القاهرة - محمود حساني
توّقع عدد من الخبراء المعنيين بالقطاع السياحي في مصر عودة رحلات الطيران مع موسكو، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، أو في مطلع شهر نيسان/ أبريل المقبل، على أقصى تقدير، بعدما نفّذت الحكومة المصرية 90 % من خارطة الطريق لاستئناف الرحلات بين البلدين، والتي تتضمن مجموعة من الاشتراطات والمتطلبات التي تقدم بها الجانب الروسي، والتي كان آخرها تشغيل بوابات دخول العاملين في المطارات بالبصمة، وهو ما كان محل إشادة واسعة من الجانب الوفود، التابعة لوزارة النقل الروسية، والتي تفقدت الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية خلال الشهرين الماضيين .
واستبعد الخبراء، في لقاءات مع "مصر اليوم"، أن يكون هناك تعنتًا من الجانب الروسي في عدم استئناف الرحلات بين البلدين طوال هذه المدة، مؤكدين أن هذا الأمر يخضع لترتيبات معينة من جانب القيادة السياسية، والتي تُحظى بعلاقات جيدة وطيبة مع نظيرتها المصرية، والتي من شأنها أن تساهم في حسم هذا الملف خلال الفترة المقبلة، وإعلان استئناف رحلات الطيران بين البلدين مُجددًا.
وتتمتع القاهرة وموسكو بعلاقات صداقة قديمة، تعود إلى ما قبل 1784. وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكلاً رسميًا في عام 1943، مع الاتحاد السوفيتي السابق. وتطورت واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانتهاء الوجود القانوني له، في 26 كانون الأول / ديسمبر عام 1991.
وشهدت العلاقات توترًا كبيرًا مع سقوط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، والتي أودت بحياة 224 راكبًا، وبعدها صدر قرار بتعليق الرحلات الروسية إلى مصر، وحظر استقبال رحلات مصرية، إلا أن الترتيبات التي جرّت خلال الفترة الأخيرة، بين الجانبين، تحمل معها بشائر أمل قوية لاستئناف رحلات الطيران بين البلدين، إذ وافقت الحكومة الروسية، في 17 شباط/ فبراير الماضي، على بروتوكول سلامة الطيران بين الاتحاد الروسي ومصر، وفقًا لمرسوم مجلس الوزراء، الذي وقعه رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف.
وبمقتضى هذا البروتوكول، يراقب نواب في روسيا إنجاز إجراءات سلامة الطيران مع المتخصصين المصريين في المطارات الدولية في البلاد، وهو الأمر الذي سيعتمد على تحقيق متطلبات سلامة الطيران من قبل الجانب المصري . ووفقاً للبروتوكول، يمكن إقامة كيان قانوني مستقل لتعقب سلامة الطيران، لتكون موسكو قادرة على التحكم في إجراءات ضمان سلامة الطيران الروسي في مصر.
وفيما يتعلق بإمدادات الطائرات والركاب والبضائع والأمتعة والبريد وتموين الطائرات، فإن موسكو ستكون مُلزمة بهذا الأمر، وستتم مراقبة الرحلات الجوية المصرية الروسية من قبل الاتحاد الروسي، والمسؤولين في شركات الطيران في مصر، على أن تتحرك الرحلات بإذن من خبراء سلامة الطيران الروسي .
ويعيش قطاع السياحة في مصر حالة تدهور غير مسبوقة، منذ اندلاع ثورة 25 كانون الثاني / يناير 2011، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، وما صاحبها من انفلات أمني مروّع، ضرّب أرجاء البلاد، ما دفع الكثير من السياح إلى الإحجام عن زيارة مصر. وكشفت آخر إحصائية صادرة عن وزارة السياحة المصرية عن انخفاض عدد السياح في مصر من 14.7 مليون سائح سنة 2010 إلى 6.6 مليون سائح خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2015 .
أما العائدات، فلم تتجاوز 4.6 مليار دولار خلال عام 2015، وفق الاتحاد المصري للغرف السياحية، الذي وصف عام 2015 بأنه الأسوء في تاريخ السياحة المصرية على الإطلاق.
أرسل تعليقك