القاهرة - مصطفى الخويلدي
أكد رئيس جمعية "مسافرون للسياحة"، وعضو جمعيتي مستثمري مرسى علم، وجنوب سيناء، الدكتورعاطف عبد اللطيف، أن ما يحدث من عمليات بناء خرساني بشكل عشوائي، وبدون تخطيط مسبق، على مختلف السواحل المصرية يضر بالاستثمار في هذه المناطق، ويضيع على الدولة مئات المليارات، مبينًا أنه يجب الانتباه لمثل هذه الأخطار، التي تدمر حق الأجيال المقبلة في ثرواتهم من السواحل والشواطئ، من خلال وضع رؤية واستراتيجية شاملة للاستثمار في هذه المناطق، وتغيير القوانين المتعلقة بالاستثمار، بما يخدم السياحة، ولا يضر بالمواطن.
وضرب "عبد اللطيف" مثلاً بما يحدث في الساحل الشمالي من أعمال بناء على ساحل البحر المتوسط، بطول 400 كيلومتر، بداية من غرب الإسكندرية، وحتى مدينة السلوم، تقدر بنحو 400 مليار جنيه، ما يعد إهدارًا لثروة هائلة للمصريين، لمصلحة فئة محدودة.
وأوضح "عبد اللطيف"، في تصريحات صحافية، أن إنشاء شاليهات وفيلات على ساحل البحر، وحجب الرؤيا عن البحر لباقي المنطقة، يعد اعتداءً على حقوق الأجيال الحالية والمقبلة، وهو أمر لابد من تداركه، مطالبًا بوجود خطة للتوسع العمراني من قبل الدولة، تراعى فيها احتياجات الأجيال الجديدة، مؤكدًا أنه يتم حاليًا بناء فيلات بمئات المليارات، ولا تُستغل سوى شهر أو شهرين في السنة، وتظل أموال هذه المشروعات حبيسة في أعمدة خرسانية ومنشآت لا تقدم شيئًا لاقتصاد البلد، في الوقت الذي تحتاج فيه لكل جنيه، للمساهمة في بناء الاقتصاد.
واقترح "عبد اللطيف" أن يتم تخصيص نسبة 80% من الأراضي المواجهة للساحل على البحر المتوسط والبحر الأحمر مباشرة لإنشاء فنادق وقرى سياحية، وإنشاء مراكز سياحية وترفيهية لخدمة السياحة بشكل عام، سواء الداخلية أو الأجنبية، ما يساهم في توفير العملة الصعبة، من خلال السائحين الوافدين من مختلف دول العالم، ويتم تخصيص الـ 20 % الباقية من الأراضي المخصصة للاستثمار هناك لبناء الفيلات والشاليهات.
وفيما يتعلق بباقي أراضي الساحل الشمالي التي تدخل في حيز التطوير حاليًا، أكد "عبد اللطيف" أنه لابد من إجراء دراسات هندسية ومجسمات، يتم من خلالها تخصيص أماكن المشروعات الصناعية والزراعية والسكنية، حتى لا يتحول الساحل الشمالي إلي منطقة عشوائية. وأشار إلى ضرورة إحياء فكرة تأجير الفيلات كما كان في الماضي، بحيث تقوم الشركات العقارية، أو القري والفنادق السياحية، بإنشاء شاليهات وفيلات، توفر فيها الخدمة الفندقية المتميزة، وتتولى صيانتها بشكل مستمر، وتقدمها للمواطنين من خلال نظام التأجير، وبذلك لا يكون المواطن في حاجة إلى شراء فيلات يدفع فيها مئات الآلاف، وهو لا يستغلها سوى شهر واحد في السنة.
وأشاد "عبد اللطيف" بتقرير لجنة الإسكان في البرلمان، برئاسة النائب معتز محمود، الذي كشف المشاكل التي تواجه الاستثمار في الساحل الشمالي ومارينا، مؤكدًا أنه إذا تم الاستغلال الأمثل لهذه المنطقة، سيزيد دخل الدولة من عوائد الاستثمار هناك عن 100 مليار جنيه، كمرحلة أولى، وسيتم الحفاظ على حقوق الأجيال المقبلة، بحيث لا تستفيد فئة محدودة بالشواطئ، على حساب الجميع.
أرسل تعليقك