تتميز منطقة إيميليا رومانيا في مقاطعة بولونيا الواقعة شمال إيطاليا، بوجود أفضل المواقع السياحية، فضلًا عن المنتجعات والمطاعم التي تقدم خدمات متميزة ترضي جميع الأذواق.
وتفتقر هذه المنطقة الإيطالية إلى توافد السياح، إذا ما قورنت بأماكن الجذب السياحية المكثفة مثل توسكانا أو فينيتو، إلا أن المسافرين سيستمتعون بتذوق أشهى المأكولات، وتناول المشروبات اللذيذة، فضلًا عن التاريخ الغني العريق، والقيمة الكبيرة مقابل المال، فالزائر يمكن أن يستمتع برحلة الغذاء والخيال على الطريق في إميليا رومانيا.
وتعتبر الحياة في مدينة البندقية رائعة لما توفره من سبل راحة وخدمات رائعة، إلا أن عددا قليلا نسبيًا من السياح اليوميين، يذهبون إلى منطقة إيميليا رومانيا المجاورة، على الرغم من أن مناطق الجذب السياحية تطابق بسهولة مناطق الجذب الأكثر شهرة في إيطاليا مثل توسكانا وومباردي، كما توفر خيارات معقولة مغرية للأكل والسكن.
وتمتد إيميليا رومانيا عبر الأراضي الرطبة في دلتا "بو" وصولا إلى المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأدرياتيكي، وعبر السهول الخصبة حيث يتم إنتاج مكونات المطبخ الإيطالي.
وهذه هي وجهة عشاق الطعام في نهاية المطاف، حيث يمكن للمسافرين تنظيم جولة للتذوق أشهى الأطعمة من الطباخين الحرفيين مثل لحم الخنزير المقدد، ومرتديلا والخل البلسمي المكثف وملكة الجبنة الإيطالية، جبن البارميجان، فضلًا عن الطعام والشراب.
ويمكن زيارة المدن الرائعة من بولونيا وبارما وفيرارا ورافينا، والاستمتاع بمشاهدة القصور الفاخرة في عصر النهضة، والكنائس والجداريات الرومانية من القرون الوسطى ، والأعمال الفريدة البيزنطية التي يمكن أن مشاهدتها من دون قوائم الانتظار أو الحشود.
1) مدينة بارما:
يمكن زيارة ومشاهدة المتاجر والمطاعم، في المناطق الريفية المحيطة بها، كما تستحق الآثار الرائعة لمدينة بارما المشاهدة، كما يمكن زيارة ساحة " بيازا دومو" التي تأخذ غالبية مشهدها الكاتدرائية الرومانية الهائلة، التي تحتوي على اللوحات الجدارية، التي تنافسها فقط لوحات المعمودية في القرون الوسطى المجاورة، الذي يتناقض مع ألوان لا تصدق من القرن الثالث عشر والرابع عشر، كما أن اللوحات تغطي المناطق الداخلية، والخارجية.
وبات بإمكان السياح اكتشاف دير دي سان جوفاني خلف الكاتدرائية، الذي يعود إلى القرن العاشر، فضلًا عن قصر "ديلا بيلوتا"، الذي يضم جوهرة الهندسة المعمارية الباروكية، ومسرح خشبي فارنيزي.
2) مودينا:
أما مدينة مودينا فتشتهر بمتاجر التي تصنع الخل البلسمي، ويمكن ترتيب هذه المتاجر بسهولة، بدءًا من دانييلي بونافيتي، الذي يقدم أجود أنواع الخل البلسمي في متجره الشهير "اكاتايا ديل كريستو"، في سان بروسبيرو، ويقع على بعد 20 كم شمال المدينة، ويتم صناعة هذا الخل الرائع من خلال تخزينه لوقت طويل جدا، فيصل عمر الخل البلسمي الذي يحفظ في براميل خشبية صغيرة إلى 25 عاما، وهناك عدد من "براميل المشاهير" المخصصة لأمثال مايكل دوغلاس.
وتحيط بهذه المتاجر كروم العنب في جميع الأنحاء، حيث يم صناعة مشروب "لامبروسو" وهو نوع من الخمر خفيف ومثالي من النبيذ الأحمر والذي يفضل تناوله إلى جانب مع المأكولات الغنية في المنطقة.
وتضم مودينا ثالث أفضل مطعم ضمن أفضل 50 مطعمًا على مستوى العالم، وهو " أوستريا فرانشسكانا" الذي يقدم أفخم أنواع الخل البلسمي، فضلَا عن أشهى الأطباق مثل خبز تورتيلوني محشوة بالريكوتا، فضلًا عن الأطباق المكدسة مع الدجاج الحبشي ثم لحم الخنزير المشوي، وكعكة الشوكولاته والبوظة، وتبدأ أسعار الوجبات من 50 دولارًا.
3) بولونيا:
تعتبر بولونيا هي عاصمة الطعام بلا منازع في إيطاليا، ولكن فضلًا عن الطعام الشهي، هناك الكثير من المعالم السياحية التي تستحق الزيارة، بدءا من التسلق الشاق لبرج أسينيللي، وهي ناطحة سحاب تعود إلى القرن الـ12 حتى 48 خطورة إلى أعلى، على طول 100 متر، وتعد بولونيا من المدن الحية ليس بسبب عدد الطلاب الضخم، ولكن أيضا بفضل جامعتها الأقدم في العالم التي يعود تاريخها إلى 1088.
كما يسمح للزوار من السياح بالدخول إلى مكتبة الجامعة القديمة، حيث زينت السقوف مع اللوحات الجدارية اللامعة، فضلا عن المسرح الدرامي التشريحي الذي يعود تاريخه إلى 1637 ، حيث كانت الجثث يتم تشريحها فيه.
وتتقاطع في المدينة الممرات الفخمة وصفوف المقاهي والحانات ومحلات تجارية، فضلًا عن رواق "كافور"، لأولئك الذين يبحثون عن علامات المصممين، في حين أن رواق "ناني"، فهو مكان مخصص لاستعراض كتب الطبخ الإيطالية.
وتمتلئ بولونيا بأفضل المطاعم التي تقدم أشهى أنواع الطعام الكلاسيكي المنزلي، مثل مكرونة تالياتيلي التي تأخذ شكل أشرطة، والتي تصنع يدوية في المنازل لساعات يضاف إليها صوص البولونيز، أو مرق الطيور الدسم.
ويمكن زيارة مطعم"تراتوريا دانيو" الذي يقدم وجبات شهية للغاية ورخيصة الثمن في طريق "فيا سان فيليس" ورقم الهاتف: +39 051 555202 ، حيث تبلغ تكلفة وجبة غداء المكونة من ثلاث أطباق 12.5 يورو.
4) فيرارا:
ويعتبر زيارة مدينة فيرارا في حد ذاته متعة، لأنها بعيدة عن الزحام، وتضم قلعة "كاستيلو إيستيناس" الضخمة، التي تسيطر على المشهد العام في البلدة، التي تحافظ جيداُ على تراثها الثقافي بدءًا من ميادين النهضة الشهيرة، وحتى أقدم أحياء الأقليات اليهودية في أوروبا، كما أن الزوار سيعشقون قصر "دي ديامانتي"، الذي يستضيف المعارض الكبرى الفنية الحديثة، ويضم الفنانين مثل بيكاسو وجورجيو دي كيريكو
5) رافينا وساحل البحر الادرياتيكي:
ويمتد شاطئ الريفييرا لرومانيا على طول الشواطئ الرملية في البحر الأدرياتيكي لنحو 70 ميلا، من كاتوليكا في الجنوب، وصولا إلى دلتا بو على حدود فينيتو.
ومن الرائع بدء الجولة السياحية في رافينا، التي كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية، وأصبحت اليوم بلدة ريفية هادئة تضم ثمانية مواقع للتراث العالمي تابعة لليونسكو، بدءًا من الفسيفساء البيزنطية الاستثنائية، وحتى كنيسة "سان فيتالي" وهي أحد مناطق الجذب السياحي العامة في المنطقة.
ويمكن الاستمتاع بالإقامة في رافينا لليلة وضحاها، والتجول بالدراجة خارج المدينة في قرية "كلاسي" الصغيرة، التي تهيمن عليها كنيسة "سان أبوليناري" الهائلة المليئة بالفن البيزنطي العريق.
أرسل تعليقك