لندن ـ سليم كرم
تمثّل فرصة الطيران على طائرة خاصة تقدر بعدة ملايين من الدولارات، بالنسبة للكثيرين تجربة العمر، لكنها بالنسبة إلى مصور الطائرات نيك غليس تمثل يوم عمل عادي.
وقال غليس لـ"ديلي ميل" :"لقد ذهبت إلى جميع الأماكن في العالم التي أردت أن اذهب إليها، من أوروبا إلى الشرق الأقصى، إلى أي مكان في الولايات المتحدة وإلى جزر نيوزيلندا، ففي إحدى المناسبات، ذهبت من أدغال بورنيو إلى قمة 12،000 قدم من جبال الألب السويسرية في أقل من 24 ساعة"، وأضاف "كانت تجربة مثيرة جدا، ولكن ما يبهرني ليست الرحلات ولكن الطائرة نفسها بما فيها من أشياء فخمة ولا تصدق وتفاصيل صارخة وتصاميم رائعة".
ونادرا ما ترى أو تنشر تلك الصور لحماية خصوصية العملاء رفيعي المستوى، ومع ذلك، يمكن وبإذن من أصحاب الصور، أخد صور عامة لنشرها، وبعد 30عاما من التصوير المحترف للطائرات لازالت بعض الطائرات تمثل رهبة لديه عندما يخطوا على متنها، ويكمن التحدي في التقاط الصور بنقل الشعور ذاته وليس مجرد التصميم.
ويستخدم غليس تقنية تدعى "قبل التصور" في التصوير الفوتوغرافي لمساعدته على القيام بذلك - وهو شيء كان يدرسه من قبل المصور الأسطوري أنسل آدمز، ويقول "أنا أتحقق بعناية فائقة من الطائرة وأتحدث إلى المصممين قبل التقاط الكاميرا، فقد درّس هذا المفهوم لي انسل آدمز عندما كنت مصور هاو فكلما تتغير التصاميم تتغير طريقة التصوير"، وتابع "الصورة تحتاج إلى رسم المشاهد والمميزات والتصاميم بحرفية وإظهار مجهود الأشخاص اللذين عملوا بجد لإنتاج هذا الصرح، مثل البالوعة العميقة، المصنوعة من أصداف أذن البحر، لقد تغيرت مفاهيم التصميم الشعبي بشكل كبير على مدى العقود الثلاثة الماضي".
وعلى الرغم من أن التصاميم قد تغيرت، ظلت الطائرات المفضلة لدى الغالبية نفسها، فعملاء غليس يفضلون الطائرات التجارية الأكبر من "بوينغ" و"إيرباص"، موضحًا أن الأهمية تكمن بالمساحة الكبيرة لهذه الطائرات المصممة حسب الطلب، لأن الراحة هي أولوية عالية لأصحاب الطائرة الذين يقضون الكثير من الوقت مسافرين عبر الدول، "إذ أن هيكل الطائرة يسمح لمزيد من"وسائل الراحة مثل سرير كامل الحجم، دش، غرفة الطعام، وما إلى ذلك".
ومع ذلك، كلما كانت الطائرة أكبر كلما قل عدد الأماكن التي يمكن أن تطير إليها، وكلما زادت تكلفة التشغيل، وكلما احتاجت إلى معدات دعم خاصة على الأرض ومدرج اكبر جنبا إلى جنب مع العوامل الأخرى، وهناك جانب آخر مهم في التصميم الداخلي للطائرة و الوزن - الذي يتعلق خصوصا بالأثاث المسموح به على متن الطائرة. إذ تختلف الكراسي والخزائن وحتى الأسرّة على هذه الطائرات المخصصة اختلافا جوهريا عن نظيراتها على الأرض - نظرا لأن عليها أن تبقى ثابتة أثناء الطيران عبر الهواء.
ومن أكثر الطائرات المفضلة لدى غليس هي طائرة- بوينغ 777 بقيمة 320 مليون دولار، وهو ملزم تعاقديا وملزما أخلاقيا "بعدم الإفراج عن أي صور دون موافقة صريحة من أصحاب الطائرة - لكنه قال إنها كانت واحدة من التصاميم الفريدة التي رأها على الإطلاق، حيث علق "مازلت هذه الطائرات تخيفني".
وحصل غليس على بداية تدريبه في التصوير الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية على يد أنسل آدمز - المعروف بصوره السوداء والبيضاء لجمال الطبيعة. ويعد ما يجنيه غليس من تطوير الطائرات الفاخرة اكبر بكثير من ما يجنيه من تصوير المناظر الطبيعة لذا بدأت العمل مع إيريزارتش، وهي شركة تصنيع لتكنولوجيا الفضاء.
أرسل تعليقك