ألقى خالد العناني وزير السياحة والآثار، محاضرة بأكاديمية ناصر العسكرية العليا لدارسي دورة الأكاديمية لزمالة كلية الحرب والدفاع، وذلك عن جهود وزارة السياحة والآثار في مجال الحفائر والاكتشافات الاثرية ومشروعات ترميم الآثار وتطوير وبناء المتاحف، واسترداد الآثار المهربة، وتطوير المناطق السياحية والأثرية.
جاء ذلك تلبية للدعوة التى قدمتها له الأكاديمية في إطار سلسلة لقاءات "نقل الخبرة" التى تقوم الأكاديمية بتنظيمها للوزراء والسفراء وكبار رجال الدول مع مختلف الدارسين بالأكاديمية.
واستهل العناني كلمته بتسليط الضوء على أهم ما شهده قطاع السياحة المصري خلال الفترة الماضية، وإبراز إنجازات الدولة المصرية في الحفاظ على تراثها الحضاري وما شهده قطاع الآثار في الآونة الأخيرة من افتتاحات واكتشافات أثرية ومشروعات أثرية تعمل الدولة على الانتهاء منها.
واستعرض الوزير، من خلال عرض تقديمي، أحدث الاكتشافات الأثرية التي أعلن عنها، والتي شهدت تغطية إعلامية واسعة النطاق محلياً ودولياً مما ساهم في الترويج للمقصد السياحي المصري وجذب أنظار العالم إلى مصر، منوها إلى أن هناك 270 بعثة أثرية مصرية وأجنبية ومشتركة تعمل في مصر من 25 دولة.
وأكد أن معظم هذه الاكتشافات تمت بأيادي مصرية خالصة، ومن أهمها الكشف عن مقبرة النبيل خوي ومقبرة واحتي وورشة للتحنيط وأكثر من ١٠٠ تابوت ملون بمنطقة آثار سقارة، بالإضافة إلى خبيئة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر، مشيرا إلى أنه خلال الثلاث سنوات الماضية حصدت بعض الاكتشافات الأثرية بمنطقة سقارة على أفضل ١٠ اكتشافات في العالم للعام وفقاً للاستفتاء التي أجرته مجلة الآثار الأمريكية "Archaeology Magasine".
وأشار إلى أن الوزارة تولي جهودا حثيثة لاستعادة الآثار المصرية المهربة بالخارج، وذلك في ضوء ما تقدمه الدولة المصرية ومؤسساتها من اهتمام بالغ للحفاظ على تراثها وتاريخها الحضاري، حيث نجحت الوزارة في استرداد عدد كبير من القطع الأثرية من مختلف الدول، منها ١٩٥ قطعة أثرية و٢١٦٦٠ عملة من إيطاليا عام ٢٠١٨، وتابوت نجم عنه في ٢٠١٩ من نيويورك بأمريكا، و٤٤٠ قطعة من الإمارات في ٢٠١٧ و٥٠٠ قطعة من واشنطن عام ٢٠٢١ و ١١٤ قطعة من فرنسا عام ٢٠٢١.
وأوضح أنه تم أيضاً ضبط بعض العملات الأثرية بالمنافذ المصرية والخاصة بدول أخرى، حيث تم تسليمها لسفراء هذه الدول في القاهرة، وهم دول كل من السعودية واليمن والعراق والهند والصين.
وتحدث عن معارض الآثار الخارجية المؤقتة ودورها في الترويج السياحي لمصر وخلق صخب إعلامي كبير، منها معرض آثار الملك توت عنخ آمون بأمريكا وفرنسا وإنجلترا من ٢٠١٨-٢٠٢٠، ومعرض ملوك الشمس بالمتحف القومي بالعاصمة التشيكية براغ عام ٢٠٢٠، ومعرض الكنوز الذهبية للفراعنة بموناكو ٢٠١٨ و تابوت أثري بمعرض اكسبو ٢٠٢١.
وأشا إلى أبرز الافتتاحات الأثرية التي تمت خلال الفترة الأخيرة على مستوى الجمهورية، منها متاحف ملوي والفن الإسلامي وكوم أوشيم وسوهاج ومطروح وطنطا وتل بسطا.
ولفت إلى افتتاح الرئيس السيسي لمتاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية ببولاق وسوهاج القومي، وقصر البارون امبان بمصر الجديدة، وجامع الأزهر، واستقبال السيد الرئيس لموكب المومياوات الملكية وافتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، وافتتاح رئيس مجلس الوزراء متحف للآثار في مدينة الغردقة، وهرم زوسر.
كما تحدث عن افتتاح مسجد الفتح الأثري في عابدين بالقاهرة، والمعبد اليهودي الأثري إلياهو هانبي بالإسكندرية، بالإضافة إلى افتتاح متحفي للآثار المصرية بمطار القاهرة الدولي، ومسجد والقبة الضريحية للإمام الشافعي، وافتتاح المرحلة الأولى من مشروع ترميم مسجد الطنبغا المارداني، وافتتاح وكالة الجداوي الأثرية بإسنا بمحافظة الأقصر، وافتتاح مصنع للمستنسخات الأثرية.
وأوضح أنه تم تجديد قاعة يويا وتويا في المتحف المصري بالتحرير في ذكرى تأسيس المتحف الـ116، لافتاً إلى أن أمس كان الذكرى الـ119 على إنشاء المتحف.
كما أشار إلى مشروعات الترميم وتأمين الآثار، حيث تم الانتهاء من أكثر من ٨٠ مشروع ترميم وتطوير وتأمين للآثار مثل الانتهاء من ٤ مشاريع لخفض منسوب المياة الجوفية في كل من إدفو وكوم الشقافة وكوم أمبو وسوهاج.
كما تحدث الوزير عن جهود الوزارة لتطوير الخدمات السياحية المقدمة للزائرين بالمواقع الأثرية والمتاحف، وإتاحة هذه الخدمات لتقديم تجربة ثقافية وحضارية وسياحية متكاملة لزائريها منها مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة، ومشروع تطوير منطقة أبيدوس في سوهاج، مشيراً إلى الاهتمام أيضاً الذي تشهده منطقة القاهرة التاريخية لتطويرها وافتتاحها.
ولفت إلى العمل على تطوير الخدمات بالمواقع الأثرية في معابد الأقصر والكرنك واضاءة معابد أبو سمبل والطريق المؤدي اليها واتاحة المواقع الاثرية جميعها لذوي الهمم.
وأشار إلى ترميم وتجميع وإقامة ٨ مسلات بالمواقع الأثرية والميادين، وكذلك ترميم وتجميع وإقامة 3 تماثيل ضخمة بواجهة معبد الأقصر وإقامة آثار صان الحجر والمتحف المكشوف لمسلة المطرية، وافتتاح وتطوير 3 مواقع على مسار العائلة المقدسة في إطار مشروع تطوير وإحياء هذا المسار وهي موقع سمنود بمحافظة الغربية، وموقع تل بسطا بمحافظة الشرقية، وموقع كنيسة السيدة العذراء مريم بسخا بمحافظة كفر الشيخ.
كما تحدث عن المشروعات الجارية، منها قصر محمد على بشبرا، والمتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه العام المقبل، كما تم الانتهاء من أعمال متحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار إلى المبادرة التي قامت بها الوزارة لتنظيف وصيانة التماثيل بالمياديين والمحافظات، وكذلك خطة الوزارة للعمل على رفع الوعي الأثري عن طريق تنظيم أنشطة وزيارات للأطفال في المتاحف والمواقع الأثرية المختلفة، مؤكدا أنه جاري الآن العمل على تنظيم احتفالية ضخمة بالأقصر للترويج لمحافظة الأقصر وإبراز مقوماتها السياحية والأثرية.
وفي ذات السياق، حرص الدكتور خالد العناني على تدوين كلمة بالكتيب الخاص بتدوينات الزائرين بالأكاديمية، أعرب خلالها عن فخره وتشرفه بالمشاركة اليوم في هذا اللقاء بالأكاديمية والالتقاء بمثل هؤلاء الدراسين الذين لديهم شغف بالعلم والمعرفة.
كما قدم الشكر لقيادات الأكاديمية على هذه الدعوة وعلى حسن وحفاوة الاستقبال، مشيراً إلى الدور الكبير والريادي للأكاديمية في بناء رجال وسيدات مصر.
ومن جانبه، استهل اللواء أركان حرب أيمن نعيم مدير الأكاديمية كلمته بالترحيب بالوزير، مقدماً له الشكر والتقدير على تلبيته الدعوة للحضور اليوم والذي يعكس تقدير وارتباط الوزير بالأكاديمية.
كما أشاد بالمجهودات التي يبذلها من خلال توليه حقيبة وزارة السياحة والآثار للنهوض بهذا القطاع، وبقرار القيادة السياسية بدمج وزارتي السياحة والآثار فى وزارة واحدة والذي له كبير الأثر في التكامل بين القطاعين، حيث شهدا القطاعين طفرة خلال الفترة السابقة ويشهد يومياً تطوراً كبيراً.
وأشار إلى أن أهمية مثل هذه اللقاءات لنقل الخبرات واعتبارها فرصة لتضيف لجميع الحاضرين الكثير من المعرفة عن أنشطة وأعمال الوزارات والتي من بينها أنشطة وزارة السياحة والآثار وإلقاء الضوء على أهم التطورات التي يشهدها القطاع السياحي والأثري في مصر وكذلك الخطوات التي اتخذتها مصر للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والسائحين والعاملين بمجالي السياحة والآثار.
وأردف أن الجميع يدرك أن السياحة تلعب دوراً هاماً فى اقتصايات الدول وتحتل مكانة مرموقة واهتماماً عالمياً من الحكومات، وقاطرة التنمية للاقتصاد.
كما أشاد بالحدث الحضارى التاريخي الخاص بالرحلة الذهبية لموكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية والذي تابعه العالم في أبريل الماضي، وتحدث عن المتحف المصري الكبير والذي أوشك على الانتهاء، وسيتم افتتاحه في حفل مهيب يحضره العديد من قادة ورؤساء العالم.
وفي الختام قدم رئيس الأكاديمية للوزير درع الأكاديمية تقديراً لمجهودات الوزير خلال الفترة الماضية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
اليابان تمنح وزير السياحة المصري خالد العناني وزاهي حواس وسام الشمس المشرقة
وزير السياحة المصري خالد العناني يعقد مؤتمرا صحفياً موسعاً في بورصة لندن الدولية للسياحة
أرسل تعليقك