندن ـ كاتيا حداد
استطاع العلماء أن يطوروا اختبارًا بقيمة دولار واحد للكشف عن البقايا الدقيقة من فيروس زيكا في دم أو لعاب الشخص المصاب، ويستخدم هذا الاختراق التكنولوجي المتقدم نفس طريقة تشخيص فيروس الايبولا القاتل الذي اجتاح غرب افريقيا في عام 2014.
وانتشر ايبولا في المجتمعات الريفية النائية بعيدا عن مختبرات المستشفيات، مما أوجد حالة من ضرورة ايجاد اختبار سريع ورخيص ودقيق لمساعدة الاطباء في احتواء الوباء، ووجدت نفس الحاجة لصنع اختبار للكشف عن زيكا في الوقت الذي يحاول فيه العلماء فهم هذا التهديد الجديد الناشيء في جنوب أميركا.
وظهر النظام الاساسي من الجيل الجديد من الفحوصات البيولوجية الاصطناعية في مختبر جامعة هارفارد، واستطاع البروفيسور جيمس كولينز والذي طور من قبل أجهزة للكشف عن جزيئات الحمض النووي الريبي أن يطور اختبار للكشف عن الفيروسات مثل ايبولا وزيكا، ويكلف كل اختبار دولار واحد.
وأظهر الباحثون في معهد ويس للهندسة البيولوجية طريقة تشخيص زيكا الجديدة والتي يمكن تجميدها لفترة تصل الى سنة، واستطاع الاختبار أن يكشف وجود الفيروس في مصل قرود مصابة بالفعل، ويمكن استخدام الاختبار على مصل المصابين للكشف عن تركيزات الفيروس، ويعمل الاختبار بالأساس بتغير لون شريحة الفحص بمجرد ارتباط الفيروس مع الحمض النووي الريبي الموجود عليها، ويمكن للعين أن تدرك تغير اللون بسهولة، لتقييم اذا ما كان الفيروس موجود أم لا في العينة البيولوجية.
ويشرح بروفيسور كولينز " كنا قد عملنا على تطوير اختبار ورقي في عام 2014 يعمل في الميدان بطريقة فاعلة عندما انتشر فيروس زيكا، وبالتالي شعرنا بالحاجة الماسة لضرورة خفض التكلفة والتشخيص الميداني، ويمكن لهذا النهج أن يكون مؤثرا كثيرا"، وتابع " يمكننا اليوم تقديم مجموعة من الفحوصات السريعة التي يمكن تطبيقها على مسببات الامراض الناشئة أو الازمات الصحية الاخرى." ويعتبر اختبار زيكا اثبات على هذا المفهوم ولكن لن يكون جاهزا قبل عدة اشهر للاستخدام في بيئات سريرية أو في المختبر، ويستطيع الاختبار أن يعمل بكفاءة في درجة حرارة تصل الى 37 أو 41 درجة مئوية.
وتحسن هذه الاختبارات فرص الكشف عن فيروس زيكا، ويمكن لهذا الاحتمال أن يكون مفيدا في ظل الافتقار للمهارات والمعدات ذات الصلة المتخصصة في الكشف عن الفيروس خارج المناطق الحضرية الكبيرة، وتابع البروفيسور " يعني انخفاض التكاليف أنه يمكن استخدام الاختبار لرصد انتشار الامراض عبر عدد كبير من السكان، مما يساعد في رصد العوامل المسببة للأمراض التي تتفشي في الوقت الحالي، ويمكن للمنظمات غير الحكومية مثل منظمة الصحة العالمية أن تستخدم هذه الاختبارات قبيل انتشار المرض من أجل احتوائه وإنقاذ أرواح الناس."
أرسل تعليقك