كشف باحثون أنّ ثلث النساء لا يجرين فحوصات منتظمة على صدورهن بحثا عن علامات السرطان، كما أن كثيرات منهن لا يدركن أن علامات سرطان الثدي ليس بالضرورة أن تأتي في شكل ورم.
وبيّن الباحثون أن معظم النساء يعرفن أنه يجب فحص الورم أو النتوء، ولكن 39% منهن لم يكن يعرفن أنه يجب فحص الإحمرار أو الطفح الجلدي أيضا، كما أن 28% منهن لا يعرفن أن تغير شكل الحلمة يمكن أن يكون أحد الأعراض، كما أوضح استبيان شارك فيه أكثر من 1100 امرأة من أجل أبحاث سرطان الثدي ورعاية مرضى السرطان.
وأكدت الدراسة أن خمس أولئك النساء لم يفحصن صدورهن ولا يعرفن كيفية القيام بذلك بشكل صحيح. وفي عام 2011، جرى تشخيص أكثر من 50 ألف امرأة في بريطانيا بسرطان الثدي.
وذكرت الرئيس التنفيذي لجمعية "رعاية سرطان الثدي"، سامية القاضي، "نحن نعلم أن الكشف المبكر يعني علاجا أكثر فاعلية، فاجعلي اليوم هو بداية التعرف على ذلك".
ويتأتي تلك الدراسة أثناء تطوير علماء بريطانيين لاختبار دم بسيط يمكنه أن يعالج النساء المصابات بسرطان الثدي. إذ يمكن عن طريق التقاط التغيرات الخطيرة للأورام والتي قد تبدو بسيطة فحص نسيج الدم ودارسته ليسمح للنساء اللائي في مرحلة متقدمة من المرض أن يواجهن الموت كما أن سحب الدم بدلا من الأنسجة سيكون أقل صدمة وألما للمرضى.
ويهدف الاختبار الذي طوره معهد أبحاث السرطان في لندن، إلى مساعدة النساء اللائي يعانين من نوع من سرطان الثدي يسمى "ER-positive"، ويمثل 70% من ألف حالة من النساء المصابات سنويا في بريطانيا، وعادة ما يتم علاج هذه الحالة بأدوية تسمى مثبطات الهرمونات، ولكنها قد تفشل في وقف انتشار السرطان في الدم مما يسفر عن وفاة المرأة المصابة.
وتحدث غالبية الوفيات بسرطان الثدي لدى النساء مع النموذج "ER-positive" خلال علاجهن بمثبطات الهرمونات.
ويقرأ الاختبار الجديد الشفرة الوراثية عبر قطع صغيرة من الحمض النووي والتي تحتوي على الخلايا السرطانية.
وأظهرت الدراسة التي شملت 171 امرأة أنه إذا كان لدى الحمض النووي طفرة معينة، فإن السرطان يستطيع مقاومة الأدوية فضلا عن النمو والانتشار. وتتقدم النساء في علاج السرطان وتتحسن نوعية حياتهن، إذ كشفت الدراسة أيضا أن العلاج المبكر بمثبطات الهرمونات يمنع تطور مقاومة السرطان.
وتتحول الأورام في 6% فقط من النساء اللائي يبدأن العلاج مبكرا، بالمقارنة مع 36% من اللاتي بدأن العلاج في مراحل متأخرة من المرض.
وأبرز رئيس فريق البحث، الدكتور نيكولاس تيرنر، "النظر في الحمض النووي لسرطان الدم يسمح لنا بتحليل التغيرات الجينية في الخلايا السرطانية دون الحاجة إلى الخزعات الغازية، وتبين دراستنا أن ما يسمى بالخزعات السائلة يمكن استخدامها لتتبع التقدم المحرز في علاج النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الثدي".
وتابع "الاختبار يمكن أن يعطي الأطباء تحذيرًا مبكرًا من فشل العلاج والمساعدة في اختيار العلاج البديل الأنسب للمرأة المصابة بالسرطان في مراحله المتقدمة".
وبيّن الدكتور ريتشارد بركس، من جمعية "سرطان الثدي الآن"، أن الاختبارات التي تعتمد على عينات من الدم بدلا من الورم، حساسة للغاية ويمكن أن تساعد الأطباء على إعطاء العلاج الأنسب للمرضى.
ومن الصعب أن يُستخدم الاختبار على نطاق واسع في بريطانيا بحلول عام 2020 وألا يكون مكلفا للمرضى التابعين لنظام التأمين الطبي.
أرسل تعليقك