c "ميونيخ" وجهتك المُفضَّلة للتمتّع بالقصور السياحية المميَّزة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعتمد في جمالها على المباني والساحات والأزقة

"ميونيخ" وجهتك المُفضَّلة للتمتّع بالقصور السياحية المميَّزة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ميونيخ وجهتك المُفضَّلة للتمتّع بالقصور السياحية المميَّزة

ميونيخ" وجهتك المُفضَّلة للتمتّع بالقصور السياحية
ميونيخ - مصر اليوم

ينام الليل في أحضان المدينة، فيطل القمر للسهر في جوف السماء وتتلألأ حوله نجوماً براقة وعناقيد نجمية تشع في رحاب الفضاء الواسع أضواء منيرة وكأنها مصابيح معلقة في أديم السماء. هكذا تغفو ميونيخ تحت ضوء القمر والنجوم وتترك السكون والسكينة يتغلغلان في أحيائها حتى إعلان بشائر يوم جديد. فما أن تتأهب شمس الصباح وتتمايل حبال النور في أفق العاصمة البافارية، حتى تستقبله بعجقة ناسها، وأصوات سياحها الذين غالباً ما يبدأون مشوارهم من ساحة "مارين بلاتس" التاريخية. ومن هناك دخلت المدينة لأغوص في سحرها وجمالها المتكئ على القصور، والمباني، والساحات، والأزقة، والطرقات. ها أنا من جديد في هذه المدينة الودودة التي تستحق بجدارة كل كلمات المديح والإطراء.

ساحة وقصرين!
في رحاب ميونيخ أو كما تعرف بالألمانية باسم "مينشن" وجدت نفسي تائها في روعة هذه المدينة التي تؤثر القلوب وتشدها لمعايشة ماضيها الجميل وتاريخها الذي نقش بالحجر. في "مارين بلاتس" Marienplatz وقفت مع غيري من السياح لأحدق بعظمة المباني التي تعيش عصرها الذهبي على الدوام. فأينما جال النظر كانت تبهرني تلك الأحجار العتيقة التي تعانقت مع بعضها لتشكل مباني عظيمة رائعة بتصاميها ودقيقة بزخارفها التي تنبرز للعيان على دار البلدية الجديد الرابض في القسم الشمالي من هذه الساحة الأسطورية. وكم تتعالى الصيحات والهتافات عندما تشير عقارب الساعة في أعلى برج دار البلدية الجديد الى الحادية عشرة ظهراً. ففي ذلك الوقت، وفي الثانية عشرة ظهراً، تطل من شرفة البرج الصغيرة تماثيل بأزياء ملونة، تتراقص وتتمايل على إيقاع النغمات الموسيقية التي تطلقها الأجراس لتملأ المكان فرحاً وحبوراً. وما أن يخلو المكان نسبياً من عجقة الناس، يطيب الوقوف في وسط الساحة وتأمل تمثال السيدة العذراء شفيعة المدينة الذي يربض على أعلى عامود طويل، وهو مشيد عام 1638 للإحتفاء بتحرير المدينة من القوات السويدية. عند زواياه أربعة مجسمات صغيرة يعبر كل منها كيف تغلبت المدينة على الحروب والأوبئة والمجاعة والخرافات. ومن هذه الساحة التي لها مكانة خاصة في قلوب سكان بافاريا إنتقلت إلى قصور المدينة وعرجت إلى قصر "نيمفنبـورغ" Nymphenburg Palace الذي كان المقر الصيفي لخمسة أجيال من ملوك بفاريا. تنبرز في القصر مظاهر الثراء والترف وخاصة على الجدران والنوافذ والأبواب والأسقف المشغولة بنقوشات بديعة. دخلت "صالة الجميلات" حيث علقت على جدرانها حوالي 38 لوحة زيتية لصبايا فاتنات، تم إختيارهن من قبل الملك "لودفيغ الأول"، بينهم لوحة لملكة جمال ألمانيا في القرن التاسع عشر "إيلين سالدماير" التي كانت منحدرة من اسرة فقيرة، ولكنها إقترنت فيما بعد بخادم الملك ورزقت منه بعشرة أولاد. وتضم الصالة أيضاً لوحة زيتية للراقصة والممثلة الإيرلندية "لولا مونتيز" التي كانت تربطها بالملك علاقة صداقة حميمة. وفي القصر أيضاً غرفة الملكة وفيها السرير الذي ولد فيه الملك "لودفيغ الثاني" عام 1845. في الطابق العلوي تتربع أكبر مجموعة قديمة من بورسلين "نيمفنبورغ" الذي أنتج بين عامي 1747 -1930. فأسرة "فيتلسباخ" كانت تفضل إقتناء ذلك النوع من البورسلين الفاخر. ومآثر "فيتلسباخ" المعمارية لا تتوقف هنا، بل تمتد إلى قصر "ميونيخ ريزيدانس" Munich Residenz الذي يسرد الكثير من التفاصيل الدقيقة عن حياة تلك الأسرة العريقة التي عشقت مظاهر الثراء والترف والتي ستكتشفون بعضها في باحاته العشرة، وغرفه التي يصل عددها إلى 130 غرفة، منها غرف لعرض مجموعة نادرة من التحف الثمينة إلى جانب مقتنيات الملوك التي تتوهج في واجهات زجاجية براقة. كما يضم القصر مسرحاً ضخماً، وخزينة أموال، وصالة للعملات النقدية التي جُمعت خلال فترة حكم الملك "لودفيغ الأول". إن أكثر ما نال أعجابي في القصر كانت "قاعة الآثار" المزينة بالزخارف والرسومات التي تبدأ من سقفها نصف الدائري وتلامس الأرض. إلى جانب ذلك دخلت وأعجبت بالجناح المعروف ب"غرف البابا" التي شيدت عام 1651، وحملت هذا الإسم لأن البابا "بيوس السادس" الذي يعتبر رابع أطول البابوات على كرسي البابوية في الكنيسة الكاثوليكية أمضى فيه بضعة أيام عند زيارته المدينة عام 1782.

عيشوا الرفاهية
عندما تفكرون في زيارة ميونيخ وفي اختيار مكان إقامتكم، فلا داعي للبحث كثيرا لأننا طفنا المدينة واخترنا لكم الأفضل. إنه "بايريشرهوف" Bayerischer Hof أحد أهم وأرقى فنادق ميونيخ الذي أوجد بينه وبين العاصمة البافارية حكاية طويلة ترجع إلى أكثر من 175 عاماً. وقد شكل منذ تاريخ إفتتاحه عام 1841 علامة مميزة في عالم الضيافة والخدمات الفندقية. وبذلك نجح على مر السنين بأن يكون مكان الإقامة المفضل لدى الأثرياء والمشاهير عند زيارتهم المدينة. كما لا يزال يحتضن منذ سنوات طويلة مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يُعقد خلال شهر فبراير(شباط) من كل عام، ويشارك فيه أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، و80 وزيراً للدفاع والخارجية وغيرهم كثر من الشخصيات البارزة. أكثرهم يقيمون في الفندق خلال فترة المؤتمر التي تستمر لثلاثة أيام. هنا سيكون بإنتظاركم 337 غرفة بينها 74 جناجاً بتصاميم فريدة وعصرية. فما أن دخلت عتبته وشقيت طريقي نحو الداخل، تمايل الماضي أمامي زاهياً فرحاً، ودهشني بهوه الفسيح الذي تعلوه قبة زجاجية ضخمة يتسلل منها النور الى الداخل ليهبه الدفء والطاقة.
بحلول عام 1897 انتقلت ملكية الفندق إلى أسرة "فولكهارت" الألمانية، وتديره اليوم السيدة "إينيغريت فولكهارت" التي لها شغف كبير بإعطاء الفندق وجها حديثا ليتماشى مع متطلبات عصرنا الحالي. ولذلك أنفقت نحو 150 مليون يورو منذ توليها منصبها الحالي عام 1992 لترميم وتحديث معظم أجزاءه لتمزج التاريخ بالحداثة، ولتترك النزلاء يحلقون في آفاق مشحونة بالأجواء الساحرة والخدمات الحصرية. مع إطلالة عام 2018 استقبل الفندق طابقاً جديداً بتكلفة وصلت إلى 12 مليون يورو. وقد أضاف ذلك الطابق الجديد إلى الفندق 29 غرفة، منها 23 غرفة ديلوكس، و 5 أجنحة صغيرة، وجناح آخر بمساحة 350 متر مربع، يحمل إسم "بانتهاوس غاردن سويت" وهو محاط بحديقة غناء بمساحة 124 متر مربع ونصف، غُرست أرجاؤها بشتى أصناف الزهور والنبات والأشجار. هنا سيكون بمتناول الضيف غرفة رحبة للإستقبال وأخرى لتناول الطعام تزينهما مدفأة أنيقة، وغرفتي نوم مع حمامات، ومطبخ مجهز بأحدث التجهيزات والمعدات الكهربائية، ومنتجع صحي يشمل على غرفة للسونا والبخار، وغرفة للتدليك، وصالة للاستراحة، ونادي للتمارين الرياضية، وحوض للمياه الدافئة بجوار المنتجع الصحي تصل درجة حرارة مياهه إلى حوالي 42 درجة مئوية وفقاً لطلب الضيف. إن رحابة هذا الجناح الجديد الذي يتمتع بإطلالة بانورامية على وسط المدينة، سيجعله المكان المثالي لإقامة الحفلات الخاصة والمناسبات السعيدة.

لا تنسوا هذه الأماكن
يخبركم أهل المدينة أن "هوفبراوهاوس" أحد أقدم مصانع البيرة في ألمانيا. ويعود الفضل في تأسيسه إلى دوق بافاريا "وليام الخامس" الذي أنشأ ذلك المصنع عام 1589 لإنتاج البيرة لأسرة "فيتلسباخ" الملكية. وبمرور الزمن تحوّل المصنع إلى أحد أهم مطاعم المدينة التقليدية. ولا تزال تحتفظ أسرة "فيتلبساخ" بطاولتها الخاصة فيه. يمكنكم إستخدام الطاولة الملكية في حال عدم وجود أي من أفراد الأسرة هناك. وتمتلك بعض العائلات المرموقة في ميونيخ خزائن حديدية صغيرة في المطعم لتخزين أوانيهم الفخارية. فعندما تقرر تلك الأسر زيارة المطعم، تأخذ تلك الأواني إلى النادل لكي يملئها بالبيرة. والطاولة التي يكون عليها ذلك الإناء الفخاري تكون منحدرة من اصول ألمانية نبيلة. ويبقى "هوفبراوهاس" اليوم مكاناً شعبياً ومقصداً محبباً من قبل كثيرين لعيش الأجواء البافارية في أدق تفاصيلها. والأوقات السعيدة ستطالعكم في الحديقة الإنكليزية" Englischer Garten التي تحمل إسمها الحالي لأنها مصممة على غرار الحدائق الإنكليزية. ففي عام 1789 سمح الأمير "كارل تيودور" عامة الناس بالتنزه في أرجائها التي تترامى على مساحة 375 هكتار من المروج الخضراء. فبين تلك المروج والسهول المترامية على مد النظر ستكونون أمام البرج الصيني الشبيه بمعابد الباغودا الآسيوية. وبجواره تطيب الجلسات في مطعم "تشاينيزش شنتورم" للإستمتاع بسحر ذلك المكان المحاط بآلاف المتنزهين. أكثرية البطاقات البريدية القادمة من ميونيخ ستحمل صورة لكاتدرائية السيدة العذراء "فراونكيرشه" Frauenkirche التي يمكن رؤية قبتيها المميزتين من بعيد. ترقد الكاتدرائية بين ساحتي "مارين بلاتس" و"اوديون بلاتس" وتشتهر ببرجيها ذات الشكل البصلي اللذين يقفان بكل شموخ ليداعبا سماء ميونيخ الصافية. مآثر ميونيخ التاريخية ومعالمها السياحية كثيرة ومتنوعة ولا يمكن حصرها بعطلة قصيرة، فهي تستحق أكثر من رحلة إلى ربوعها لتدهشكم كل مرة بما تخبئه زواياها العتيقة من عبق الماضي وأسراره. ولكن مهما كانت مدة إقامتكم فيها لا تنسوا وداع المدينة بحضور أي من العروض الفنية التي تقدم على مدار السنة في دار الأوبرا. ويرجع تاريخ تقديم عروض الأوبرا في ميونيخ إلى عام 1653 لأن إبنة حاكم بافاريا آنذاك الأميرة "هنريات اديلايد اوف سافوي" كانت من عشاق الموسيقى وكانت تدعم الشركات الفنية العاملة في ذلك المجال. وتصدح في دار الأوبرا في ميونيخ اليوم الأعمال الموسيقية لعباقرة الموسيقى العالميين أمثال "موتسارت" و"فاغنر"و"هاندل" و"مونتيفيردي" لتقف شاهدة على أن ميونيخ طبعت إسمها عالياً كمدينة للفن والثقافة والعطلات الجميلة.

قد يهمك أيضًا:

"الخطوط القطرية" البديل الجديد لـ"لوفتهانزا" في رعاية بايرن ميونخ

خلاف بين "لوفتهانزا" و"ريان أير" بشأن الطائرات المستأجرة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميونيخ وجهتك المُفضَّلة للتمتّع بالقصور السياحية المميَّزة ميونيخ وجهتك المُفضَّلة للتمتّع بالقصور السياحية المميَّزة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران

GMT 04:42 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتصدر تويتر بعد الهزيمة التاريخية أمام إستون فيلا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon