c إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:21:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كانت الأخطر والأكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية

إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام

فيروس "كورونا"
القاهرة - مصر اليوم

في زمن فيروس كورونا يكثر الحديث عن الأوبئة التي ضربت البشرية عبر التاريخ، وتصير المقارنات طبيعية بين ما يشهده العالم الآن، وما عاشه قبل عقود، وفي هذا الصدد تبرز سريعا جائحة "الإنفلونزا الإسبانية" التي تفشت على الأرض قبل نحو قرن.

إنفلونزا عام 1918 هي الأشهر على الإطلاق، والسبب ببساطة أنها كانت الأخطر والأكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية خلال القرن العشرين، وربما عبر التاريخ البشري، فقد أصابت 500 مليون إنسان، وهو رقم يزيد عن ربع سكان الأرض وقتها، وأودت بحياة ما بين 50 إلى 100 مليون.

وفي عام 1921، حين انحسرت تلك الجائحة أخيرا، فقد تبين أنها قلصت عدد سكان الأرض بنسبة تتراوح ما بين 2.5% إلى 5%، أما إجمالي عدد الوفيات بسببها فيظل كارثيا إذا علمنا أن الحرب العالمية الأولى، التي سكتت مدافعها عام 1918 بالذات، قد أسقطت خلال نحو 4 سنوات 17 مليون قتيلا، بينما قتلت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) 60 مليونا؟، ولكن لماذا كانت الإنفلونزا الإسبانية قاتلة إلى هذه الدرجة؟ وهل يمكن لفيروس كورونا المستجد أن يفعل بالعالم ما فعلته قبل قرن؟

محاولة الإجابة على هذا السؤال المهم أورده كتاب صدر قبل أشهر قليلة للكاتب توم ستانديج بعنوان "معرفة غير شائعة".

وحسب ما أورد المؤلف فقد تعرض العالم إلى 15 جائحة خلال السنوات الـ500 الأخيرة، لم تقترب واحدة منها من درجة خطورة الإنفلونزا الإسبانية، علما بأن الحصر المنظم لعدد ضحايا تلك الجوائح بدأ فقط منذ أواخر القرن التاسع عشر.

منذ ذلك التاريخ، وتحديدا منذ عام 1899، لم تقتل أي جائحة أخرى أكثر من مليوني إنسان، ولم تزد نسبة الوفيات إلى عدد المصابين عن 0.1%، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لإنفلونزا عام 1918، حيث بلغت نسبة الوفيات بسببها ما بين 5 إلى 10%.

ويورد ستانيدج سببين رئيسيين لتلك المأساة: أولهما علمي بحت.. والثاني تاريخي تماما.

الأول يتمثل في أن الفيروس الذي ظهر عام 1918 كان أكثر قوة بشكل متأصل عن الفيروسات الأخرى، وقد تمت دراسة تسلسل الجينوم (المادة الوراثية) الخاص به عام 2005، عبر استخلاص عينات محفوظة من جثث دفنت في ثلوج آلاسكا.

وخلال تلك الدراسة ثبت لآرتيجان تى فيثيوس، وهو عالم فيروسات بجامعة كامبريدج أن الحمض النووي الريبوزي للإنفلونزا الإسبانية يختلف عن نظيره الخاص بالفيروسات العادية.

والحمض النووي الريبوزي، الذي يُسمى اختصارًا RNA، جزيء حيوي يتواجد تقريبًا لدى كل الكائنات الحية والفيروسات، ويلعب أدوارًا متعددة في نقل وتشفير وفك تشفير وتنظيم التعبير عن المعلومات الوراثية، وتحفيز العديد من التفاعلات الكيميائية.

والحمض النووي الريبوزي لفيروس إنفلونزا 1918 كان ينتج عددا أكبر بكثير من الـRNA المصغرة، بالمقارنة مع الإنفلونزا الموسمية العادية، والمشكلة أن تلك الـRNA  المصغرة ترتبط بمستقبلات بشرية تثير رد فعل مناعيا، وكلما زادت قوة رد الفعل، كلما زادت درجة الالتهاب.

وقد تبين أن إنفلونزا 1918، مثلها مثل فيروس H5N1 أو إنفلونزا الطيور الذي ظهر في العقد الأول للألفية الحالية، كانا يتسببان في إصابة الرئتين بالتهاب حاد لا يمكن إيقافه، فيما يبقى الجدل مستمرا بشأن السبب الفعلي لعدد الوفيات الهائل الذي بدأ عام 1918، وهل هو الفيروس نفسه، أم رد الفعل المناعي المترتب على مهاجمته للجسم.

أما السبب الثاني وراء خطورة الإنفلونزا الإسبانية، والذي يطمأنا إلى حد كبير بشأن إمكانية تطويق خطر فيروس كورونا الحالي، فيتمثل في الاختلاف الجذري في الوضع العالمي خلال التاريخين.

ووفقا لما نقله ستانيدج عن بول إيوالد، وهو عالم بيولوجي بجامعة لويسفيل بولاية كنتاكي الأميركية، فلم يكن أمرا مستغربا أن يتفشى الفيروس الأكثر فتكا في تاريخنا الإنساني عام 1918، بينما العالم يعاني مآسي الشهور الأخيرة من الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

في ذلك التاريخ كان العالم يعيش غمرة حرب مدمرة، كما لم تكن وسائل الاتصال تسمح بنقل المعلومات من أجل اتخاذ التدابير الوقائية، أما الآمر الأخر فتمثل في بقاء مئات الآلاف من الشباب، خصوصا على الجبهات الأوروبية، داخل خنادقهم لفترات طويلة مما أفاد تطور الفيروس وأثر على "دورة حياته" إذا جاز التعبير، ليحصد في النهاية هذا العدد الهائل من الوفيات.

قد يهمك أيضا :  

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان قادة العالم يطلقون مبادرة لإنتاج أدوية ولقاحات لكورونا

أكبر مٌعمّرة تتعافى من "كورونا" بعد قرن على نجاتها من الإنفلونزا الإسبانية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 14:30 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 11:14 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
  مصر اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 09:44 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

GMT 15:33 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الجمعة 01 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 00:29 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رودري يتوّج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم

GMT 10:29 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 15:50 2022 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيه فيه أمل!

GMT 00:03 2023 الثلاثاء ,21 آذار/ مارس

استبعاد راشفورد من قائمة منتخب إنجلترا

GMT 02:51 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع أسعارالذهب في الأسواق المصرية الأربعاء

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

مي عز الدين تكشف سر عدم ارتباطها حتى الآن

GMT 04:43 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

نادي الباطن السعودي يجدّد عقد خويلد عيادة

GMT 18:37 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

أشهر مذيع إيطالي يروج للسياحة في مصر

GMT 03:52 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

177 تصميمًا من دار "شانيل" للحقائب والأزياء في مزاد "سوذبيز"

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

زيادة جديدة في أسعار الكهرباء حزيران المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon