توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"مصر تبني خريطة للأجداد والأحفاد بتنفيذ مشروع الجينوم المرجعي"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصر تبني خريطة للأجداد والأحفاد بتنفيذ مشروع الجينوم المرجعي

الحمض النووي
القاهرة - مصر اليوم

قبل أيّام قليلة أعطى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إشارة البدء لتنفيذ مشروع الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين، وهو المشروع الذي يصفه باحثون ومسؤولون رسميون بالأهم والأكبر في القارة السمراء.

وأعلن وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، لوسائل إعلام محلية، أن إطلاق المشروع يتمثل في إنشاء المركز المصري للجينوم، تحت مظلة أكاديمية البحث العلمي؛ مشيرًا إلى أن المشروع هو أحد أعظم أعمال الاستكشاف في التاريخ ولا يضاهيه أي كشف علمي تم على مر العصور.

ويشارك في المشروع عدد من الجهات العلمية والتنفيذية في الدولة المصرية، متمثلة في وزارات الدفاع والصحة والاتصالات وأكثر من 15 جامعة ومركز بحثي ومؤسسة مجتمع مدني، ووفقًا للخطة التنفيذية ينتهي تنفيذ المشروع نهاية عام 2025، بتكلفة مبدئية تصل إلى 2 مليار جنيه (128 مليون دولار أميركي).

وفي ذات السياق، قال الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، إن الأكاديمية أعدت مشروع الجينوم البشري للمصريين وأهدافه وآلية التنفيذ وخطته التنفيذية في يونيو 2020.

وأضاف صقر في بيان رسمي أن المشروع يهدف إلى إنشاء مركز الجينوم المصري، الذي سيكون معملًا وطنيًا متخصصًا في أبحاث الجينوم ويستضيفه مركز البحوث والطب التجديدي التابع لوزارة الدفاع بعد إعلان تنافسي، وبمشاركة كل الجهات البحثية المصرية ذات الخبرة في علم الجينوم.

الجينوم المرجعي (المعروف أيضًا باسم التجميع المرجعي) هو قاعدة بيانات رقمية لتسلسل الحمض النووي، تم تجميعها من قبل العلماء كمثال تمثيلي لمجموعة الجينات في كائن فردي مثالي لأحد الأنواع. وفي النهاية يشبه الجينوم المرجعي فسيفساء ولا يمثل أي فرد، بل يحدد صفات عامة للإثنيات والعرقيات.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور سامح سرور عميد كلية الصيدلة جامعة حلوان، وعضو اللجنة العلمية لمشروع الجينوم المصري، إن الحمض النووي لجميع البشر متشابه بنسبة 99 في المئة، لكن الـ1 في المائة المتبقي، هو ما يجعل كل مجموعة إثنية من البشر لها صفات مختلفة عن الأخرى.

ويضيف سرور في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، أن هناك عديد من الدراسات نشرت في دوريات علمية حديثة، كان من بينها مؤخرًا دراسة أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت، وأخرى أعدتها جامعة المنصورة بالتعاون جامعة ألمانية.

لكن الدكتور سامح يرى أن جميع هذه الدراسات في النهاية غير دقيقة، لأن الحقائق العلمية في هذا المجال تحتاج إلى عمليات مسح وتحليل واسعة للتوصل لمعلومات علمية متماسكة.

ويلفت عضو اللجنة العلمية إلى أن أهمية المشروع لا تتوقف فقط عند تحديد مدى قرابة المصريين إلى العرقيات والإثنيات الأخرى، لكن الأهم هو ما يمثله المشروع في تحديد مدى ملائمة الأدوية للمصريين، خاصة أن البشرية مقبلة على عصر الطب الشخصي.

والطب الشخصي هو نموذج طبي يُقسم الناس إلى مجموعات مختلفة تساعد على تحسين القرارات والتدخلات الطبية، وكذلك المنتجات العلاجية المصممة خصيصًا للمريض استنادًا إلى الاستجابة المتوقعة أو خطر الإصابة بالمرض.

وهنا يوضح سرور، أن مشروع الجينوم المرجعي يساعدنا على فهم ما يميز المصريين عن غيرهم في الاستجابة للأدوية المختلفة، وكيفية الإصابة بالأمراض، وهو ما يعنينا في النهاية ويدعم المنظومة الصحية المصرية بشكل إيجابي.

يقول سرور إن أهم ما يميز مشروع الجينوم المرجعي المصري، هو دراسة الجينوم المرجعي للمصريين القدماء، خاصة أن الحضارة الفرعونية هي الأولى في التاريخ، وفهم تركيبة الجينوم يساعد في اكتشاف بعض أسرار الأجداد.

ويتابع: "يمكن فهم طبيعة الأمراض التي كانت تصيب المصريين القدماء، والحالة الصحية، من الأمراض التي كانت تصيبهم خلال تلك الفترة" مشيرًا إلى أن هذه العملية سوف تكون أشبه بعملية تأريخ علمي لتلك الحضارة العظيمة، وهو الأمر الذي لا تحظى به أي دولة أخرى.

وعن المنهجية العلمية المقرر اتباعها في هذا المشروع، يقول الدكتور سامح سرور، إن المشروع يستهدف الحصول على عينات عشوائية، ممثلة لكل فئات الشعب المصري من كل المناطق الجغرافية؛ لافتًا أن المشروع سوف يعتمد إلى 100 ألف عينة من أبناء الشعب المصري.

ويستفيض عضو اللجنة العلمية للمشروع في شرح المنهجية العلمية في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، فيوضح أن البداية ستكون بالحصول على عينات من أشخاص أصحاء، ونقوم ببناء قاعدة البيانات للجينوم المرجعي المصري.

"وفي مرحلة أخرى نقوم بأخذ عينات من الأشخاص المصابين بكل الأمراض، ثم نقوم بدراسة الجينوم الخاص بهم، ونقارنه بالجينوم المرجعي الذي تم التوصل له من الأشخاص الأصحاء، وهو ما يساعدنا على فهم طبيعة تفاعل أجسام المصريين مع الأمراض، وبالتالي التوصل إلى العلاجات الفاعلة".

ويختم الدكتور سامح سرور حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، بالإشارة إلى أن المشروع المصري ليس الأول من نوعه، لكنه يُعد الأكبر في إفريقيا، لافتًا إلى أن هناك دول عربية شقيقة سبقت إليه مثل: الإمارات، السعودية وقطر.

ويوضح أن الولايات المتحدة الأميركية كانت أول من أطلقت مشروع الجينوم المرجعي الدولي، العالمي، لافتًا أنها حققت عوائد مادية ضخمة من وراء هذا المشروع، فكل دولار أنفق فيه، جلب 175 دولار في المقابل في صورة عوائد اقتصادية.

التقطت الحكومة الأميركية فكرة مشروع الجينوم المرجعي في عام 1984، وبدأ تنفيذه رسميًا في عام 1990، وأعلن اكتماله في 14 أبريل 2003، ولا يزال أكبر مشروع بيولوجي تعاوني في العالم.

ويعد مشروع الجينوم البشري (HGP) مشروعًا بحثيًا علميًا دوليًا يهدف إلى تحديد الأزواج الأساسية التي تشكل الحمض النووي البشري، وتحديد جميع جينات الجينوم البشري ورسم خرائط لها من وجهة نظر جسدية ووظيفية.

وتكلف المشروع نحو خمسة مليارات دولار أميركي، وجاء التمويل من حكومة الولايات المتحدة من خلال المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بالإضافة إلى العديد من المجموعات الأخرى من جميع أنحاء العالم.

تم تنفيذ مشروع موازٍ خارج الحكومة من قبل شركةCelera Corporation ، أو Celera Genomics، والتي تم إطلاقها رسميًا في عام 1998. تم تنفيذ معظم التسلسل الذي ترعاه الحكومة في عشرين جامعة ومركز أبحاث في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان، فرنسا وألمانيا وإسبانيا والصين.

يهدف مشروع الجينوم البشري في الأصل إلى رسم خريطة للنيوكليوتيدات الموجودة في جينوم مرجعي أحادي الصبغة البشرية (أكثر من ثلاثة مليارات). "الجينوم" لأي فرد هو فريد من نوعه. اشتمل رسم خرائط "الجينوم البشري" على تسلسل عدد صغير من الأفراد ثم التجميع للحصول على تسلسل كامل لكل كروموسوم.

قد يهمك أيضا

العالم هيثم شعبان يكشف عن الأمراض الوراثية مبكرًا

التعليم العالي المصري تطلق إشارة البدء لتنفيذ الجينوم المرجعي للمصريين

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تبني خريطة للأجداد والأحفاد بتنفيذ مشروع الجينوم المرجعي مصر تبني خريطة للأجداد والأحفاد بتنفيذ مشروع الجينوم المرجعي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon