لندن ـ ماريا طبراني
يعتبر البطان الرحمي من الامراض الشائعة التي تؤثر على حوالي 176 مليون امرأة في سن الانجاب حول العالم، ولكن القليل من هؤلاء النساء يفهمن أعراض المرض في الحقيقةويحدث البطان الرحمي أو التهاب بطانة الرحم عندما تنمو الأنسجة الطبيعة للرحم خارج الرحم والتي يفترض بها في الوضع الطبيعي أن تنمو داخل الرحم، وفي معظم الحالات يحدث هذا النمو على وحول الأعضاء الأخرى في تجويف الحوض، ويتصرف النسيج مثل وكأنه داخل الرحم، فهو ينمو ويزداد سماكة ويتقلص مع كل دورة طمث.
ويسبب هذا المرض الكثير من الالم والمضاعفات الأخرى التي تؤدي الى العقم فلا وسيلة لمغادرة هذه الانسجة الجسم، وقد قطعت الكثير من المجتمعات شوطًا طويلًا في كسر المحرمات الثقافية التي تحيط بالدورة الشهرية للمرأة، ولكن التحدث عن مشكلة تؤثر على الخصوبة والصحة الانجابية مازال يعتبر صعبًا ويمثل تحديًا كبيرًا، ويؤدي هذا النقص من الفهم والمناقشة الى عدم تشخيص مرض التهاب بطانة الرحم في كثير من الأحيان.
ويبدأ المرض في وقت قريب من الدورة الأولى ليعتقد الشخص أن المستوى العالي من الألم هو أمر طبيعي بالنسبة له، وهو في الحقيقة بسبب البطان الرحمي أو حالة طبية أخرى، ويعود السبب الاخر في عدم ادراك المرأة لأعراض التهاب بطانة الرحم لأن الالام عادة ما تكون دورية وتحدث في نفس الوقت الذي تحدث فيه الدورة.
وتتطور أعراض المرض قبل سن ال30 بالعادة، ويمكن أن تشمل كثافة في الدورة الشهرية، وتشنجات الحيض المؤلمة، وألم اثناء وبعد ممارسة الجنس، وحركات أمعاء مؤلمة، وتبول مؤلم وألام في الظهر والبطن يمكن أن تستمر طوال فترة الدورة، ويجب أن تزور النساء اللواتي يعانين من هذه الأعراض الطبيب.
ولم يتضح بعد السبب في حدوث البطان الرحمي، ولكن العلماء يعتقدون أن هرمون الاستروجين والجينات وجهاز المناعة يلعب دورا فيه، وهناك ادلة أنه ينتقل عبر الجينات، وهذا يعني المرأة التي لديها تاريخ عائلي من هذا المرض معرضة للإصابة به أكثر من غيرها، ويمكن أن يعزى السبب الى تأخر الإنجاب، أو عدم الانجاب على الاطلاق، ويمكن حل الحالات الاكثر شدة من خلال جراحة المناظير البسيطة.
ويعتبر العقم من المضاعفات الشائعة لالتهاب بطانة الرحم، ويمكن أن يسبب ضيق للكثيرين، ولكن يمكن علاجه لو اكتشف مبكرًا، حتى يتسنى للمرضى اللحصول على حياة أفضل والسيطرة على الألم، وعلى النساء أن تحظى بمعرفة أكبر حول أعراض المرض والحصول على التشخيص المبكر، وبالتالي يجب رفع مستوى الوعى حول الامراض وكسر الحواجز الثقافية والحديث عنها اكثر.
أرسل تعليقك