سرطان الثدي هو أكثر السرطانات شيوعا لدى النساء في 157 بلدا حول العالم، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2022.شُخصت 2.3 مليون إصابة بسرطان الثدي في ذلك العام وسُجلت 000 670 حالة وفاة بسببه حول العالم.يزيد الكشف المبكر عن سرطان الثدي نسبة الشفاء منه حتى 95 في المئة، لذلك تولي منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية في كل الدول أهمية كبرى للتوعية حول ضرورة الفحص المتواصل للكشف عن السرطان في مراحله الأولى.
تزداد حملات التوعية في "أكتوبر الوردي"، الشهر المخصص للتعريف بسرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر.
جمعنا في هذا التقرير إجابات عن أكثر الأسئلة شيوعا حول سرطان الثدي وتحدثنا للدكتور بشار زيدان، استشاري جراحة أورام وتجميل وترميم الثدي.
تعد منظمة الصحة العالمية نوع جنس الإناث أقوى عامل للإصابة بسرطان الثدي الذي تمثل النساء 99 في المئة تقريبا من حالات الإصابة به.
فالرجال أيضا يصابون بسرطان الثدي لكن نسبة الرجال من المصابين تبقى بين 0.5 في المئة و 1 في المئة.
وتشير الإحصاءات إلى أن نصف حالات الإصابة بسرطان الثدي تقريباً هي لنساء ليس لديهن عوامل خطر محددة للإصابة بخلاف جنسهن (أنثى) وعمرهن الذي يتجاوز 40 عاماً.
لكن هذا لا يعني أن السرطان لا يصيب النساء في عمر أصغر.
تقول منظمة الصحة العالمية إن سرطان الثدي يصيب النساء من كل الأعمار بعد سن البلوغ ولكن بمعدلات متزايدة في مراحل متأخرة من الحياة.
يقول الدكتور بشار زيدان إن عدد الإصابات بين النساء الأصغر سناً قد ازداد في السنوات الأخيرة. ويوضح أن "هذا الارتفاع قد يكون مرتبطاً بالبيئة أو نمط الحياة، أو ربما يعكس زيادة الوعي لدى النساء، مما يجعلهن يلجأن إلى الفحص المبكر، وبالتالي اكتشاف المرض في مراحل مبكرة وبأعمار أصغر."
لا تظهر أعراض عند أغلب المصابين في مراحل مبكرة لذلك يكتسب الفحص الدوري أهمية قصوى حتى عندما لا يكون هناك ما يثير شكا حول الإصابة بسرطان الثدي.
ينصح الدكتور بشار زيدان بالفحص الذاتي للثدي كل شهر بداية من سن البلوغ لمراقبة حدوث أي تكتّلات أو تغيرات في الثدي، وعندها يطلب الشخص المساعدة الطبية لإجراء فحص بالأشعة.
كما ينصح بالفحص الإكلينيكي بالأشعة السينية (Xray) والمعروف بـ"الماموغرام" دوريا كل سنة تقريبا، ويختلف الموعد حسب بروتوكلات الدول.
في الممكلة المتحدة مثلا تدعى كل أنثى (حسب التصنيف في السجلات الرسمية) بين سن 50 و71 عاما إلى الفحص بالأشعة مرة كل ثلاث سنوات.
يشير الدكتور زيدان إلى أهمية التكامل بين الفحص الذاتي والإكلينيكي، ويؤكد على ضرورة الانتظام في إجراء كلا الفحصين، حيث أن الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء ويقلل من تعقيد التدخلات الجراحية والطبية.
تخشى بعض النساء من أن يكون الفحص الإكلينيكي بالأشعة مؤلما. لكن يقول الدكتور زيدان أنه مع تطور الإمكانيات الطبية لا يسبب الفحص ألما وإنما قد يكون مزعجا بعض الشيء خاصة للنساء الأكثر حساسية للمس الصدر، فقد تشعر بعدم الارتياح قليلا.
وتقوم بعملية الفحص في أغلب الأحيان أخصائيات من النساء.
يشيع الاعتقاد أيضا بأن الأشعة السينية المستخدمة في الفحص ضارة وقد تكون أحد العوامل المسببة للسرطان خاصة إذا تعرض لها الإنسان بشكل دوري.
وينبع هذا الاعتقاد من أن التعرض للأشعة بشكل عام يزيد نسبة خطر الإصابة بالسرطان.
ويقول الدكتور بشار زيدان إن هذا الاعتقاد خاطئ: "الأشعة بشكل عام تزيد الخطر لكن نسبة الأشعة في جهاز الكشف عن سرطان الصدر تعادل ما يتعرض له مسافر بالطائرة في رحلة بين الشرق الأوسط وأوروبا مثلا وهي نسبة ضئيلة جدا لا تشكل خطرا".
تقول منظمة الصحة العالمية إن وجود سوابق عائلية في الإصابة بسرطان الثدي يزيد خطر الإصابة لكن عدم وجود حالات إصابة سابقة في العائلة لا يعني بالضرورة أن الخطر أقل.
ويقول الدكتور زيدان إن عامل الوراثة مهم لكنه يساهم في 5 في المئة فقط من حالات الإصابة بسرطان الثدي.
ويؤكد على أهمية وعي المرأة بتاريخ الإصابة بسرطان الثدي في عائلتها لأن ذلك قد يستوجب إجراء فحوصات أكثر في عمر أبكر.
فقد يكون هناك خلل جيني متوارث في العائلة يستوجب تدخلا استباقيا للحد من مخاطر الإصابة.
تشمل الإجراءات الوقائية لمن يثبت لديهم وجود طفرة جينية مسببة للسرطان، استئصال الثديين جراحياً أو اتباع بروتوكول علاج كيميائي وقائي.
يرتبط بسرطان الثدي أفكار مغلوطة عدة تنفيها الأبحاث باستمرار، ورغم ذلك تستمر في الانتشار الواسع، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن أبرز هذه الأفكار المغلوطة:
حمالات الصدر، خاصة تلك المدعمة بأسلاك، تسبب سرطان الثدي.
يؤكد الدكتور زيدان على أن هذا الأمر غير صحيح.
ويسود اعتقاد أيضا بأن وضع بعض النساء هواتفهن المحمولة داخل حمالات الصدر يسبب السرطان، لكن هذا الأمر أيضا ليس مثبتا علميا.
مزيلات العرق تسبب سرطان الثدي.
مردّ هذه الشائعة أن تحليل عينات من الأورام المستأصلة احتوى على آثار مواد موجودة في مزيلات العرق مثل الألمنيوم، فتم الربط بين الاثنين، لكن البحوث دحضت هذا الارتباط بين مزيلات العرق والإصابة بسرطان الثدي.
ثدي أكبر يعني خطر إصابة أعلى.
يقول الدكتور زيدان إنه ليس هناك أي دراسة علمية تثبت زيادة خطر الإصابة عند من يمتلكن صدرا أكبر حجما "رغم أن هذه الشائعة تقوم على تفكير منطقي يعتمد على أن أنسجة ثدي أكثر قد تعني خطر إصابة أكبر".
لكن يفرق المختصون بين مكونات الثدي من أنسجة دهنية وهي التي تمنح الثدي حجمه وشكله، وبين الأنسجة الليفية الغدية التي تمنح الصدر كثافته.
وتجعل كثافة الثدي اكتشاف وجود الأورام خلال الفحص بالأشعة أصعب.
ولايزال البحث مستمرا حول إمكانية ارتباط كثافة الصدر بارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.
سرطان الثدي معد
غير صحيح."سرطان الثدي يصيب أكثر من مليوني امرأة في العالم سنويا، لو كان معديا لبات كارثة تتجاوز مأساة كوفيد" يقول الدكتور زيدان.
كغيره من السرطانات، يتأثر خطر الإصابة بسرطان الثدي بالصحة العامة للشخص.
فممارسة الرياضة والحفاظ على نمط حياة صحي بشكل عام مع الحرص على الفحص الدائم يقلل خطر الإصابة بالسرطان.
بينما تزيد السمنة والتدخين والإفراط في شرب الكحول من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.
قد يهمك أيضــــاً:
سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعا لدى النساء
الدعم النفسي له عامل كبير جداً في تقوية الزوجة في سرطان الثدي
أرسل تعليقك