واشنطن - رولا عيسى
نشر موقع "ديلي ميل" تقريرًا عن الرحلة البحرية على متن السفينة "كروز" لتستكشف جمال وروعة خليج النرويغ، ويسرد التقرير تفاصيل واحدة من الرحلات البحرية إلى المضايق النرويغية، وهي واحدة من أفضل العطلات التي قضاها محرر الصحيفة من أي وقت مضى، بحسب قوله.
أضاف التقرير أن تلك النوعية من الرحلات البحرية سجلت عدد قياسي من البريطانيين التي يبلغ 1،7 مليون بريطاني سافروا على متن السفن السياحية في العام الماضي، فقد يفضل السائح فصل الصيف لأنه يعد أفضل مقدمة لهذا النوع من السياحة الذي يستعرض جمال الطبيعة في فيوردات النرويغ الهادئة موانئها الناعسة، وهي فرصة استرخاء نادرة للسائح في استعراض جمال الطبيعة القطبي في شمال الكرة الأرضية من مقعده الوثير في مقصورته الخاصة التي تطل على هذا العالم الطبيعي بنافذة خاصة على جانب سفينة الكروز، ولكن ذلك لا يعني قضاء كل الرحلة في استجمام وكسل فهناك من الأنشطة المتعددة ما يكفل قمة النشاط للضيوف.
بعض هذه النشاطات تكون داخل سفن الكروز نفسها من حمامات سباحة وقاعات تريض وأخرى للتمرينات، ومنها خارج السفينة في صيغة رحلات استكشاف تنظمها إدارة السفينة عند كل توقف في ميناء نرويغي، وتذهب هذه الرحلات لاستكشاف مدن داخلية وجبال ومتابعة شمس منتصف الليل في فصل الصيف ومشاهدة شلالات مائية هائلة الارتفاع وخلجان مائية هادئة وتنطلق بعض الرحلات على سطح الجليد باستخدام منصات تجرها الكلاب، بالإضافة إلى العروض الموسيقية ونوادي أطفال ممتازة، والتي من شأنها أن تبقي الأطفال متحفزين ونشطين، النرويغ بلد مذهلة، وقد يكون عدد الرحلات البحرية أقل خلال فصل الشتاء وتقتصر على السفن النرويغية فقط، إلا أنها تجذب بعض السياح الذين يتوقون إلى مغامرات من نوع مختلف حيث تنطلق الرحلات الشتوية لمشاهدة أضواء الشفق الشمالي (أوروا) وهي ظاهرة طبيعية تظهر خلالها موجات ضوئية ملونة في ظلمة شتاء القطب الشمالي لتضيء الأرجاء في عرض رائع للأضواء المتحركة.
وتتيح سياحة الفيوردات النرويغية فرص تصوير جيدة لمظاهر الطبيعة وأيضا للأحياء البحرية من حيتان ودلافين، وتمر السفن على جبال بركانية يكسوها الجليد ووديان خضراء تنتهي إلى حافة المياه، وبين هذه المظاهر الطبيعية النقية تتناثر الموانئ النرويغية الصغيرة بتعدادها الصغير وأسلوب حياتها البطيء.
وتختلف سفن الكروز النرويغية عن غيرها في أنها تؤدي وظيفة عملية بالإضافة إلى نقل السياح، فهي تنقل البضائع بين الموانئ وتحمل البريد وتقل الركاب المحليين بين ميناء وآخر، وقد لا تكون بدرجة فخامة سفن الكروز العالمية التي تجوب المحيطات ولكنها تقدم درجة فخامة مناسبة للسياح وتوفر لهم المياه الساخنة والطعام الجيد ومقصورات تشبه غرف فنادق الثلاث نجوم، وهناك كثير من شركات الكروز النرويغية المشهورة مثل فريد أولسون وهرتيغروتن وكلاهما يمثل عماد صناعة الكروز النرويغية، وتتميز سفن هرتيغروتن بألوانها الثلاثية الحمراء والبيضاء والسوداء، وتمر هذه السفن على كل الموانئ النرويغية الصغيرة، وللعائلات التي تسافر مع أطفال يمكن اختيار سفن "إيكلبس" التي توفر برامج خاصة للأطفال مع كثير من المطاعم التي تلاءم مذاقاتهم، وتوفر السفينة حديقة واسعة يلعب الأطفال على سطحها.
وهناك من يفضل السفن صغيرة الحجم التي تصل إلى أخاديد الفيوردات النرويغية التي لا تصل إليها السفن الكبيرة، ومن هذه السفن "سيرينيسما" التي تتبع خطوط نوبل كاليدونيا، وهي تتسع لمائة راكب فقط وتذهب في رحلات مدتها أسبوعان تنطلق خلالهما بين جزر نائية ومواقع صخرية مهجورة يشاهد فيها السياح النسور ومسطحات الجليد وشلالات المياه، ويختار الركاب بين الذهاب في رحلات استكشاف على الأقدام عند رسو السفينة أو الاكتفاء بالمشاهدة عن بعد من داخل السفينة نفسها، ولمن يبغي الفخامة في رحلات الكروز النرويغية فعليه بسفينة مثل كوين إليزابيث من خطوط كونارد التي تمر على الموانئ الرئيسية في النرويغ مثل بيرغن والسوند وترومسو وألتا، وتتوقف السفينة لمدة يوم وليلة في كل ميناء وتتيح فرصة للركاب لقضاء ليلة في منزل من الجليد في الموانئ الشمالية مثل ألتا.
ولكن أحد أكثر خطوط الكروز خبرة في منطقة الفيوردات النرويغية هي خطوط شركة نرويغ كروز لاين التي توفر كثيرا من المزايا لركابها مثل الكبائن المجاورة للعائلات كبيرة العدد والجمع بين الإقامة التقليدية والتجديد في الديكور والمطاعم، وعلى رغم اسمها فإن المقر الرئيسي للشركة يقع في ميامي الأميركية، كما أنها توسعت في تنظيم رحلات الكروز لمناطق أخرى في العالم تمتد من أستراليا إلى البحر الكاريبي، وهي تعتمد على فلسفة "الأسلوب الحر" في التخلص من ضرورات الملبس الرسمي أثناء تناول الطعام وخيارات الوجبات المحدودة إلى درجة أن شركات الكروز الأخرى بدأت في تقليد الخطوط النرويغية، ومن بين أحدث السفن التي تجري رحلات كروز دورية في خلجان النرويغ السفينة أزورا التي تبحر من ميناء ساوثهامتون البريطاني وتصل بعده إلى العرين التاريخي لقبائل الفايكنغ في ميناء ستافنغر النرويغي، ويعد الميناء التاريخي هو المدخل الطبيعي لفيوردات النرويغ، وبعدها تنطلق السفينة إلى ميناء السوند الذي يتميز بفنونه ومعماره ومتاحفه، وبه أيضا أكبر حديقة أسماك في أوروبا، ويأتي بعده ميناء غيرانجر الذي يوفر رحلات على الأقدام للإطلال على فيورد قريب يتميز بالجمال الطبيعي ونقاء مناخه، وتستمر السفينة لمسافة تسعة أميال في فيورد غيرانجر الذي يعد من أجمل فيوردات النرويغ وأكثرها شهرة بين السياح، أما الميناء الأخير في الرحلة فهو برغن، وهو مصنف ضمن التراث الإنساني من منظمة اليونيسكو وكان في الأصل مستعمرة لقبائل الفايكنغ.
ولمن يفضل الالتحاق بهذه الرحلة الدورية التي تستمر أسبوعا يمكنه أن يبدأ من ميناء ساوثهامتون الذي يبعد عن لندن نحو 90 دقيقة بالسيارة، ويمكن الاستعانة بطاقم الخدمة لصف السيارة في موقع أمن ونقل الأمتعة وتسهيل مهمة الانتقال إلى سفينة الكروز، وتشمل التكلفة الإجمالية لرحلات الكروز الإقامة الفاخرة في مقصورة من اختيار الضيف وجميع الوجبات أثناء الرحلة وبرامج الترفيه ونوادي الأطفال بالإضافة إلى النشاطات الترفيهية والرياضية، ويختار الضيف مقصورته بين كثير من المقصورات مكيفة الهواء كما يتمتع بمضيف شخصي وتلفزيون وراديو ومجفف شعر وبراد وخزانة بالإضافة إلى معدات لتحضير المشروبات الساخنة ومفروشات نظيفة يوميا، ويستقبل المطعم الرئيسي في السفينة كل الضيوف لثلاث وجبات يوميا، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة في كثير من المطاعم والكافيتريات، وفي وقت العصر يقدم بوفيه السفينة الشاي والكعك والسندوتشات إلى الضيوف يوميا.
وتتوفر السفينة على مسرح خاص عروضا فنية يوميا منها الكوميدي ومنها الاستعراض الراقص ومقطوعات الموسيقى وحفلات الرقص، كما توفر قاعة سينما لمن يفضل مشاهدة أحدث الأفلام، ويتمتع الأطفال بأندية توفر كثيرا من النشاطات تحت رعاية مشرفين متخصصين، وتقدم الأندية كثيرا من أنواع التسلية والنشاطات طوال اليوم كما توفر خدمة رعاية أطفال لمن هم دون الخامسة عمرا أثناء الليل، وتشمل الأنشطة الترفيهية الأخرى المتاحة للضيوف ألعاب كرة القدم والتنس وكرة السلة وحمامات السباحة والجاكوزي، مع صالة تريض كاملة المعدات وتطل بمشاهد على البحر، ويمكن للضيوف التمتع بخدمات السونا وحمامات البخار، ويترك كثير من زبائن الشركة السابقين كثيرا من التعليقات الإيجابية على موقعها الإلكتروني يشرحون فيها كيف استمتعوا بالرحلة البحرية وبجميع الخدمات التي قدمت لهم، وتبدأ أسعار هذه الرحلة من نحو ألف دولار للفرد الواحد، ويمكن الجمع بين النرويغ ومواقع أوروبية أخرى في رحلات كروز تستمر لمدة عشرة أيام وتبدأ أيضا من مدينة ساوثهامتون، وهي لا تختلف كثيرا في سعرها عن رحلات الأسبوع الواحد التي تقتصر على فيوردات النرويغ، وأحد نماذج هذه الرحلات رحلة تقوم بها السفينة أورورا وتشمل زيارات موانئ هامبورغ الألمانية وكوبنهاغن الدانمركية وأوسلو وأمستردام بالإضافة إلى موانئ النرويغ.
بعض الحقائق حول رحلات الكروز: تصل قيمة صناعة الكروز العالمية إلى 40 مليار دولار سنويًا، كما يبلغ عدد السياح الذين يستخدمون سفن الكروز في أوروبا وحدها يصل إلى 6،7 مليون سائح، أكبر سفينة كروز في العالم اسمها "أواسيس أوف ذا سيز" (واحة البحار) وتصل حمولتها إلى 225 ألف طن وتحمل 5400 راكب ويخدمها 2200 بحار، ويصل طول السفينة إلى 1187 قدما وارتفاعها فوق سطح المياه إلى 213 قدما، وبها 3300 ميل من الكابلات الكهربائية أي ما يماثل عرض مساحة الولايات المتحدة، يمكن البقاء في أحد الموانئ النرويغية لفترة من الوقت والالتحاق بالسفينة في رحلة العودة، ويمكن هذا مع رحلات شركة هرتيغروتن التي تمر على 34 ميناء خلال فترة 12 يوما، كما ان بعض رحلات الكروز النرويغية تواصل الإبحار شمالا حتى تدخل الدائرة القطبية، على عكس الفنادق التي يصلها الضيوف على فترات مختلفة فإن ركاب سفن الكروز يصلون بأمتعتهم في الوقت نفسه تقريبا، ولذلك قد تمضي عدة ساعات قبل وصول الحقائب إلى مقصورة الضيوف، والأفضل هو الذهاب لتناول مشروب والإطلال على البحر حتى تصل الحقائب.
أرسل تعليقك