لندن ـ كاتيا حداد
دفعت المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيسية التايوانية تساي إنغ ون، العلاقات بين البلدين إلى حالة أكثر تعقيدًا مما قبل، ولا يعني هذا أن نسبة السياح البريطانيين داخل تايوان وبالتحديد العاصمة التايوانية، تايبيه، سوف تتأثر. حيث يبلغ عددهم في العام الواحد حوالي 38 ألف سائح، وهي مدينة تتميز بأمنها وكرم ضيافتها وعراقتها، ناهيك عن أنها أسهل الأماكن التي يمكن زيارتها في القارة الآسيوية.
ونشر خبير السفر والسياحة البريطاني، جون أوكيليه، مقالًا في صحيفة "تلغراف" البريطانية، يروي فيها تفاصيل رحلته إلى عاصمة جمهورية الصين أو تايوان، تايبيه، حيث يستهل الرحلة بزيارة متحف القصر الوطني.
وذكر أوكيليه: "من أبرز معالم المدينة، متحف القصر الوطني هناك، وهو أحد المتاحف الوطنية لجمهورية الصين، ويضم مجموعة دائمة من أكثر من 696 ألف قطعة من التحف والأعمال الفنية الصينية القديمة، مما يجعله واحدًا من أكبر المتاحف في العالم. ومقتنيات التحف تشمل أكثر من 8 آلاف سنة من التاريخ الصيني من العصر الحجري الحديث إلى أواخر عهد أسرة تشينغ. معظم المقتنيات عالية الجودة وتم جمعها من قبل أباطرة الصين القديمة، وتم نقلها خلال الحرب الأهلية الصينية".
ويشير إلى أن المتحف مبني على غرار القصور الملكية الموجودة في شمال الصين، وهو يقع على تلال خضراء في ضواحي المدينة، ويمتاز بجماله وأناقته الشديدة، حيث يضم طوابق عديدة وصالات واسعة تعرض أحجارًا كريمة مضيئة، وخزف صيني مثل الأواني الأثرية البرّاقة، وقوارير السعوط والمشغولات البرونزية النادرة، فضلًا عن الأشياء الأخرى المثيرة للانتباه، مثل الزورق المصغر المتخم بتفاصيل معقدة والمنحوت من بذر الزيتون. وكما يشتهر المتحف البريطاني بحجر رشيد واللوفر بالموناليزا، يشتهر هذا المتحف بمنحوتة ملفوفة صغيرة مصنوعة من الزجاج الملون.
وأضاف: "إضافة إلى ناطحة سحاب تايبيه 101، وهو أطول مبنى في العالم بعد برج خليفة، ربما يكون هذا المتحف هو الوجهة العالمية فقط في المدينة التي جذبت انتباهي. إن هذه المدينة هي المكان المثالي الذي يمكنك استكشافه دون الالتزام بالذهاب إلى المناطق التي تشهد رواجًا واسعًا من قبل السياح. ذهبت بعد ذلك إلى قاعة تشيانغ كاي شيك التذكارية الهائلة، والتي هي عبارة عن صرخ عملاق من الرخام الأبيض متوج بسقف ثماني مصنوع من الكوبالت الأزرق. وهذا هو المكان الذي شهد انطلاق حفل تغيير حرس المدينة التاريخي. يطل المبني على ساحة الحرية الكبيرة والخاطفة للأنفاس التي تضم كلا من قاعة الموسيقى الوطنية والمسرح الوطني، وهي مباني تكاملية ذات أسقف منحنية".
وتابع: "تقع وراء هذين المعلمين، الأسواق الليلية المترعة بأكشاك الطعام التي تقدم أطباق الصين الشهيرة، مثل عجة المحار والحبار المشوي وطبق الدجاج المقلي بالفلفل الحار، والموتشي وأطباق ذات طابع يتسم بالخصوصية مثل كعكة دم لحم الخنزير. وغالبًا ما يفضل السياح الذين ليس لديهم متسع من الوقت، زيارة سوق شيلين، أقدم وأكبر سوق ليلي بالمدينة. وهو المكان الأسوأ للشخص النباتي، لذا فإن البديل له هو مطعم دين تاي فونغ العالمي والذي يعد أحد أكثر المطاعم شعبية في آسيا. أما عن مكان إقامتي فكان فندق ماندارين أورينتال تايبيه الذي افتتح مؤخرًا، والذي أضاف رونقًا خاصة للعاصمة التايوانية".
ولفت إلى أن الفندق مستوحى من القصور الإقطاعية الفرنسية الباهرة، وهو بلا شك أحد الوجهات المميزة في المدينة بل في جهورية الصين أجمع، إذ توج بهو الفندق الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار بثريا أنيقة تحتوي على أكثر من 50 ألف كريستالة وشظايا من العنبر، أما البهو نفسه فهو مهيب بشكل يخلب الألباب فهو مترع بتفاصيل شديدة الجمال.
كما أن الأماكن العامة في الفندق، تأتي بلمسات من الفولاذ المصقول يدويًا، والبرونز والزنجبار العتيق، فضلاً عن أن غرف النوم تعد من أكثر الأماكن رحابة وجمالاً في المدينة، فهي تضم مجموعة كاملة من الأثاث الفاخر والراقي، ولها ممر يوصل إلى صالة النادي السرية التي يمكنك تناول وجبات الإفطار بها وأنت ترتشف نبيذ الرونا. وتوفر جميع الغرف للضيوف تكييف هواء وتلفزيون، وتحتوي أيضًا على آلة لصنع القهوة، ويتميز الحمام الخاص بدش وحوض استحمام ومجفف شعر، ويمكنك الاستمتاع بإطلالات على المدينة من الغرفة، وتشمل المزايا الإضافية مكتب.
ويضم ساونا مشتركة ومكتب استقبال يعمل على مدار الساعة وحديقة، وتشمل المرافق الأخرى المتوفرة في مكان الإقامة مرافق اجتماعات ومكتب للجولات السياحية وخدمة تخزين الأمتعة، ويوفر مكان الإقامة أيضًا مواقف مجانية للسيارات. ويقع الفندق على بُعد 5 دقائق بالسيارة من مطار سونغشان الدولي وعلى بعد 40 دقيقة بالسيارة من مطار تايوان الدولي، ويقع كل من منطقة شينيى للتسوق والأعمال وتايبيه 101 على بعد 10 دقائق بالسيارة.
أرسل تعليقك