توقيت القاهرة المحلي 05:35:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنواوسط المدينة القديم يضم أكثر من عشرة آلاف زقاق

فاس تتزيّن بحلة جديدة وترمّم معالمها التاريخية لمنافسة مراكش

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فاس تتزيّن بحلة جديدة وترمّم معالمها التاريخية لمنافسة مراكش

مجموعة من السياح للاستمتاع بمشهد معمل دباغة تقليدي تمّ تجديده أخيرا في فاس
مراكش- مصر اليوم

تتزاحم مجموعة من السياح للاستمتاع بمشهد معمل دباغة تقليدي تمّ تجديده أخيرا في فاس، المدينة المغربية العريقة التي تزيّنت بحلة جديدة عن طريق ترميم معالمها التاريخية وزيادة رحلات الخطوط الجوية، وهي تطمح لمنافسة مراكش، الوجهة السياحية الأولى للمملكة.

 ويقول نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة ياسر جوهر إن فاس الواقعة في وسط المغرب "عبارة عن متحف مفتوح"، مشيرا إلى أن وسط المدينة القديم يضم "أكثر من عشرة آلاف زقاق ما يجعله واحدا من أكبر فضاءات التجوال مشيا على الأقدام في العالم".

 وبذلت جهود جبارة لإنقاذ كنوز المدينة العتيقة لفاس المصنفة تراثا عالميا، من الاندثار. وخصص أكثر من بليون درهم (نحو 92 مليون يورو) لتمويل برنامجين متتالين منذ 2013 لترميم وتجديد تراث معرض للتلف، وتحريك بركة السياحة الراكدة، حيث كان الوضع في المدينة يقتضي تحركا عاجلا. ففي نهاية الثمانينات، كان أكثر من نصف مبانيها العتيقة في حالة "متدهورة"، وحوالى عشرة بالمئة منها مهددا بالاندثار، بحسب دراسة نشرتها السلطات المحلية.

 وبُنيت فاس في القرن التاسع لتكون عاصمة للدولة الإدريسية التي تعد رسميا أول إمارة إسلامية في المغرب. وظلت على مرّ القرون عاصمة الدول المتعاقبة على حكم المغرب، إلى جانب مراكش، وتحتضن المدينة التي تلقب بعاصمة المغرب الروحية، تسعة آلاف مبنى تاريخي، منها 11 مدرسة دينية و83 ضريحا و176 مسجدا و1200 ورشة للصناعة التقليدية. فضلا عن القصور الفسيحة بحدائقها الغناء، والبازارات الواسعة والحوانيت الصغيرة التي تعرض منتجات الخياطة والفخار والنسيج أو التحف المعدنية.

 وتختزن المدينة نفائس سياحية أخرى مثل النافورات الأنيقة، والأقواس المزينة بخشب الأرز في الخانات القديمة والمخطوطات العتيقة لمكتبة جامعة القرويين، أقدم جامعة في العالم. لكن معامل الدباغة التقليدية تظل أكثر ما يجذب السياح.

 وبسبب انعدام الصيانة وقلة الموارد العمومية، غرقت المدينة العتيقة لفاس في "مسار تدهور بطيء كما عانت ساكنتها من التفقير والتهميش"، بحسب دراسة للسلطات المحلية. ويوضح مدير وكالة التنمية وردّ الاعتبار لمدينة فاس فؤاد السرغيني "قمنا بتجديد آلاف البنايات، الدور أو المعالم التاريخية منتقاة تبعا لحالتها ودرجة الاستعجال".

 وتمّ ترميم أربعة آلاف مبنى، بينها 27 معلما تاريخيا، خلال الفترة بين 2013 و2018، بحسب معطيات رسمية. ودشن ملك المغرب محمد السادس في منتصف نيسان (أبريل) معالم تاريخية مرممة، معطيا في الوقت نفسه إشارة لانطلاق الأشغال في الشطر الثاني من البرنامج، بيد أن التسرّع في عمليات الترميم يعطي أحيانا نتائج عكسية. ونبهت لجنة رسمية، إثر الزيارة الملكية للمدينة، إلى ضرورة الحرص على ألا تغير تلك العمليات أوضاع المباني "نحو الأسوأ"، مشددة على ضرورة احترام "أصالتها" و"هندستها الأولية".

 ويشبّه سليم بلغازي (33 سنة) "المدينة العتيقة لفاس بكنز حي (...) لا يمكن أن نتعامل معه باستخفاف". وحوّل هذا الشاب المتحدّر من عائلة فاسية ميسورة رياضا (دار مغربية تقليدية) يرجع تاريخه إلى القرن 14 إلى متحف خاص. وهو يعبر عن أمله في أن تحافظ المدينة على روحها.
 
إذا كانت عمليات الترميم تسعى لاجتذاب مزيد من السياح، فإنها تثير مخاوف البعض من أن تمس روح المدينة العتيقة وأصالتها، كما حدث في مراكش، الوجهة السياحية الأولى بالمغرب.

 واستفادت فاس التي تطمح لكي تصبح وجهة سياحية رئيسية، من توسيع مطارها وتكاثر الخطوط الجوية المنخفضة الكلفة مع مدن أوروبية. وارتفع عدد القادمين إليها من 108 آلاف سنة 2004 إلى أكثر من 1,3 مليون في 2018. كما تجاوز عدد حجوزات الفنادق المليون السنة الماضية، استنادا إلى أرقام رسمية.

 ويبدي المدير الجهوي للصناعة التقليدية عبد الرحيم بلخياط سعادته لكون "توافد السياح يعود بالنفع على قطاع الصناعة التقليدية" الذي يعيش منه مباشرة أو بشكل غير مباشر ثلاثة أرباع سكان المدينة العتيقة.

 وبحسب وثيقة رسمية نشرت سنة 2005، تهدف السلطات إلى تحويل المركز التاريخي للمدينة إلى "واجهة" للصناعة التقليدية، والورشات إلى مجرد محلات "للبيع"، على أن يتم نقل صناعات مثل النقش على النحاس أو الفخار إلى خارج أسوار المدينة العتيقة نظرا لما تخلفه من إزعاج.

 ويقول بلخياط "لدينا رؤية ونعرف أين نسير"، مفتخرا بـ"الحلة الجديدة" لفاس وصناعتها التقليدية "الفاخرة".

 وانتقل نحو ستة آلاف حرفي من فخارين ونحاسين إلى موقعين جهزا بمبان حديثة بعيدا عن مركز المدينة العتيقة. ويرتقب أيضا أن تنقل دباغة الجلود إلى منطقة صناعية تحتضن سوقا للجلود الخام.

 في انتظار ذلك ما تزال هذه الدباغة تمارس في أحواض يملؤها الجير وفضلات الحمام وملونات طبيعية، داخل المعامل التقليدية وسط المدينة القديمة. ويشرف عليها عمال يتبعون تقنيات متوارثة عبر الأجيال.

 ويقول العامل نبيل أكروض (36 سنة) إن "أشغال الترميم حسنت ظروف العمل، لكن الأجور ما تزال متدنية، بين 80 إلى 250 درهما (7 إلى 23 يورو) في اليوم"، شاكيا "غياب تغطية صحية".

 وتنبعث روائح كريهة من أحواض الدباغة، لكن السياح لا يملون من متابعة المشهد من الشرفات المطلة على ساحة المعمل. 
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ  
السياحة في الكويت لإجازة عيد فطر عائلية ومميَّزة
المشّاط تؤكّد حصول 80 فندقًا في مصر على شهادة "النجمة الخضراء"

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاس تتزيّن بحلة جديدة وترمّم معالمها التاريخية لمنافسة مراكش فاس تتزيّن بحلة جديدة وترمّم معالمها التاريخية لمنافسة مراكش



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon