كشفت السلطات النيجيرية عن وفاة ممرضة ساهمت في محاولات علاج أميركي مريض بالإيبولا، إضافةً إلى إصابة 5 آخرين بالمرض ذاته، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الوباء في شرق أفريقيا إلى 932 شخصاً.
ونقلت صحيفة "الديلي ميل" البريطانيَّة عن السلطات النيجيرية قولها إن العدد المتزايد من مرضى الإيبولا في العاصمة لاغوس، جاء لك نتيجة عدم علاجها لباتريك سوير الذي كان يحمل المرض، أو عزله في أول 24 ساعة لوصوله إلى نيجيريا في الشهر الماضي. وسوير، 40 عاماً، رجل أميركي من أصل ليبيري يقطن في ولاية مينيسوتا وهو متزوج ولديه 3 فتيات، وكان في رحلة عمل إلى نيجيريا عندما فاجأه المرض هناك.
وبموت الممرضة سجلت نيجيريا ثاني حالة وفاة بالإيبولا، ما أقلق خبراء الصحة من انتشار المرض في البلد صاحبة أكبر تعداد سكاني في أفريقيا، كما أن عاصمتها التي شهدت حالة الوفاة هي أكبر مدن القارة.
وعلق رئيس قسم الاستجابة للكوارث في الصليب الأحمر الانكليزي بين ويبستر، بقوله إن تحديد الأعراض التي تظهر على حاملي المرض بسرعة هو شئ بالغ الأهمية، وأكّد أنه من المستحيل القول إذا كان من الممكن تجنب هذا الوضع.
واستطرد "لكن هناك بالتأكيد طرق أكثر تحديداً من حيث فحص المسافرين من الدول المصابة بالمرض في المنطقة ،وتحتاج السلطات إلى أن تكون على علم بذلك مهما كانت امكانيتها متدنية".
وأكّد مسؤولون في السعودية، أن الرجل الذي اشتُبه في إصابته بالإيبولا توفي الأربعاء، وكان صاحب الأربعون عاماً عائداً من سيراليون التي شهدت وفاة 286 شخصاً على الأقل جراء الوباء، وتم تطبيبه في جدة بعد أن ظهرت عليه أعراض الحمى النزفية الناجمة عن الفيروس.
كما أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية عن استعداد طائرة مجهزة طبياً من طراز "ايرباص 310"، للسفر إلى ليبيريا لجلب مُبشَّر إسباني أصيب بالإيبولا، وأكدت انتهاء إجراءات تحضير الطائرة ولكنها لا تعلم حتى الآن موعد إقلاعها.
وكان الكاهن الإسباني ميجيل باچاريس واحداً من 3 مبشرين تم عزلهم في مستشفى سان خوسيه دي مونروفيا الليبيرية، وجاءت نتيجة العينة التي أخذت منه ايجابية (ما يعني إصابته بالفيروس)، وفقاً لما أكدته المجموعة الإنسانية الكاثوليكية التي يتبعها.
وبلغ عدد المصابين بالإيبولا حتى الآن قرابة 1711 حالة، وفقاً لآخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية، التي أكدت أنه لا يوجد حالياً لقاحاً أو علاجاً مؤكداً للمرض.
وتوفي جراء المرض قرابة 932 شخصاً في كل من سيراليون وغينيا وليبيريا ونيجيريا، ونوهت منظمة الصحة العالمية إلى أن المقاومة المجتمعية لجهود محاصرة المرض، لا تزال مرتفعة في ليبيريا على وجه الخصوص.
وأوضحت المنظمة أن الكثير من أسر المصابين بالمرض يرفضون اصطحاب أقاربهم المرضى إلى مراكز العزل، ويفضلون علاجهم في المنازل والصلاة من أجل بقائهم على قيد الحياة، وأشارت إلى أن عدم وجود علاج مؤكد للمرض يساعد على زيادة هذه الممارسات، مؤكدة أن هكذا سلوك يزيد من صعوبات الحجر الطبي ويقوض الجهود الرامية لوقف انتشار الوباء.
وأشار خبراء صحة نيجيريين إلى أن جيران وأقارب الخمسة المصابين بالمرض والذين انتقلت إليهم العدوى عبر سوير، لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد، لكن التأخر في تطبيق إجراءات مكافحة العدوى قد يؤدي إلى انتكاسة جديدة في معركة القضاء على الإيبولا، بل قد يؤدي إلى أسوأ حالة انتشار لفيروس في التاريخ.
أرسل تعليقك