وافقت السلطات الأميركية على عقار جديد يستعين بفيروس "الهربس" لعلاج سرطان الجلد، وأعلنت إدارة الغذاء والدواء أن عقار "إيملايغيك" مناسب لعلاج سرطان الجلد والغدد الليمفاوية.
ويعد العقار سلسلة معدلة وراثيًا من فيروس "الهربس"، ويمكن استخدامه عند عدم قدرة المتخصصين على إزالة سرطان الجلد عن طريق الجراحة.
ويتم حقن عقار "إيملايغيك" الذي سيتاح للمرضى في غضون أسبوع مباشرة داخل الورم ويؤدي إلى تمزيق وموت الخلايا السرطانية، وينتظر العقار الموافقة الأوروبية بعد حصوله على توصية إيجابية من المنظمين هناك.
وذكرت مدير مركز التقييم البيولوجي للأغذية والعقاقير الدكتورة كارين ميدثون: "يعد مرض سرطان الجلد من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تنتشر في بقية أجزاء الجسم ويصعب علاجها، وتتيح الموافقة إمداد المرضى ومقدمي الرعاية الصحية بعلاج جديد لسرطان الجلد".
وأفاد المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث سرطان الجلد تيم تورنهام: "عقار إيملايغيك يعد حدثًا مهمًا في استخدام الفيروسات كوسيلة لتحفيز الاستجابة المناعية ومكافحة السرطان، وعلى الرغم من التقدم الملحوظ خلال الأعوام الأربعة الماضية، إلا أن غالبية المرضى الذين يعانون من سرطان الجلد لا يزالون يموتون من هذا السرطان".
ويعتبر مرض سرطان الجلد من الأمراض الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، ويعد مرض "الميلانوما" هو الشكل الأكثر فتكًا من سرطان الجلد، وهو السبب الرئيسي في الوفيات المرتبطة بسرطان الجلد، ويتم تشخيص حوالي 74 ألف أميركي بمرض "الميلانوما"، ويموت منهم 10 آلاف سنويًا، حسبما أفاد المعهد القومي للسرطان.
وتتمثل دورة العلاج بعقار "إيملايغيك" في سلسلة من الحقن داخل المناطق المصابة بالسرطان، وبعد تناول الجرعة الأولى تعطى الجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع تليها جرعات إضافية كل أسبوعين لمدة ستة أشهر على الأقل، ويستمر الوضع هكذا في حالة عدم الحاجة إلى علاج آخر أو حتى وجود آفات جلدية متبقية للعلاج.
واختبرت دراسة مدى سلامة وفعالية عقار "إيملايغيك"، أجريت على 436 مشاركًا يعانون من سرطان الجلد المنتشر والذي لا يمكن إزالته جراحيًا، وتم علاج المشاركين بعقار "إيملايغيك" أو عقار آخر لمدة ستة أشهر أو حتى اختفاء آفات سرطان الجلد.
ووجد الباحثون أن 16.3% من المشاركين الذين تلقوا عقار "إيملايغيك" شهدوا انخفاضًا في حجم أورام سرطان الجلد، واستمرت النتائج لمدة لا تقل عن ستة أشهر وذلك مقارنة بنسبة 2.1% من المشاركين الذين تلقوا العلاج البديل.
ولاحظ الباحثون أنه برغم النتائج الواعدة للعقار الجديد، إلا أنه لم يحسن فرص البقاء على قيد الحياة، ولم يكن له تأثير على "الميلانوما" التي تنتشر في الدماغ والعظام والكبد والرئتين أو الأعضاء الداخلية الأخرى، ومن الآثار الجانبية للعقار التي لوحظت خلال الدراسة كان التعب والقشعريرة والحمى والغثيان وأعراض تشبه "الأنفلونزا" وألم في موضع الحقن.
وأوضح الباحثون أنه نتيجة كون عقار "إيملايغيك" يمثل فيروس "الهربس" المعدل وراثيًا فهناك احتمال لحدوث عدوى بفيروس "الهربس"، ولذلك ينصح بعدم إعطاء الدواء للمرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو السيدات الحوامل.
ويتوقع موافقة الولايات المتحدة على العقار الجديدة على نطاق واسع بعد تصويت اللجنة الاستشارية لإدارة الأغذية والعقاقير بالموافقة على العقار في نيسان/ أبريل، على الرغم من عدم وجود بيانات للبقاء على قيد الحياة مع استخدام العلاج.
ويصنع العقار بواسطة شركة "بيوفيكس" وهي شركة تابعة لشركة "أمجين" ومقرها في ثاوزاند أوكس في كاليفورنيا، وأوضحت الشركة أنها تدرس استخدام العقار بالتركيب مع العقارات المناعية الأخرى في حالات سرطان الجلد المتقدمة وغيرها من أنواع السرطان.
أرسل تعليقك