c الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حَوَّلَها مهرجان "كناوة" إلى قبلة للسياحة العالمية

الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح

منظر خلاب في مدينة الصويرة
الصويرة ـ سعيد بونوار

ما أن تتنفس صعداء النجاة من مسالك وعرة وأنت في طريق الإطلالة على الصويرة.. المدينة المغربية العريقة التي تحكمها الأساطير، حتى تتراءى لك أفواج القنافذ والسلاحف والأرانب البرية والخنازير وهي تعبر الطريق المُعبّد، أحاسيس مليئة بالخوف والرهبة من المدينة الصامتة التي لا يُسمع فيها غير هبوب الرياح، وتبدو شوارعها الموشحة بعبق بحري فارغة إلا من مشردين أو حمقى أو مفكرين عالميين يجوبون أزقتها بحثا عن الحقيقة، وحدها النوارس تطلق أصواتها وكأنها تُنْذِر بقدوم التتار أو ترفع شعارات المطالبة بوقف زحف الحضارة على المدينة.تتوقف السيارة الرباعية عند مدخل باب من أبواب المدينة، هنا انتهت مهمة السيارة وبات التجوال مُرادِفاً للقدرة البشرية على المشي، فالدُّور السكنية المتقاربة، وضيق الأزقة حول المدينة إلى أشبه بغرف متراصة تحكي عن زمن الألفة.. حتى وقت قريب لم يكن سكان مدينة الصويرة يعرفون معنى الصخب، فالمدينة التي استقر بها الفينيقيون قبل التاريخ، أسست لمسارها الحضاري تاريخاً حافلاً بالأحداث والمواقف..مدينة عاشت على إيقاع أطماع غربية منذ أن توقف عند أمواجها الفاتح عقبة بن نافع وهو يتحسر على هذا البحر الكبير الذي منع جيوشه من نشر الإسلام إلى ما وراء الأطلسي.يقف المرشد السياحي عند أحد أسوار المدينة، وهو يتحدث إلى سياح ألمان قائلاً "أكَّدَت الأبحاث الأركيولوجية التي أُجريت في جزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة وجود مرفأ تجاري فينيقي، إغريقي، روماني"، ويضيف وهو يحاول مسك جلبابه نتيجة الرياح التي تهب بين الفينة والأخرى "حسب المؤرخين العرب والأجانب فإن اسم موكادور هو الاسم القديم للصويرة القديمة أتى من الاسم الفينيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير".يعتبر العهد العلوي عهد التأسيس الحقيقي للمدينة والذي يعود إلى عام 1760، وهو العام الذي يتزامن مع إنشاء السلطان العلوي محمد بن عبد الله ميناء الصويرة الذي كان يستقبل التجارة الخارجية بهدف تطوير علاقات المغرب مع أوروبا".أسوار المدينة التي تحتضن المدافع المُصَوَّبة إلى البحر تختزل تاريخاً من مقاومة العدو البرتغالي والأسباني القادم من البحر، وميناؤها الذي جعل منه السلطان محمد بن عبد الله أكبر ميناء في أفريقيا يشهد على غنى وتطور الحضارة العربية الإسلامية، إذ من هذا الميناء كانت تتحرك السفن المغربية المحملة بالبضائع والمصنوعات والسواعد البشرية إلى أوروبا ومنه أيضاً كانت تتحرك البوارج إلى أميركا بعد اكتشاف هذه القارة.ومازال الميناء يحتفظ بمعالمه التاريخية، غير أنه بدل السفن العملاقة التي كانت تنطلق من رصيفه استولت القوارب الصغيرة على مساحات من الميناء، ذلك أن أغلب سكان الصويرة يعتمدون على الصيد التقليدي.وفي الصويرة التي اقترحها "بلفور" على يهود العالم بدل فلسطين، مازال يتعايش اليهود والمسلمون، بل إن لهؤلاء حياً كبيراً يسمى "الملاح"، وكان يهود الصويرة الذين هاجر معظمهم إلى فلسطين في عقد الستينات من القرن الماضي يسمون بـ"تجار الملك" ويحظون برعاية السلطان ويؤدون شعائرهم دون تضييق، فالشوارع النظيفة مازالت شاهدة على المعمار الإسلامي الأندلسي.على بُعد أميال قليلة من شاطئ المدينة، تنتصب جزيرة صغيرة، تحتضن اليوم أعشاش صقور نادرة، ولأن بعض المشعوذين مستعدون لدفع الملايين نظير الحصول على بيضة الصقر المذكور، فقد انتبهت السلطات المغربية إلى خطورة الأمر، فجعلت من الجزيرة محمية لا يمكن دخولها إلا بتصريح من السلطة.ويؤمن عدد من المفكرين والرسامين العلميين أن في المدينة شيئاً من الأسطورة التي تجعل منها قِبلة عدد من هؤلاء ممن يفضلون قضاء ما تبقى من العمر في مدينة تنام 11 شهرا لتستيقظ في إيقاعات مهرجان "كناوة" العالمي للموسيقى ثم تعود لتنسج الأسطورة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح



GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:50 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

مسّيرات تُربك حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي

GMT 14:47 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طيران الإمارات تحصد لقب أفضل ناقلة جوية على مستوى العالم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon