غزة ـ محمد حبيب
أسفرت جلسة الحوار، التي بدأت الأربعاء بين قيادات حركة "حماس" والوفد الرئاسي، عن تفاهمات عدة، ستدعم إتمام الاتفاق، والبدء الفوري في تطبيقه، مثل تشكيل حكومة كفاءات، خلال خمسة أسابيع.
وكشفت مصادر فلسطينيّة مطلعة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، عن أنّ "الجلسة بحثت ملفي الحكومة،
والإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير، حيث جرى حوار معمق بشأن الحكومة، والمهام التي ستوكل إليها في حال تمَّ تشكيلها".
وأوضحت المصادر أنَّ "الوفد الرئاسي طرح اسم الدكتور رامي الحمد الله رئيسًا للحكومة، التي سيتم تشكيلها من الأكاديميين، واقترح أن يتم تشكيل الحكومة في غضون شهر إلى شهر ونصف"، مشيرةً إلى أنَّ "قيادة حماس لم تعارض الخيارين، ولكن بعض قياداتها طالبوا بأن يتم تنفيذ الاتفاق السابق في الدوحة، بشأن تولي الرئيس محمود عباس رئاسة الوزراء، لكن حسم الخلاف بشأن تسمية رئيس الوزراء تم تأجيله إلى جلسة ستعقد في وقت لاحق".
وأشارت المصادر إلى أنَّ "أبرز المهام التي ستوكل للحكومة المقبلة تتمثل في إنهاء ملفات تتعلق بأجهزة الأمن، وعمل الوزارات وموظفيها، وإعادتهم للعمل، والتجهيز لانتخابات عامة، في فترة تصل إلى نحو 6 أشهر، مع إمكان التمديد لـ3 أشهر أخرى في حال كانت في حاجة لمزيد من الوقت".
وبيّنت أنَّ "الجلسة توصلت لتفاهمات بشأن تفعيل الإطار الموقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي يضم الأمناء العامين للفصائل، وعقد جلسة للإطار خلال الأسابيع المقبلة في مصر، أو إحدى الدول العربيّة الأخرى، إن تعثر اللقاء في مصر بسبب الظروف التي تشهدها".
ولفتت إلى أنَّ "اجتماع الإطار الموقت سيبحث ملفات هامّة، منها إعادة تشكيل المنظمة، بما يضمن انضمام حركتي حماس والجهاد، والبحث في ملف المجلس الوطني، بغية تفعيله مجدّدًا، وانضمام الفصائل كافة إليه، وكذلك آليات إجراء الانتخابات، والاتفاق على برنامج سياسي فلسطيني شامل".
وأكّد الناطق باسم حركة "فتح" الدكتور فايز أبو عيطة أنَّ "الاجتماع تمَّ في منزل هنية، بغية استكمال الحوارات التي تمّت في الجلسة الحوارية الأولى، التي انتهت فجر الأربعاء".
وبيّن أبو عيطة أنَّ "هذه الجلسة ستستكمل دراسة باقي الملفات"، لافتًا إلى أنَّ "النقاشات تسير بطريقة مثمرة، وبناءة، وهناك مؤشرات قوية نحو الوصول إلى تقدّم في ملفات المصالحة، لاسيما الحكومة والانتخابات".
وانتهت في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء الجولة الأولى من الحوار الفلسطيني الفلسطيني، بين وفد المصالحة الآتي من رام الله، برئاسة الدكتور عزام الأحمد، وحركة "حماس"، برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق، وعضوية كل من نزار عوض الله، وعماد العلمي، وخليل الحية.
وأعلن الأمين العام لحزب "الشعب" بسام الصالحي عن أنّه "تمَّ الاتفاق على خارطة طريق، تبدأ بتشكيل الحكومة، وإجراء الانتخابات، في مدة أقصاها ستة شهور، واللقاءات تتواصل في أجواء إيجابية للغاية".
ونفى الصالحي أن يكون إسماعيل هنية ورامي الحمد الله نوابًا للرئيس أبو مازن، مشيرًا إلى أنَّ معبر رفح في سلم الأولويات، وسيكون العمل فيه وفق سلطة واحدة، تعترف فيها مصر، والدول كافة، ما سيسهل العمل فيه.
من جهته، وصف رجل الأعمال منيب المصري، الذي يُشارك في لقاءات المصالحة، الاجتماع بـ"المهم والحاسم، وسيحدد مصير اللقاءات المقبلة".
وأوضح المصري، في تصريحٍ إلى "العرب اليوم "، أنَّ "لقاء الفصائل سيعقد صباح الأربعاء، في مقر هنية، حيث تجتمع الفصائل، بغية استكمال بحث ملفات المصالحة"، مؤكّدًا أنَّ "لقاءات الثلاثاء أحلّت أجواء إيجابية بين جميع الأطراف، وكانت تسير في الاتجاه الصحيح، والكل يعرف مسؤولياته".
وأضاف "اللقاءات تبحث الملفات كافة"، داعياً الإعلام ليكون شريكًا في تحقيق المصالحة.
أرسل تعليقك