c دراسة توضح الإضاءة تُؤَثِّر على جودة النوم لدى الأطفال - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراسة توضح الإضاءة تُؤَثِّر على جودة النوم لدى الأطفال

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دراسة توضح الإضاءة تُؤَثِّر على جودة النوم لدى الأطفال

النوم الهادئ
القاهره - مصراليوم

يعدّ النوم الهادئ من أهم العوامل التي تلعب دوراً في النمو الطبيعي للطفل، خصوصاً في الفترة الأولى من حياته، وتحديداً في المرحلة العمرية بداية من الرضاعة حتى مرحلة «ما قبل المدرسة (preschool age)». ومن المعروف أن هرمون الميلاتونين هو المسؤول عن تنظيم معدل النوم، والموازنة بين الراحة والنشاط، وتهيئة الجسم للدخول إلى النوم. ومع الاهتمام المتزايد بطب النوم في العصر الحالي نظراً لفوائده التي تتعدى مجرد الراحة الجسدية، فإن هناك العديد من الدراسات التي تناولت العلاقة بين معدلات النوم الجيدة ونمو المخ لدى الأطفال. وأحدث هذه الدراسات نشرت بداية هذا العام في «مجلة أبحاث الغدة النخامية (the Journal of Pineal Research)»، وأشارت إلى التأثير السلبي لتعرض الطفل لأي إضاءة قوية قبل وقت النوم بساعة أو أقل، وزيادة احتمالات صعوبات النوم.
أوضح الفريق البحثي الخاص بـ«مختبر النوم» من «جامعة كولورادو بولدر (University of Colorado Boulder)» أن السبب في تغير المعدل الطبيعي للنوم بالنسبة لهؤلاء الأطفال راجع إلى انخفاض حاد في مستويات الميلاتونين (melatonin) نتيجة للتعرض إلى الضوء مهما كانت كمية التعرض بسيطة، وقالوا إنه تبعاً لدراساتهم السابقة، فإن التعرض للشاشات ذات الإضاءة العالية لمدة ساعة قبل النوم يؤدي إلى انخفاض في مستويات الميلاتونين بنسبة 90 في المائة لدى هذه الفئة العمرية. وأشار الباحثون إلى دهشتهم الكبيرة من التثبيط الكبير لمستويات الميلاتونين تأثراً بأي شدة إضاءة مهما كانت خافتة (مع اختلاف نسبة التأثر بالطبع).
قام الباحثون بإجراء الدراسة على 36 من الأطفال الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، ووضُع جهاز مراقبة حول المعصم (wrist monitor) لكل منهم يقوم بتتبع نومهم وكذلك تعرضهم للضوء لمدة 9 أيام كاملة، وفي الأيام السبعة الأولى، طلب العلماء من الآباء إبقاء أطفالهم على جدول نوم ثابت بحيث تتراوح ساعات النوم بين 8 و9 ساعات، وكلما كان النوم مبكراً، كان ذلك أفضل، وذلك لتتعود أجسامهم على ساعات معينة للنوم، وتحدث ما تشبه البرمجة للساعة البيولوجية الموجودة لديهم (biological clock)، وفي اليوم الثامن وضعوا البلاستيك الأسود على النوافذ وأوصوا الآباء بالحفاظ على الأضواء خافتة وعدم استخدام إضاءة عالية في غرف الأطفال لخلق بيئة هادئة بأقل قدر ممكن من الضوء.
في اليوم الأخير من الدراسة، طلب الباحثون من الأطفال أن يقوموا باللعب على طاولة مضيئة لمدة ساعة قبل ميعاد النوم المعتاد، وكانت شدة إضاءة كل طاولة مختلفة بين الأطفال اختلافاً كبيراً بحيث تراوحت الشدة بين 5 لوكسات و5000 لوكس (يعرف «اللوكس» lux الواحد بأنه الضوء المنبعث من شمعة تبعد نحو 3 أقدام). وبعد ذلك قاس الباحثون نسبة هرمون الميلاتونين الذي كُشف عنه في عينات اللعاب الخاص بالأطفال.
مستوى الميلاتونين
وذكر الباحثون أن العينات كشفت عن انخفاض نسبة الهرمون تأثراً بالإضاءة بحيث كان أقل بنسبة تتراوح بين 70 في المائة و99 في المائة في الليلة التي تعرض الأطفال فيها لضوء الطاولة مقارنة بالليالي السابقة مع الحد الأدنى من الضوء من خلال النافذة المعتمة.
وتعدّ نتيجة هذه الدراسة مهمة جداً لأنها أظهرت أن الميلاتونين انخفض بمعدل 78 في المائة استجابةً للضوء الذي تتراوح شدته بين 5 لوكسات و40 لوكساً فقط، وهو ما يعدّ أضعف بكثير جداً من الضوء المعتاد لإنارة معظم الغرف التي ينام فيها الأطفال.
وأوضحت التجربة أن مستويات الميلاتونين لم تعد لمعدلاتها الطبيعية حتى بعد 50 دقيقة من إطفاء الضوء؛ وهو الأمر الذي يعني ضرورة أن تكون الإضاءة في غرفة الطفل خافتة قبل نومه بساعة على الأقل، وأيضاً عدم مشاهدة الشاشات المختلفة؛ خصوصاً كبيرة الحجم الخاصة بالتلفزيون، والتي تكون ذات إضاءة عالية جداً، ولذلك يفضل أن يكون التلفزيون بعيداً من غرفة نوم الطفل.
وأوضح الباحثون أن عيون الأطفال أكثر حساسية للضوء بسبب التكوين التشريحي للعين في الطفولة؛ لأنهم يمتلكون حدقات عيون (pupils) أكثر اتساعاً وعدسات أكثر شفافية من البالغين، وبالتالي ينفذ الضوء إلى العين بشكل أكثر حرية وتأثيراً، وهذه الحساسية للضوء في هذا الوقت المبكر من العمر تجعلهم أكثر عرضة لحدوث خلل في معدلات النوم والاستيقاظ الطبيعية (circadian system). وفي العادة؛ يعمل الجسم على تنظيم النشاط اليومي للإنسان من خلال الارتباط بمعدل معين للهرمونات يناسب النوم واليقظة بحيث يجري إفراز الهرمونات التي تساعد على التركيز مثل الأدرينالين والكورتيزون في الصباح، وإفراز الهرمونات التي تساعد على الاسترخاء مثل الميلاتونين ليلاً، وفي حال حدوث تغيير في مواعيد النوم يحدث تغير وانعكاس لموعد إفراز هذه الهرمونات ليناسب الوضع الجديد مثل الذين يعملون بشكل دائم ليلاً ويستريحون نهاراً.
ونصحت الدراسة الآباء بضرورة الاهتمام بموضوع النوم بالنسبة للأطفال وعدم ارتباط موعد نومهم بنوم الآباء، وهناك عدد معين كاف من الساعات يجب أن يحصل عليه كل طفل بما فيه ساعات القيلولة (من 10 إلى 13 ساعة لمرحلة ما قبل الدراسة)، ويجب أن يعدّ الآباء النوم جزءاً من النمو الطبيعي للطفل، وعدم وضع أي شاشة في غرفة نوم الطفل؛ وسواء أكانت لجهاز جوال أم لكومبيوتر. وحتى في أوقات النهار أثناء اللعب يجب الالتزام بأوقات معينة لمشاهدة الشاشات تبعاً للفئة العمرية للطفل، وخفض الإضاءة إلى الحد الأدنى الكافي لممارسة الألعاب في التلفزيون والجوال.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الكرز لمكافحة السرطان والنوم الهادئ والحفاظ على ضغط الدم

اللبن الزبادي مع التوت المُشكل وجبة تساعد على النوم الهادئ

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة توضح الإضاءة تُؤَثِّر على جودة النوم لدى الأطفال دراسة توضح الإضاءة تُؤَثِّر على جودة النوم لدى الأطفال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon