واجهت الممثلة والمغنية الأميركية غوينيث بالترو انتقادًا واسعًا، بعد نشر كاتب على موقعها الصحي "جووب" أن أكل الخيار بكميات كبيرة قد يؤدي إلى مرض الزهايمر.
وسخر موقع "غووب" الذي يقدم المشورة الصحية الحديثة من الأطباء والخبراء، من منتجات الحياة باهظة الثمن، والكثير من النظريات الصحية المشكوك فيها، وقال الدكتور ستيفن غوندري، وهو جراح قلب وأخصائي في أمراض القلب من ولاية كاليفورنيا، في إحدى المشاركات الأخيرة في الموقع، إنه وجد صلة بين فقدان الذاكرة واللكتين "المواد البروتينية" الموجودة في الخيار والطماطم والحبوب الكاملة
وأضاف أن مثل هذه الأطعمة يمكن أن تتسبب بالإصابة بمرض "الخرف"، وهو مصطلح عام لانخفاض في القدرة العقلية، كفقدان الذاكرة أو الإصابة بمرض الزهايمر وهو الأكثر شيوعًا.
وأثارت هذه التصريحات موجة من السخرية على "تويتر"، باعتبارها "سخيفة"، وقد اعترف خبراء التغذية والأطباء الذين ينتقدون عادة الموقع الصحي "جووب"، لـ صحيفة ديلي ميل، بأن هناك أدلة تثبت أن اللكتين تضر بالأمعاء ويمكن أن تسبب مجموعة من المشكلات - وربما فقدان الذاكرة.
وأكد الدكتور توم غرينفيلد في انجلترا، الذي يدرس آثار اللكتين على أنواع الدم المختلفة، أن البروتين يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في اضطرابات الدماغ، مضيفًا أن البروتين يؤثر على الناس بشكل مختلف، حيث إنه يمكن أن يؤثر في الجينات الوراثية للإنسان.
ولفت غرينفيلد، إلى أن هناك صلة محددة لأنواع الدم، قائلًا: "لا يمكننا أن نقول تجنب كل الليكتينات، لأن بعضها قد يكون جيدًا للبعض وضارًا للبعض الآخر."
واستكمل أن "البروتين يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة ومستويات الدم، ومنع استقبال الأنسولين، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية في الدماغ، واذا تسبب في تعطيل عمل الأوعية الدموية فإنه قد يسبب ضررًا للدماغ"
وقال الدكتور ديفيد جوكرز" قد تبين أن اللكتين "البروتينات" تمنع امتصاص المغذيات، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث بعض المشكلات داخل الجسم، موضحًا: "بشكل عام إنها تتسبب في إجهاد الأجهزة بالجسم، فهي تنجذب إلى اللبتين -وهو بروتين تنتجه الأنسجة الدهنية- ومستقبلات الانسولين".
وتابع: "لا أعتقد أن اللكتين سبب رئيسي للخرف ومرض الزهايمر، ولكنني أرى أنه يمكن أن تكون عاملًا يؤدي إلى ذلك"، وقالت نيكي أوستروير، وهي أخصائية تغذية شاملة ومؤسسة "NAO" للتغذية والصحة، إن فكرة تجنب الأطعمة الغنية بالليكتينات شائعة بين الخبراء ولكن أقل شهرة للجمهور.
وأردفت: "قبل استخدام المبيدات، كانت النباتات تستخدم طريقتها الخاصة لمحاربة التهديدات، ولكن عندما نستهلك هذه الأطعمة الخام نحن نبتلع موادًا غير طبيعية مزودة بالمبيدات، وهي مواد مضادة للمغذيات، يمكن أن تسبب مشكلات في الأمعاء، بالإضافة إلى أمراض المناعة"، ويتم العثور على الليكتينات في مجموعة متنوعة من المواد الغذائية التي تعتبر صحية، مثل الطماطم والفلفل والخيار وفول الصويا والحبوب والفاصوليا وبعض المنتجات اليومية.
وقالت أوستروير، إنه قد يكون صعبًا لبعض الناس التوقف فجأة عن تناول كل هذه الأطعمة، لذلك توصي بالطبخ بهم، قائلة: "إذا كنت تطهي بهم، فأنت تخفف من الضرر الناتج عنها"
وذكرت جين ماري ديترويير، وهي متخصصة في التغذية السليمة، أن الليكتين ترتبط بمرض الزهايمر ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث بشأن هذا الموضوع.
وأشار الدكتور غوندري، إلى أن هناك رابطًا قويًا بين اللكتينات وفقدان الذاكرة، حيث كتب في مقاله، أن بعض الليكتينات تشبه البروتينات في الجسم، فين حين البعض الآخر يشبه المركبات التي يعتبرها الجسم ضارة، كالـ" الليبوغليكان والسموم الداخلية"، وهي أجزاء من البكتيريا التي تنتج باستمرار كما تقسم البكتيريا وتموت في الأمعاء، وهو ما يسبب هجوم الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى ردود الفعل الالتهابية في الجسم، مما يؤثر على صحة الأمعاء، وضباب الدماغ، والاعتلال العصبي، وأمراض المناعة الذاتية.
وفي السنوات القليلة الماضية، كان الخبراء يحققون في فكرة أن الأمراض التي تؤثر على الدماغ تبدأ في الأمعاء، ونشرت الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب دراسة في أبريل/نيسان أن مرض باركنسون بدأ في المعدة، ووجدت أن مرض الأعصاب يبدو أن سببه بروتين في المعدة وينتشر إلى الدماغ عن طريق العصب المبهم، ويمتد العصب من البطن إلى الدماغ ويتحكم في عمليات الجسم اللاإرادية مثل معدل ضربات القلب والهضم الغذائي.
وكان المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية لإزالة الجذع من العصب أقل احتمالًا لتطوير مرض باركنسون بنسبة 40 في المائة من غيرهم، ومع اعتقادنا بأن صحة الأمعاء والصحة العامة ترتبط ارتباطًا وثيقًا، فإن الإجهاد الفسيولوجي الشديد يمكن أن يزيد من مخاطر العديد من أنواع الأمراض، كما أن فترات طويلة من التمرينات الرياضية المكثفة يمكن أن تغير تكوين بكتيريا الأمعاء وتؤدي إلى متلازمة الأمعاء الراشحة.
وقام العلماء بأبحاث على الجنود المشاركين في برنامج تدريبي مكثف، ووجدوا أن التمرين الطويل تسبب في حاجز الحماية في امعائهم ، ويمكن أن تسمح للمواد الضارة بالتسرب في مجرى الدم.
أرسل تعليقك