توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يتحكم مركز المتعة بالدماغ في الساعة البيولوجية المنفصلة للمخ

"الصحة" العالمية تكشف علاقة "الدوبامين" بالإفراط بالوجبات السريعة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الصحة العالمية تكشف علاقة الدوبامين بالإفراط بالوجبات السريعة

منظمة الصحة العالمية
لندن - مصر اليوم

يعاني نحو 2.3 مليار من الأطفال والبالغين حول العالم من زيادة في الوزن، وفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، وتتزامن هذه الزيادة الرهيبة في أعداد المصابين بالبدانة والسمنة مع ارتفاع غير مسبوق في معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان والمضاعفات الصحية الناجمة عن السمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وحتى مرض الزهايمر الذي يمكن أن تُعزى الإصابة به جزئيا إلى السمنة والخمول البدني، بحسب ما نشره موقع "Science Daily".

ويقول بروفيسور، علي جولر، أستاذ علم الأحياء في جامعة فيرجينيا إن "النظام الغذائي شهد تغيراً بشكل كبير في الكثير من دول العالم على مدى السنوات الـ50 الماضية أو نحو ذلك، نتيجة لتوافر الأطعمة المجهزة بسهولة تامة وتكلفة منخفضة في أي وقت من النهار أو الليل".

ويضيف قائلا، "إن الكثير من هذه الأطعمة تكون غنية بالسكريات والكربوهيدرات والسعرات الحرارية، مما يجعل النظام الغذائي الذي يتم استهلاكه بانتظام على مدار سنوات عديدة غير صحي تماما".

الدوبامين في قفص الاتهام
وألقت نتائج دراسة، نشرتها مؤخرا دورية Current Biology، وأجراها فريق بحثي برئاسة بروفيسور جولر، بتكليف من جامعة فيرجينيا والمعهد القومي الأميركي للعلوم الطبية العامة، باللوم على مركز متعة الدماغ، الذي ينتج الدوبامين الكيميائي. ويتحكم مركز المتعة بالدماغ في الساعة البيولوجية المنفصلة للمخ، التي تنظم الإيقاعات الفسيولوجية اليومية، والتي ترتبط مع تناول مثل هذه الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، التي تجلب شعور بالمتعة، مما يؤدي إلى تعطل جداول التغذية الطبيعية، وفي نهاية المطاف إلى عادات الاستهلاك المفرط للوجبات السريعة والخفيفة في أي وقت.

محاكاة لنظامين غذائيين
باستخدام الفئران كنماذج للدراسة، قام الباحثون بمحاكاة توافر نظام غذائي غني بالدهون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتمكنوا من إثبات أن تناول الوجبات الخفيفة في أي وقت يؤدي في النهاية إلى السمنة والمشاكل الصحية ذات الصلة.

وتوصل الفريق البحثي إلى أن فئران التجارب، التي حصلت على نظام غذائي مشابه للنظم الغذائية الطبيعية سواء من ناحية عدد السعرات الحرارية أو كمية الدهون، تمكنت من الالتزام بمواعيد جداول تناول الوجبات الغذائية وممارسة الأنشطة والتمارين الطبيعية وكذلك الوزن المناسب.

أما الفئران، التي حصلت على وجبات غذائية ذات سعرات حرارية عالية محملة بالدهون والسكريات فبدأت في "تناول وجبة خفيفة" في جميع الأوقات وأصبحت بدينة.

"الضربة القاضية"
كما أن الفئران، المسماة "بالضربة القاضية"، التي تعطلت إشارة الدوبامين لديها، مما يعني أنها لم تسع إلى الحصول على متعة مجزية لنظام غذائي غني بالدهون، تمكنت من الحفاظ على جدول زمني طبيعي لتناول الطعام، ولم تصبح فئرانا بدينة، حتى في ظل توافر أعلاف ذات سعرات عالية على مدار الساعة في المتناول.

ويوضح جولر: "لقد أظهرنا أن إشارات الدوبامين في المخ تتحكم في علم الأحياء الإيقاعي وتؤدي إلى استهلاك الأطعمة الغنية بالطاقة بين الوجبات وخلال الساعات الفردية".

مزيد من الدهون
ويقول جولر إن تجارب أخرى أظهرت أنه عندما تتغذى الفئران على الأطعمة الغنية بالدهون بين الوجبات أو خلال ساعات الراحة المعتادة، يتم تخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون بسهولة أكبر بالمقارنة مع نفس العدد من السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها فقط خلال فترات التغذية الطبيعية.

السمنة تدمر الحالة الصحية
وفي حديثه عن النظام الغذائي الحديث المسبب للسمنة، يشرح جولر: "يتم حالياً دمج سعرات حرارية لوجبة كاملة وتقديمها في حجم صغير، مثل كعكة أو عبوة مشروب صودا كبيرة الحجم. وبالتالي يصبح من السهل للغاية أن يقع المستهلك ضحية للإفراط في استهلاك السعرات الحرارية، ثم يعاني زيادة الوزن المفرطة والسمنة، ليبدأ رحلة المشاكل الصحية ذات الصلة طوال حياته.

ويحذر جولر قائلا: إن "نصف الأمراض التي تصيب البشر تتفاقم بالسمنة. وهذا يؤدي إلى الحاجة إلى مزيد من الرعاية الطبية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية للأفراد والمجتمع".

الإنسان البدائي
وقال جولر إن جسم الإنسان مر بمراحل تطور عبر آلاف السنين، تم تكييفه خلالها لاستهلاك أكبر قدر ممكن من الطعام طالما كان متاحاً. وقال إن هذا يرجع إلى عصور طويلة مضت حيث كان يعيش البشر على الصيد وجمع الطعام وكانوا يمرون بفترات قصيرة يتوافر فيها الغذاء، كما هو الحال بعد صيد الفريسة، ثم فترات طويلة من الجوع. كما أن البشر كانوا أيضًا فريسة محتملة للحيوانات الكبيرة، لذلك سعى الإنسان بنشاط للحصول على الطعام خلال النهار، وكان يخلد للراحة والأمان ليلا.

تغير نمط الحياة
ويستطرد جولر قائلا: "لقد تطور جسم الإنسان في ظل ظروف وضغوط لم تعد موجودة حالياً. لكن من الطبيعي أن ترغب أجسامنا ككائنات حية في استهلاك أكبر قدر ممكن، لتخزين الدهون، لأن الجسم لا يعرف متى ستأتي الوجبة التالية، "وبالطبع، بعدما أصبح الطعام حالياً وفيراً، وتقبع الوجبة التالية على مقربة من أي شخص في المطبخ، أو من خلال أقرب منفذ للوجبات السريعة أو خدمة توصيل الطلبات في أي وقت".

ويتابع: "وفي كثير من الأحيان، تكون هذه الوجبات الغذائية غنية بالدهون والسكريات، وبالتالي الكثير من السعرات الحرارية، مما يصبغ عليها مذاقاً طيباً. ومن السهل الوقوع في خطأ الإفراط في الاستهلاك، وبمرور الوقت، يؤثر هذا النمط سلباً على صحة الإنسان".

الساعة البيولوجية
بالإضافة إلى ذلك، يضيف جولر، قبل اختراع الإضاءة والكهرباء، كان النشاط البشري مرتبطاً بتعاقب النهار والليل، أما حالياً، فإن إنسان العصر الحديث يعمل ويلعب ويبقى على اتصال - ويأكل - ليلا ونهارا. ويشرح جولر أن هذا النمط من الحياة يؤثر سلباً على الساعات البيولوجية لأجسامنا، التي تطورت لتعمل على دورة النوم والاستيقاظ الموقوتة للنشاط النهاري والأكل المعتدل والراحة الليلية.

ويردف قائلا: "إن أسلوب ممارسة الأنشطة بهذا الشكل في كل الأوقات، يغير أنماط الأكل ويؤثر على كيفية استخدام الجسم للطاقة. كما يؤثر على عملية الأيض ويؤدي إلى السمنة، التي تسبب المرض".

كم ومتى نأكل؟
ويختتم جولر حديثه ناصحاً بأنه يجب أن نتعلم أنه عندما نتناول الطعام يتحتم بشكل حاسم أن نحدد الكميات التي نتناولها، وأن ندرك بوضوح تام أن كل سعر حراري يتناوله الإنسان بين الوجبات الرئيسية أو في الساعات الفردية يتم تخزينه كدهون في الجسم، مما يسبب تدهور للحالة الصحية والإصابة بالأمراض".

قد يهمك أيضا : 

تعرّف على فوائد الشاي الأخضر أهمها التخلص من الوزن

 ضحايا فيروس"كورونا" يتجاوز 1500 حالة وأول وفاة في فرنسا

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة العالمية تكشف علاقة الدوبامين بالإفراط بالوجبات السريعة الصحة العالمية تكشف علاقة الدوبامين بالإفراط بالوجبات السريعة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر

GMT 23:08 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

مؤشر سوق مسقط يغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:42 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

أسعار المانجو في مصر اليوم الأربعاء 26 أغسطس

GMT 10:04 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"هانا" تتسبب بمقتل شخصين وفقدان 4 في المكسيك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon