بانكوك - ريتا مهنا
يعرف عن التوائم بعلاقتهم الوثيقة، وتقاسمهم كل شيء مثل الملابس والأسرار، ولكن "بين" و"بان" اللتين تبلغان السابعة من عمرهما لا ينفصلان أبداً، فهما يتشاركان نفس الخصر والقدمين. وكونهما توأماً ملتصقتين أصبحتا مجبورتين على المشي على ايديهما.
المغرب اليوم - طفلتان توأم ملتصقتان جسدياً أصبحتا قادرتين على المشي واللبس وركوب الدراجة" />
ويعيش التوأم في تايلاند، وولدتا ملتصقين من الجذع مع رأسين وأربع أذرع، وتسيطر بين على احدى القدمين فيما تسيطر اختها بان على القدم الأخرى، واستطاعتا تعلم المشي وارتداء الملابس وركوب دراجة ثلاثية العجلات مع بعضهما.
وآثار الأطباء قضية فصل الاختين، ولكنهما رفضتا بسبب علاقتهما القوية وأصرتا أنهما تريدان البقاء متصلتين الى الأبد.
وتعتبر حالة التوائم المتصلة نادرة جدا، فهي تحدث مرة كل 2.5 مليون حالة ولادة، وتعيش بين وبان في "ناخون صوان" التي تبعد حوالي 250 كيلومتر شمال بانكوك مع جديهما اللذين يصفونهما بالطفلتين الطبيعيتين السعيدتين.
وقالت جدتهما نوكنوا بونشينان " انهما تحبان الغناء والايس كريم، وتساعدان بعضهما البعض على خلع الملابس ويضحكان مع بضعهما." واعتمدت الفتاتان على المشي مثل السلطعون على قدميهما وأيديهما، ويمكنهما الصعود درجتين بدون مساعدة.
وتمتلك الفتاتان دراجة وردية اللون، تقودانها لمسافات طويلة، وتستخدمان كرسيا متحركا في المدرسة لدفعهما من مبنى الى أخر، وتذهب التوأمان الى مدرسة خاصة بالأطفال المحرومين في المنطقة وتحظيان بشعبية بين الطلاب والموظفين.
وقال معملهما براتيب سوثات "لقد ظنت الطالبتان بين وبان في البداية انهما مختلفتان، وكانتا تُسألان في الفصول الدراسية لماذا شخصان يملكان نفس الجسم، وأرادا أن ينظرا عن كثب اليهما، ولكن بعد أن مضى بعض الوقت، أدركوا أنهما مثل الاطفال الاخرين، ويستمتعون باللعب جميعا مع بعضهم."
ويأمل معلمو التوأم وجداهما تعلميهما المهارات اللازمة لعيش حياة مستقلة في المستقبل، ويقول مدير المدرسة سنن جابان " أريد لكل من بين وبان ان تحظيا بعمل في المستقبل، لأن لديهما الحافز والقدرة على ذلك."
وتمتلك جدتهما لهما الكثير من التطلعات فتريد لهما أن تصلا الى الجامعة وتصبحا طبيبتين لتكونا قادرتين على مساعدة الأخرين في مشاكلهم الصحية، وتقول " أول مرة رأيتهما صدمت كثيرا، فلم أتوقع أن يكون أحفادي توأما ملتصقا."
وأضاف جدهما ساني وربيان " عادت جدتهما من المستشفى وهي تبكي، وقد شعرت بالشفقة على التوأم عندما رأيتهما لأول مرة بعد أن ولدتا بشهرين، ولكنني اليوم فخور بهما، حتى وان كانتا تعصيان أوامري في بعض الأحيان، انهما لا يحبان أن يجبرا على فعل الأشياء، وتصران على أن تفعلا ما تريدان، فهما طفلتان عفويتان وعنيدتان."
وتمتلك الفتاتان شخصيتين مختلفتين بالرغم من أنهما تعيشان في نفس الجسد، وتضيف جدتهما " تحب احداهما الشعر القصير والأسلوب العابث، فيما تفضل الأخرى الشعر الطويل، وإحداهما تحب المعكرونة والأخرى لا تحبها."
وتصران على أنهما لا تريدان الانفصال بالرغم من أن الأطباء قالوا أن هناك احتمالا لحصول ذلك ، ويقول جدهما " قد يكون من الجميل لو فصلتا، ولكني لا أعتقد أن هذا أمر ممكن، فهما سعيدتان كما هما اليوم." و تابعت جدتهما " لم يسبق وأن تمنيت أن ينفصلا، حتى لو استطاعتا، فلم يعبر الأمر الى ذهني ولم أفهمه أبدا."
أرسل تعليقك