القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
أكّد وزير الطيران المدني المهندس عبد العزيز فاضل، صباح اليوم الخميس، أن الوزارة تعتزم التحول للمطارات صديقة البيئة من خلال استغلال الطاقة الشمسية والمتجددة وترشيد استهلاك الطاقة وتقليل التلوث في السماوات المصرية، معلنًا أن معظم الطاقة المنتجة والمستهلكة في مصر تعتمد على مصادر الوقود
التقليدية مثل البترول والغاز الطبيعي.
وأوضح فاضل أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالمعايير والمقاييس الدولية للمنظمات العالمية، ولا سيما الملفات المتعلقة بتحقيق السلامة والأمن والحفاظ على البيئة في جميع المطارات المصرية، بهدف وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة التي تهتم بالطيران المدني، كأحد أهم روافد الاقتصاد القومي.
وأشار وزير الطيران إلى أن معظم الطاقة المنتجة والمستهلكة في مصر تعتمد على مصادر الوقود التقليدية مثل البترول والغازالطبيعي، والتي تتزايد أسعارها بشكل مستمر، بالإضافة إلى أنها تساهم في تفاقم ظاهرة تغيير المناخ بسبب تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة الأخرى، مما ينتج عنه زيادة الاحتباس الحراري.
وبيّن أن الوزارة تعتزم التحول للمطارات صديقة البيئة من خلال استغلال الطاقة الشمسية والمتجددة وترشيد استهلاك الطاقة وتقليل التلوث في السماوات المصرية، موضحاً أن من أولى المشروعات المعنية بالحفاظ على البيئة والتي تتبناها الوزارة هو مشروع إنشاء مبنى جديد صديق للبيئة في مطار برج العرب بتكلفة 1.2 مليار جنيه، بتمويل من وكالة التعاون الدولي اليابانية "الجايكا"، ويعمل من خلال منظومة المطارات صديقة البيئة Green Airport، والذي يعتمد اساساً على تقليل الانبعاثات الكربونية وتوليد الكهرباء من خلال أنظمة الطاقة الشمسية ، وسيكون مطار برج العرب أول مطار صديق للبيئة في مصر مع حلول العام 2016 لمواكبة التطورات التي يشهدها العالم في الاعتماد على الطاقة الشمسية.
ويتمّ التعاون مع الجانب الفرنسي ممثلاً في السفارة الفرنسية في القاهرة لإجراء تجارب لاستخدام الطاقة الشمسية في العديد من المطارات المصرية في المستقبل القريب، حيث تم توقيع بروتوكول مع شركة "سيتك" الفرنسية قدمت بموجبه منحة لوزارة الطيران المدني غير مشروطة ولا ترد، لإجراء دراسة جدوى لتطبيق الطاقة الشمسية في المطارات المصرية، ومن المخطط الحصول على طاقة تصل إلى 20 ميجاوات لكل مطار، وتوفير ما يقرب من 24 مليون جنيه في العام الواحد للمطارات.
وفي السياق ذاته، أكّد فاضل على أن مصر واحدة من أكثر البلدان المشمسة في العالم مما يبرر تماماً تطبيق مثل هذه المشروعات التي تعتمد على استغلال الطاقة الشمسية، حيث إن هذا يعد إلزامياً لمتطلبات السلامة والحفاظ على البيئة في المطارات المصرية، خاصة وأن المساحات المتاحة في المطارات لتنفيذ تلك المشروعات كبيرة جداً، وربما تساهم في توفير 3000 ميجاوات في قدرات الطاقة الشمسية للبلاد، ولا سيما أنها تنتشر في جميع مناطق مصر.
وعن قضايا البيئة أكّد الوزير أنها أحد التحديات التي تواجه وزارة الطيران المدني، فعلي الرغم من أن قطاع الطيران المدني العالمي لا يسبب أكثر من 2% من اجمالي الانبعاثات الكربونية على كوكب الارض، وعلى الرغم من جهود الشركات المصنعة للطائرات والمحركات لخفض هذه النسبة إلى النصف مع حلول العام 2050، إلا أن شركات الطيران مهددة بدفع تعويضات عن هذه النسبة الضئيلة للغاية، ومشروع الاتحاد الأوروبي الجديد لتجارة الانبعاثات يجسد هذا التحدي بشكل كبير، وأشار إلى أن وزارة الطيران بدأت بالفعل الأبحاث على استخدام الوقود الحيوي، وتتابع عن كثب الاهتمام العالمي بالآثار البيئية في مجال الطيران المدني، والتي تنتج عن انبعاثات عادم محركات الطائرات وضوضاء الطائرات والمخلفات الناتجة عن خدمة الطائرات، وشدّد على التزام الوزارة بالمشاركة في الجهود العالمية لتحقيق الانخفاضات في الانبعاثات الكربونية من حركة الطيران، وضرورة تحقيق نمو الطيران المدني من دون المزيد من الضغوط على البيئة، وعن ما يذكر أن تخفيض الانبعاثات الكربونية مع حلول العام 2020 وخفضها خفضاً طويل الأجل مع حلول العام 2050 هي أهداف قابلة للتحقيق، ومن الأهمية بمكان أن نضمن أن يكون نمو الطيران المدني نموًا مستدامًا، وأن يكون خفض الانبعاثات الكربونية وغير الكربونية عنصراً مهماً من عناصر التطور في مجال الطيران المدني، وبذلك تتحمل وزارة الطيران المدني جميع مسؤولياتها لضمان استيفاء المستويات الدولية الخاصة بهذا الموضوع.
أرسل تعليقك