لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة عن أن نقص التعرض الكافي للشمس يمكن أن يؤدي إلي الإصابة بنوبات الصداع النصفي عند الأطفال والمراهقين والشباب، والتي تسبب الدوخة والغثيان والصداع، وعلى الرغم من المسكنات والأدوية أخرى التي يمكن أن تخفف من هذه الأعراض، فإنها لا تجدي نفعا إلا مع بعض المرضى.
وتوصلت الدراسة إلي أن هناك نقص فيتامين "د" وفيتامين "بي 2" أو (الريبوفلافين) أو وانزيم "كيو 10"، الذي ينتجه الجسم للمساعدة في على نمو الطاقة في الخلايا، وذلك بنسبة عالية من المصابين بالصداع النصفي، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ويتم إنتاج فيتامين (د) عن طريق الجلد عند التعرض لها لأشعة الشمس. كما يوجد أيضا في الأطعمة مثل هذه الأسماك الزيتية والبيض، فيما يوجد (الريبوفلافين) أيضا في الحليب والبيض والأرز، ويساعد على الحفاظ على صحة الجلد والعينين والجهاز العصبي، وإطلاق الجسم للطاقة من الطعام الذي نأكله، وفي الوقت نفسه، ينتج الجسم إنزيم "كيو 10" بشكل طبيعي في الكبد ويستخدم لتحويل الجلوكوز من الطعام الذي نأكله إلى مركب غني بالطاقة يسمى أدينوسين ثلاثي الفوسفات، وهذا أمر ضروري لعمليات الجسم الحيوية، مثل التنفس، وانقباض العضلات والهضم.
وأشار الباحثون في المركز الطبي لمستشفى "سينسيناتي" للأطفال، إلي أن نقص هذه الفيتامينات تكون غالبا في المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي، ولكن الصلة ليست غير واضحة حتى الآن.
وحللت الدراسة سجلات مرضى الصداع النصفي، الذين لديهم مستويات الدم أساسية للتأكد من وجود فيتامين (د) و (ريبوفلافين)، و "كيو 10" وحمض الفوليك، التي يسبب نقصها الصداع النصفي. وخضع كثيرون لأدوية الصداع النصفي الوقائية وتعاطوا بعض مكملات فيتامين، إذا كانت مستوياتها منخفضة، ويساعد تلقي قليل من المرضى هذه الفيتامينات وحدها، الباحثين من فعالية الفيتامين في الوقاية من الصداع النصفي. وقالت معدة الدراسة و زميلة طب علاجات الصداع سوزان هاغلر، إنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة الارتباط بين الاثنين، وقالت:"هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح ما إذا كانت مكملات فيتامين ذات فعالية عند المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي بشكل عام، وعما إذا كان المرضى الذين يعانون من نقص خفيف هم أكثر عرضة للاستفادة من مكملات".
ووجدت هاغلر، أن الفتيات والنساء الشابات كن أكثر عرضة من الفتيان والشبان من نقص إنزيم "كيو 10"، كما أشارت الدراسة إلي أن الصبية والشباب أكثر عرضة لنقص فيتامين (د)، و ولم يتضح ما إذا كان لديهم قصور في حمض الفوليك.
ويعتبر المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن أكثر عرضة للإصابة من نقص إنزيم "كيو 10"، وأوجه قصور "الريبوفلافين" أكثر من مرضى الصداع النصفي. ويعد الصداع النصفي حالة شائعة، تؤثر على أكثر من 37 مليون شخص في الولايات المتحدة و 8 ملايين في المملكة المتحدة.
ويعانى كثير من الأشخاص من الصداع النصفي مرة واحدة على الأقل في الشهر، فيما أوضحت دراسات سابقة أن هناك نقص في فيتامينات معينة تتسبب في الصداع النصفي، ومع ذلك فإن الدراسات التي تستخدم الفيتامينات لإيقاف الصداع النصفي أظهرت نجاحا متضارباً. ُعرضت النتائج في الاجتماع العلمي السنوي الـ58 للجمعية الأمريكية لمرضى الصداع في سان دييغو.
أرسل تعليقك